لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 ''منصور'' لم يأت بـ''قرآن''!

''منصور'' لم يأت بـ''قرآن''!

12:58 م السبت 28 سبتمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- سليمان جودة:
من الواضح أن هناك اتجاهاً فى داخل لجنة الخمسين يدعو إلى وضع دستور جديد تماماً، بدلاً من مجرد الاكتفاء بتعديل دستور الإخوان الصادر عام 2012، ومن الواضح أيضاً أن مساحة هذا الاتجاه تتزايد يوماً بعد يوم، ويتزايد يقين أفراده فيما يؤمنون به، ويدعون إليه بإصرار.

وتقول الأخبار المنشورة عن اللجنة، طوال الأسبوع الماضى، إن اتصالاً بهذا الشأن يجرى بين ''الخمسين'' وبين رئاسة الجمهورية، بصفة دائمة، وإنه ليس مطلوباً من الرئاسة فى هذا الإطار، إلا أن يقوم الرئيس عدلى منصور بإدخال تعديل بسيط على إعلانه الدستورى الذى أصدره يوم تولى منصبه، بحيث يغير مسار لجنة الخمسين من تعديل الدستور الإخوانى إلى وضع دستور جديد تماماً، يليق بثورة 30 يونيو وتليق به.

ولم يحدث من قبل أن قامت ثورة ثم راحت تعدل فى الدستور الذى كان قائماً قبلها.. فثورة 1952 لم تأخذ بدستور 1923، رغم عظمة الكثير مما فيه، وإنما وضعت لنفسها دستوراً جديداً من الألف إلى الياء، وثورة 25 يناير 2011 لم تعمل بدستور 1971، رغم أنه صار ممتازاً بعد تعديلات مارس 2011 عليه، وإنما أسست لنفسها دستوراً جديداً أيضاً.. وهكذا.. ليس فى مصر وحدها وإنما فى العالم كله، والمؤكد أن ثورة 30 يونيو لا ينقصها ذراع، ولا قدم، عن باقى الثورات، بل إنها أكبر وأعظم وأهم إذا ما قيست بثورة 25 يناير، السابقة عليها بشكل مباشر، ولو أن أحداً قارن بين حجم الجماهير هنا وحجمها هناك فسوف تكسب كفة 30 يونيو دون فصال.

وإذا رد واحد وقال إن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس ''منصور'' فى أول المرحلة الانتقالية التى نعيشها حالياً ينص على تعديل دستور الإخوان، لا على صياغة دستور جديد، فسوف نرد ونقول إن هذا الإعلان ليس قرآناً، وإن هناك قرآناً وحيداً نزل على محمد، عليه الصلاة والسلام، ولذلك فكل ما عداه قابل للحذف والإضافة، وربما الإلغاء أصلاً.

نحن الذين نضع الإعلانات الدستورية وليست هى التى تضعنا، أو تسيرنا فى قوالب من حديد هكذا.. والمعنى أنه إذا كان قد تبين لنا أن تعديلاً تعيساً من نوع ما نقوم به الآن على الدستور الإخوانى المقيت لن يجدى شيئاً، فالمسألة كلها فى أيدينا، ونحن الذين نقرر، دون أن نخشى شيئاً أو أحداً.

الدساتير، فى الأساس، روح ومضمون، قبل أن تكون نصوصاً على ورق، ومن شأن دستور إخوانى وضعوه فى غياب الأزهر والكنيسة والوفد والشباب والمرأة، و... و... أن يكون دستوراً بلا مضمون، وإذا حدث وتوافر مضمونه فسوف يفتقد ''الروح''، بما يعنى أنه كيان بلا حياة، فكيف والحال هكذا: ننتظر منه أن ينظم حياتنا؟!

انسفوه.. يرحمكم الله.

إعلان