لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لعنة نوبل للسلام..!

محمد أحمد فؤاد:

لعنة نوبل للسلام..!

04:36 م الإثنين 13 أكتوبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد أحمد فؤاد:

"ألفريد نوبل" 1833 : 1896 مهندس ومخترع سويدي الجنسية، أهم إنجازاته هو اختراع الديناميت سنة 1867، وربما كان هذا هو الاختراع الأكثر مأساوية حيث أعقبه الكثير من الندم بفعل ما خلفه من آثار عنف ودموية منذ استخدمه الإنسان في الحروب.. وربما ندم الرجل كثيراً على فعلته تلك، وهو لم يكن يقصد بالطبع الجانب الدموي حين هم بفكرة تطوير استخدام البارود..!

تنتابني دائماً روح التوجس والريبة كلما توقف قطار نوبل وقفته السنوية ليقوم بتوزيع جائزته المرموقة في كافة المجالات المختلفة، وتسري في بدني قشعريرة حين يأتي دور توزيع جائزة السلام..! وأتساءل: كيف تحمل جائزة للسلام اسم مخترع آلة الحرب الأكثر تدميراً..!؟ وأين الشفافية والتجرد حين تكون طريقة الترشيح للجائزة في المجالات المختلفة مبنية على مقترحات الفائزين السابقين، عدا جائزة السلام فتكون اقتراحات الترشيح لها آتية عن طريق أي عضو من أعضاء الحكومات أو إحدى المحاكم الدولية، كذلك من أساتذة الجامعات في مجالات العلوم الاجتماعية والتاريخ والفلسفة والحقوق والعلوم الدينية، ورؤساء معاهد البحث المتخصصة في مجال السلام أو غيرها من المؤسسات الشبيهة، وكأن من يفوز بها وجب وأن يعبر خلال خط سير بالغ التعقيد، لكنه مرسوم ومعد مسبقاً حتى لا تخرج الجائزة عن مسارات سياسية معينة مدروسة بعناية وبدقة شديدة..!

وكأني أتخيل أن هناك لعنة ما -لا علاقة لها بأي سِلم أو سلام- تصاحب تلك الجائزة أينما حلت، وعذراً إن كانت مساحة هذا الخيال أوسع قليلاً من الواقع أو الحقيقة.. لكنها في نظري لعنة فتاكة ودموية تحل فوراً -أو بعد حين- بكل مكان توزع فيه تلك الجائزة..! ودعونا نشطح قليلاً بالخيال في الماضي القريب.. فربما وجدنا بعض الدلائل التي تدعم أو تفند هذا الخيال أو الهاجس المقلق.. فمثلا عام 1977 حصل "محمد عبد القادر ثابت" من الصومال على الجائزة، وها هو صومال اليوم يصبح مرتعاً للقراصنة ومحترفي العنف والإرهاب على شاكلة تنظيم حركة الشباب، ومن قبله اتحاد المحاكم الإسلامية الذي تكون بقيادة "شيخ شريف شيخ أحمد" عقب انهيار الحكومة الصومالية عام 1991، وفي عام 2003 فازت الحقوقية من أصل إيراني والمقيمة في لندن "شيرين عبادي" بالجائزة لنشاطها في مجال حقوق المرأة والأطفال في إيران.. وبعدها مباشرة تم تصنيف إيران على أنها أكبر ضلع في محور الشر طبقاً لنظرية جورج بوش الابن (الضال) وسليل العائلة النفطية المدلل، ثم يأتي العام 2004 وتوزع الجائزة في كينيا لتكون من نصيب "ونجاري ماتاي" وبعدها تدخل كينيا في دائرة صراعات دموية رهيبة، وتبدأ إرهاصات الصراع العرقي مع الطوائف المسلمة بدعوى محاربة الإرهاب، وبالطبع تكون اليد العليا في مجمل الصراعات هناك لمن يتحكمون في مصائر السياسات الرأسمالية الإمبريالية بالحكومة، ثم في العام التالي 2005 يحصل "محمد البرادعي" المصري الأصل على الجائزة ممثلاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليصبح للوكالة بعدها دور سياسي أساسي في منح التفويض لعصابات سادة العالم (دول الغرب الاستعماري الكبرى) للتدخل الإجرامي في دول الشرق الأوسط بحثاً عن أسلحة كيماوية وبيولوجية من صنع دول الغرب، ليخلفوا ورائهم ملايين الضحايا بين قتلى وجرحى ومشردين، ولا أثر حتى الأن لتلك الأسلحة لدى من تشردوا وخربت أراضيهم في العراق وسوريا مثلاً..! ولنعبر بعض السنوات ليحصل "باراك أوباما" على الجائزة عام 2009 مع بدايات فترة حكمه وبدون سبب مقنع، وليس خافيا على أحد أن الرجل يسير على الأشواك في طريقه لإنهاء أحد أسوأ فترات الحكم لرئيس أمريكي على الإطلاق، ونمر سريعاً من الصين عام 2010 حيث حصل "لياو تشيابو" المنشق الصيني المعتقل على الجائزة، الأمر الذي وصف حينها بأنه نكاية في حكومة بكين وإحراجاً لها على مواقفها تجاه حقوق الإنسان، وبعدها نصل لليمن حيث حصلت "توكل كرمان" على الجائزة بالمشاركة مع "إلين جونسون سيرليف" و"ليما غبويي" من ليبيريا عام 2011، وها هو اليمن أصبح فعلياً تحت مقصلة الانقسام والحرب الأهلية، وليبيريا أحد أفقر دول العالم مازالت تئن تحت وطأة الديون الخارجية وفساد السلطة وأخيراً الإيبولا.

ربما أكون شطحت بخيالي بعيداً، وربما كانت رؤيتي تفتقر قليلاً إلى العقلانية.. لكني لم أسرد هنا إلا مجموعة من الحقائق عن مآسي فعلية ألمت بعدة دول توقف عندها قطار نوبل لتوزيع جائزة السلام المزعومة..!

والأن.. هل تكون باكستان أو الهند هما المحطة القادمة لظهور إرهاصات وبوادر لعنة نوبل اقترانا بحصول الفتاة الباكستانية الناجية من الاغتيال والمقيمة حالياً في لندن "مالالا يوسف زاي" والناشط في مجال حقوق الطفل بالهند "كيلاس ساتيارثي "على الجائزة؟ أخذاً في الاعتبار أن نيران الخلافات بين هاتين الدولتين النوويتين بدأت منذ أيام قليلة بالفعل في الاشتعال من جديد، وخلفت 18 قتيل من الطرفين في الأسبوع الماضي فقط بسبب مواجهات في إقليم كشمير المتنازع عليه منذ أكثر من ستين عاماً، تحديداً عام 1947 منذ تقسيم شبه القارة الهندية..!؟

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

إعلان