إعلان

مصطفى أمير يكتب: محمد هنيدي.. وسقوط داعش

الكاتب مصطفى أمير

مصطفى أمير يكتب: محمد هنيدي.. وسقوط داعش

10:32 ص الجمعة 06 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - مصطفى أمير:

لا مجادلة في أن سقوط أي كيان يبدأ بشق الصف والفرقة، حتى إن طال المدى في سبب زرع بذرة السقوط، وهذا ما أسقط عشرات الكيانات السياسية والتحالفات وغيرها في مجالات عدة.

تنظيم «داعش» الذي استفحل في الأرض ولا ندري إن كان يسعى فيها فسادًا من قبل المعارضين، أو إصلاحًا من قبل مؤيديه، أصبح الآن كيانا تهابه أعاظم الدول -على الأقل في قرار الأنفس- رغم مكابرتها أمام الرأي العام وشعوبها، إلا أن الجميع يبحث عن الحل لسقوط هذا التنظيم صاحب القلق الأعظم في الآونة الأخيرة.

إذا صح ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بأن مصريا يدعى أبو عبيدة قد هرب بمبالغ طائلة من أموال الزكاة الخاصة بالتنظيم، بعد أن كان مؤتمنا عليها من قبلهم، فهي البذرة التي تنتظر الدول نبتها حتى إن كانت الواقعة ليست الأولى.

شق الصفوف يبدأ بأمور بسيطة، ثم تتفاقم، وبعدها الفرقة، ومن هنا المدخل لهدم الكيان، وإن على شأنه وعظم أمره، ولنا في ذلك مواقف وعبر، فشق الصف بين فتح وحماس أصحاب القضية الواحدة جعلهما لا يقاومان العدو ليقتتلا فيما بينهما.

وشق الصف بين شباب حركة تمرد وانقسامهم في الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة له تأثير سلبي، يجني كل من وقع على استماراتهم ثماره حتى الآن، وعواقب شق الصف بين القوى والحركات الثورة حدث ولا حرج.

إذن الفرقة وشق صفوف تنظيم «داعش» كفيلان بهدم الكيان، وتوفير أموال طائلة ينفقها التحالف على طلعات جوية بعضا منها يقتل أبرياء مغلوبين على أمرهم وسط زمرة من يشوهون صورة الإسلام في الرقة وغيرها، ويروجون لدولة الرؤوس المقطعة، والتمثيل بالجثث.

ولا بد بالحيلة والأفكار أن تسوق الدول لبث الفرقة بين صفوف التنظيم، فالدول التي تسعى حقا لهذا، لا غيرها فقط هم المستفيدون من «تحت الترابيزة».

الفنان محمد هنيدي في فيلم «أمير البحار» ولا أدرى إن كان صناع الفيلم يقصدون هذه الرسالة أم لا، استطاع بث الفرقة وشق صفوف القراصنة على مركب كان فيه مختطفًا وأسرته، وشتت جمعهم ومن ثم تغلب عليهم، لعل الدول تقتدي برسائل كهذه التي استنتجتها من الفيلم، ويستطيعون إسقاط «داعش» يومًا ما.

محمد سمير زميل صحفي قال: «إن داعش سيسقط عندما يجد مؤيدوه والشباب من ينشر لهم الإسلام بصورة صحيحة، خصوصا إذا وجدوا ذلك من حاكم الدولة، ويقصد أن لا يكون بديلا عن داعش بل تصحيحًا لما شوهه التنظيم من صور الإسلام الحسنة».

حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، زاد على التنظيم حشدا من المعارضين وفتح مجالا للحديث بشكل أكبر عن مذابحه المسكوت عنها، ولعله يكون فاتحة اعتراض داخلية بين عناصرهم ما بين مؤيد ومعارض لطرق العقاب والثواب، وإن حدث هذا فهي الفرصة الوحيدة التي يمكن استغلالها وهز عرش التنظيم.

السؤال الآن إلى من يدعون أنهم يعيدون الأمجاد إلى دولة الخلافة، إذا كنتم تحاربون من ترون أنهم ''كفرة فجرة''، كونهم على غير الإسلام، فلماذا تمولون طائرات ومصانع وأعمال الغرب وبلاد اليهود وغيرهم بالوقود الذي حصلتم عليه عنوة، حيث تصدرونه لمعظم هذه الدول في السوق السوداء أما أنها المصالح اجتمعت.

الإجابة كانت عن ناصر البحري الحارس الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في حوار أجراه، أن كل التنظيمات الجهادية ترى أن التعاون مع الكافر في المصلحة ضروري وجائز.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان