إعلان

وجهة نظر: وزير السعادة الدكتور محمد غنيم

مصطفى المنشاوي

وجهة نظر: وزير السعادة الدكتور محمد غنيم

02:31 م الإثنين 04 يوليو 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – مصطفى المنشاوي:
لكل إنسان قضية، ولكل قضية جائزة، ولكل جائزة ثمن، في الحياة تستطيع أن تجد نوعين من الناس: نوعاً يريد أن يكون عظيماً بنفسه ونوعاً يريد أن يكون عظيماً من خلال الآخرين وهو أقلية، بل أصبح عملة نادرة فى الحياة، موهبته ليس ما يملكه هو بل الموهبة عنده هي فن اكتشاف الموهبة، إنه يتطلع وينظر من حوله ويبحث ويجتهد ويكتشف يريد أن تكون موهبته شرارة لإكتشاف موهبة الآخرين.

هذا الرجل هو محارب بغير سيف وعالم بغير تشنج أخذ من الدنيا وأعطاها الكثير لم يكن فى هذا الكثير يعرف الوسط فلقد كانت حياته مزيجاً من العذاب والمتعة، العذاب في اكتشاف بحث علمي جديد والمتعة فى أن يكون يقوم بعملية زرع كلى ناجحة وبث الأمل في روح إنسان من جديد لايعرف ديانته ولا عقيدته ولا توجهه السياسي كل ما يعرفه عنه أنه إنسان يريد من الحياة بعض الحياة.

رأيته جادا، شعره أبيض بدأ في السنوات الأخيرة ينسحب من مقدمة رأسه، صوته مُعبر بما يكفي لأن تنصت له، وجهه مليء بالزوايا الحادة القاطعة دليل على التصميم، رجل رياضي لديه من الحماس ما يؤكد أن أحسن وأنبل وأشرف وأطول وأقسى معاركه كانت في الطب، رجل يبدأ بالحاضر لكي يصل إلى المستقبل، وهو بذلك لا يملك سوى أداة واحدة هي الإستكشاف، من هنا يقول المؤرخون إن العالم رجل مهمته أن يجلس عالياً فوق السور بينما يحتفظ بأذنيه على الأرض.

كان لقائي الأول به علي كتاب المدرسة فى أحد دروس القراءة عنوانه العالم المصري الدكتور محمد غنيم، و لقائي الثاني به عندما كان لي شرف محاورته بداخل مركز الكلى بجامعة المنصورة والعلم هو أولاً رجل عالم ولعل من أمتع مزايا مهنة الإعلام هي أنها تجعلك تلتقي بشخصيات لم يكن متاحأ بالنسبة لك أن تلتقي بهم و أنت في مهنة أخرى، و كنت أخشى أن أكون واحداً ممن لا يحترمون تقاليد العلم، فالعلم كالتصوف، كالصلاة، هل تستطيع أن تصلي قبل أن تخلع حذاؤك!!

بدأت حواري سائلاً باعتبارك طبيباً لو افترضنا أن مصر مريضة فما هي الحالة التشخيصية لها ودار الحوار بشكل طبيعي إلى أن قلت أن مصر مورّدة المواهب للعالم كله، هنا استوقفني طالباً مني أن أعيد ما قلت! وهنا أصابتني ربكة مخلوطة بخوف، فكررت كلامي معللاً أنه واحد من هؤلاء العلماء الذين نفتخر بهم، فرد علي أن إسهامات مصر والعالم العربي بشكل عام ضئيلة فى مجال العلوم في السنوات الماضية.. شعرت وقتها أن لدينا مجموعة من النزعات تربينا عليها من شأنها أن تقف حائلاً بيننا وبين اللحاق بالتيار العلمي في العالم، كأن العالم يسير أماماً ونحن محلك سر! فالعلم في مجتمعاتنا أصيب بالصدأ.

إن العلم هو أحد فروع المعرفة التي لابد فيها من الوراثة، لا بد من مدارس علمية، إنها المفتاح إلى النهضة العلمية الصحيحة، والتقدم العلمي كالتجديف ضد التيار، مالم تتقدم تتأخر، والدكتور غنيم لم يكتفي بإنشاء مركز كلى يعد الآن واحداً من أهم الصروح الطبية في العالم بل إهتم بالبشر قبل الحجر ودعم البحث العلمي بحيث لا يصبح مجرد أوراق حبيسة أدراج المكاتب.

منذ أيام أطلق رئيس جامعة المنصورة الدكتور محمد حسن القناوي اسم الدكتور غنيم على مركز الكلى بالجامعة تكريماً له إيماناً منه بأن هؤلاء العلماء هم ثروة وثورة، والشكر موصول لرئيس عاصمة الطب الدكتور القناوي وكل من يوفر مناخاً علمياً وهواءً صحياً يستنشق منه هؤلاء العلماء.

بالمناسبة.. في إحدى حواراتي مع الدكتور القناوي سألته لو طُلب منك أن ترشح وزيراً للسعادة من أبناء جامعة المنصورة فأجاب بلا تردد: الدكتور محمد غنيم.

إعلان

إعلان

إعلان