لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حازم دياب يكتب - أن تكون أمير كرارة

الكاتب حازم دياب

حازم دياب يكتب - أن تكون أمير كرارة

06:33 م الأحد 19 أبريل 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - حازم دياب :

 

(1)

قد تحصل على مجموع بائس في الثانوية العامة، لنقل مثلاً: 48%، ستجد من حولك يصمك بالفشل، قد ينصحك والدك بأن تحترف صنعة تستطيع خلالها بناء مستقبلك بشكل جيد، لكنك لو تطلّعت إلى شاشة قناة TEN مثلاً، ووجدت شاباً عريض المنكبين يبتسم ابتسامة صفراء، يمشي في أناة، يسأل نجمات السينما أسئلة مصيرية تقول "مسجلّة اسم جوزك ايه على الموبايل؟".. "اتجوزتي كام مرّة؟".. "ليه بطلتي تقدّمي إغراء". ستعرف أن البرنامج اسمه "أسرار الحريم" وإن مقدّمه نجم يدعى أمير كرارة، حصل على 51% في الثانوية العامة، بعد إضافة النشاط الرياضي لمجموعه، وأن هذا البرنامج كان قد تم الإعلان عن عرضه على قناة CBC باسم "جنس ناعم" دون أن يُعرض في فوضى برامج تافهة تنتشر الآن على الشاشات تحت اسم البرامج الترفيهية، أو باسم براق أكثر "برامج منوعات"، المذيعة سمر استضافت زاهي حواس وعصام الحضري في ليلة من ليالي سمرها، وسألت زاهي حواس عن الفيلم الإباحي في الهرم، فأجابها "أنا اتفرّجت على الفيلم كلّه، ست طلّعت صدرها برّة قدام أبو الهول، وراحت كملّت الحاجات في الأتوبيس والفندق". يطلب عصام الحضري من عالم الآثار أن يشركه في مشاهدة الفيلم، تضحك مقدّمة البرنامج، ويصفق الجمهور، وتسدل الشاشة برعاة كثر.

 

(2)

فى أغنية لأولتراس أهلاوي شهيرة "يا غراب ومعشش"، يهاجمون فيها وزارة الداخلية وضباطها، يقولون من ضمن الكلمات "كان دايماً فاشل في الثانوية، يادوب جاب 50%، بالواسطة خلاص الباشا اتعلّم، وخد شهادة بميت كلية".

(3)

أمير كرارة من عائلة فنيّة، جده الفنان ذو العبقرية الباقية "محمود شكوكو"، عُرف في ظهوره ببعض الإعلانات.

يقول أمير عن نفسه، في حوار صحفي نُشر في بوابة "المصري اليوم لايت"

«عمري في حياتي ما قرأت جريدة، وفي حياتي عمري قرأت مسلسل، فالفكرة تطرح أمامي والحدوتة تحكى لي، فالدور يوضح أمامي من فكرة المسلسل، أما دوري في العمل، فأنا أسرع واحد العالم يحفظ الدور قبل دخولي تصوير المشهد مباشرة، وعندما قمت ببطولة مسلسل (طرف ثالث)، وحصلت على جائزة أفضل ممثل في الوطن العربي عن مهرجان (تايكي) بالأردن، ولم أكن أحفظ دوري فيه، ولم أقرأ ورق العمل، قررت بعدها أن أدخل أي مسلسل بدون قراءته»

 

قال أمير كرارة في نفس الحوار إن مصطفى حسني هو الإعلامي المفضّل بالنسبة إليه، وأن القائد الإسلامي، خالد بن الوليد، هي الشخصية التي يتمنى القيام بتمثيلها، وأن أكثر ما يستاء منه، هي شائعة تخرج عنه كل سنة، مفادها انقلاب سيارته وهو عائد من مارينا.

 

كل عام يا أمير؟.. سلامة مارينا وسلامة سيارتك.

(4)

ربما الأمر لا يخضع لنقد وتحليل فنّي راسخ، حيث لا أمتلك المقوّمات الكافية لصياغته، لكن مجرّد مشاهدة أمير عبر الشاشة يصيبني بالتبلّد، ممثل هو في الأساس لا مذيع، لكن أداءه الجامد لا ينقل أي تعبير. يضحك، يغضب، يبكي، يحب فيظل الموقف كمشاهدة فيلم وثائقي عن العلاقة الوطيدة جينيا بين القطط والنمور. يسلك كل فترة اتجاه مقدّم البرامج، مسابقات مرة، منوعات أخرى، لا ينسى بدايته كمذيع ببرنامج اكتشاف المواهب «ستار ميكر».

 

لابد من وقفة، ودراسة حقيقية لبرامج المواهب في الوطن العربي التي ذاعت مؤخراً، لحصد الإعلانات أكثر من تقدير المواهب.

 

(5)

 

هل يحتاج الفنان إلى التشبّع بالثقافة؟.. في الواقع كل فرد يجب عليه ذلك، ولأن الفن أداة لتقديم وجبة ثقافية، فإن فاقد الشىء لا يعطيه، وبتسليم مقاليد الفن إلى علا غانم في جمهورية إمبابة، وإلى محمد رمضان كفارس أحلام الصبية والمراهقات، وإلى السبكي في نشر أصوات زمجرته القبيحة ولحمه الرخيص عبر الشاشات، ستكون النتيجة إن أمير كرارة، سيظل أحد نجوم الشباك، الذين يقدمون مسلسلات ببطولات منفردة.

(6)

عندما اقرأ رواية "أنا عشقت" للروائي البديع محمد المنسي قنديل، وأعرف أنّ أمير يقوم ببطولة مسلسل مأخوذ عن الرواية، أدعو الله أن يكون للعمل أثراً إيجابياً، ويفيد وزير السكان الجديدة في خطتها لتحديد النسل.

(7)

أمير كرارة أسلوب حياة، ستجد مثله في كرة القدم، عالميًا: جاريث بيل ينتقل بصفقة قياسية ولا يقدّم بعشر قيمته أداءً، شادي محمد الكابتن والمذيع، وهو أبعد ما يكون عن الاثنين. في التلفزيون، ستجد أحمد موسى يزعق ويعتبر نفسه مذيعاً مؤثراً في إعلام كان يوماً رائداً، لن أحدثّك بالطبع عن حياة الدريدري وتوفيق عكاشة، لن يكون مصادفة وجود أمير كرارة كخبير استراتيجي أو كمديرك في العمل، لن أخوض في نظارة معتز الدمرداش الحمراء لثقة في استتابة قد يقدّمها، في الأدب ستجد أمير كرارة في صدارة الأكثر مبيعًا، في التلفزيون ستتعثّر في مصطفى شعبان تحيطه الفتيات كل عام، وفي التأليف يوسف معاطي يبدع في التكرار، وتغرق الشاشة بأشباه كرارة، يقولون إن السينما تفضّل عن الأدب لقدرتها على نقل الصورة، أمير وأصدقائه يحولون الصورة إلى القتامة، ويرسخون لمبدأ أن نصف الموهبة تحكم.

إعلان