لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وجهة نظر: تفكيك مخيم كاليه إخفاق في سياسة اللجوء

هدم مخيم عشوائي للمهاجرين في كاليه شمال البلاد

وجهة نظر: تفكيك مخيم كاليه إخفاق في سياسة اللجوء

09:24 ص الأربعاء 26 أكتوبر 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

برلين (دويتشه فيله)
بدأت فرنسا في هدم مخيم عشوائي للمهاجرين في كاليه شمال البلاد لا تتوفر فيه أدنى ظروف العيش بغية التخلص من مخيم يرمز لإخفاق السلطات الفرنسية في تقديم حلول ملموسة وناجعة لأزمة الهجرة، كما ترى المحللة السياسية باربارا فيزل.

فجأة أصبح المستحيل ممكنا: فبعدما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قبل شهر أنه يعتزم إغلاق المخيم العشوائي في كاليه، وجدت الإدارة الفرنسية بغتة نحو 7000 موطن إيواء لأولئك اللاجئين في مختلف مناطق البلاد. وامتنعت حكومة باريس طوال سنوات عن توفير سكن لائق بأناس يحملون أمل العبور يوما ما من الشاطئ الشمالي الفرنسي إلى بريطانيا. وكان الرد على ذلك باستمرار أن كل الأماكن مليئة.

المخيم رمز جبن سياسي
ما يُسمى بـ"غابة" كاليه كان نتيجة سياسة هجرة فرنسية اعتمدت أسلوب غض الطرف. وهذا المخيم يعكس أيضا فشل حكومة أولاند التي تتنصل هنا لجبن سياسي من مسؤوليتها، لأن الأوضاع السائدة في كاليه معروفة منذ سنوات، والمخيم الملقب بـ"الغابة" الواقع على هامش ميناء المدينة تشكل عندما تم إغلاق مخيمات سابقة دون توفير أماكن إيواء أخرى للناس.

هذا المخيم العشوائي للاجئين كان وصمة عار تنطلق منه في الصيف روائح كريهة ويغرف وسط الوحل في الشتاء. لكن حكومتي لندن وباريس تصرفتا وكأنه لا علاقة لهما البتة بذلك. فالبريطانيون نقلوا إجراءات المراقبة على الأرض الفرنسية ـ إذن كان من واجب فرنسا الاعتناء بأولئك اللاجئين. ومن جانبها اعتبرت حكومة باريس المهاجرين كمشكلة بريطانية ولم تحرك ساكنا. لكن انطلاقة الحملة الانتخابية هي التي حركت الأمور، لأن الحزب الوطني الفرنسي اليميني المتطرف استغل "الغابة" بنجاح كذخيرة ضد الحكومة.

المخيم عار على أوروبا
بريطانيا تحصنت باكرا مع بداية أزمة اللاجئين خلف قناة بحر المانش، ولم تبد لندن أي تضامن. وفرنسا لم تجرؤ بسبب القوى اليمينية المتطرفة فيها على الاعتراف باعتماد سياسة لجوء إنسانية وغضت النظر ببساطة، بل فقط اهتمام وسائل الإعلام المتواصل هو الذي جعل من "الغابة" إحراجا سياسيا لم يعد بالإمكان تجاهله.

وللأسف لا يمكن القول بأن هذه القضية تعرف نهاية إيجابية، لأن المهاجرين سيتم توزيعهم على كافة مناطق فرنسا دون معرفة كيف سيكون مستقبلهم. ولم يحصلوا على المعلومات الضرورية بشأن حقوقهم، ولم يتلقوا وعودا إنسانية، ما عدا الإيهام بحصولهم على قسط من الراحة خلال أسابيع في الأرياف الفرنسية. والكثير من اللاجئين سيعودون بعد أشهر إلى الشاطئ الشمالي، ويحاولون مجددا مغادرة فرنسا. وآخرون اختفوا في المنطقة المجاورة لكاليه، لأنهم لم يفقدوا الأمل في عبور قناة بحر المانش. وحياتهم ستزداد صعوبة في مخيمات عشوائية جديدة مقارنة مع "الغابة".

الملف تم التخلص منه للوهلة الأولى
الحكومة الفرنسية ستشعر بالنشوة عندما تخلي الآن المخيم وتوزع الأشخاص على مناطق البلاد. لكنها لم تقدم حلولا لمشكلة "الغابة"، بل فقط وزعتها. لكن ما يهم حكومة باريس في الوقت الراهن هو ما مفهومه بعيد عن المرأى بعيد عن الوجود. وإذا ما أحجمت الصحافة عن الكتابة عن الكارثة الإنسانية في كاليه، فإنها ستدخل بسرعة في طي النسيان. السياسة الإنسانية والمسؤولة يكون لها وجه آخر.

إعلان

إعلان

إعلان