لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عندما تتمنى أن تكون مخطئاً !

عندما تتمنى أن تكون مخطئاً !

12:08 م الأربعاء 07 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – خالد البرماوي:

هل جربت هذا الاحساس، عندما ترى أحداث تمر أمامك، واذ بك تتوقع ماذا سيحدث تالياً، وكأنك عشت هذا من قبل.. تمام، كأنك في أحد مشاهد أحمد حلمي في فيلم 1000 مبروك، كل يوم يعاد نفس المشهد بنفس السيناريو والاخطاء.

ورغم انني، واعتقد معي الكثيرين نتمنى من كل قلوبنا أن نكون مخطئين.. إلا أن الصورة أوضح من أن نتجاهلها، فما نسير إليه الأن هو نفس ما كنا نسير اليه عقب 25 يناير، أصوات تعلو بالانتقام من هنا وهناك، وأصوات خافتة تهمس بان ننظر للأمام.. جميعاً، غير منقوصين، ماعدا من تورط في الدم طبعًا، وبالقانون "وفق منطق نتسامح ولا ننسي" كما قال دكتور محمد البرادعي.

دعني اعود بك للوراء قليلاً.. يوم 11 فبراير 2011، يوم خلع مبارك، وقتها لم تشهد مصر لحظة أكثر قوة ووحدة مثلها، كان الشعب وقتها يستطيع لو تم قيادته نحو حلم قومي أن يكسر الدنيا ويقيمها ولا يقعدها، كنا نشعر بأننا اصبحنا قوة عظمي بجد.

كانت النزعة الوطنية في عز جبروتها، واعتزازنا بمصريتنا وبما حققناه ينافس النجوم في سموها، كانت الكهرباء الناتجة عن هتاف: "أرفع رأسك فوق انت مصري"، كفيلة بان تضئ ميادين العالم لمائة عام، كانت فشخرتنا كبيرة أمام انفسنا والعالم، أهم المصريين أهم.. المتحضرين أهم.. فاكرين.

أين ذهب كل هذا؟ فكر..، لماذا ضائع هذا الامل وخسرنا هذا الحلم.. لماذا حدث ما يسميه الاطباء انتكاسة، عادت بنا لحالة أسواء مما كنا عليه قبل ثورة يناير، حتى ترحم بعض الناس على أيام مبارك، لولا أن الله كان بنا رحيماً، واعطانا الفرصة والأمل مرة أخري بحكم مرسي، الذي لم يتأخر في فعل كل ما هو ممكن لتتوحد كل طوائف الشعب المصري مع الجيش والشرطة في 30 يونيو.

يستثني من هذا طبعا –مؤقتا كما نأمل- إخوانه ومحبيه ومتعاطيه، وهم ليسوا بضعة انفار يمكن الزج بهم في السجون أو ابادتهم، اياك أن تظن ذلك.. نحن نتحدث عن بضعة ملايين من المصريين -أصوات مرسي في جولة الرئاسية الاولي، تزيد أو تنقص قليلاً- ومن المتفق عليه، حتى من بعض الاخوان المنصفين انهم ليسوا اغلبية، ولم يكونوا يوماً كذلك، لولا تنظيمهم الصناديقي.

فاكر، عندما كنا نصرخ بان الدستور لا تضعه أغلبية، بل يضعه الشعب كله دون تغليب أحد على احد.. انه العيش المشترك يا سادة، فاكرين، ماذا قال الاخوان وقتها؟ بل ما فعلوه وقتها؟ رفضوا واكتفوا بأغلبيتهم الزائلة، وقالوا "واية يعنى، ممكن نضحى بشوية علشان الوطن كله يمشي، ولا مشكلة في ذلك"، الكلمات السابقة لمحمد مرسي.. "حتى لو كانوا مليون"، كما قال صفوته الحجازي.

الان بعد ان نصرنا الله بفضله وانقلبت الآية، واصبحوا في ميادينهم جاثمين.. خرج فينا من يقول نفس قولهم، ويدعوا لنفس فعلتهم.. ويردد: مجرد حفنة صغيرة، يجب إزاحتهم، وإبادتهم، واعتقالهم.. نفس الحديث، وأن اختلف المُحدث.. ولان التطرف كما نعرف برأسين دائماً، فظهر فينا من يقل مثل قولهم.. فهل ترضى ان نفكر بنفس منطقهم، وهل تتوقع مصيراً مختلف إذا فعلنا كما فعل الاخوان، واقصينا الأخر السلمي المختلف معنا من المشهد؟

تذكر جيداً، بان ممارسات الاخوان، وقبله مجلس طنطاوي وعنان، جعلت البلاد تفور من الاعتصامات والمظاهرات المتتالية نتيجة انفرادهم وغبائهم في الحكم، وكل هذا وأكثر مرشح لأن يتكرر، وأضف على ذلك ما سيفعله بعض الشباب المتحمس من هنا وهناك، والذي يعتقد فعلاً انه يدافع عن الله في النهضة.. وعن الشريعة في رابعة.. وهل كنت تتوقع أن هؤلاء الشياب سيتركون الامور تسير في سلام وأمان، بعد كل هذا الشحن عن الشريعة والشرعية؟.

الحل، ولا حل غيره، في أن تجلس جميع الاطراف، بشكل مباشر او غيره، ودعكم مما قاله البعض هنا أو هناك، كل هذا للمزايدة ورفع سقف المفاوضات.. ما يعنينا حقاً، أن مرسي رحل بل عودة، والاخوان أنفسهم يعرفون ذلك، والأهم أن الدستور سيتم تعديله.. ماذا بقي، لنتفاوض حوله، الخروج الآمن، "برستيج" مرسي أثناء الخروج، "بزنس" الجماعة، قانونية الجماعة، قواعد الممارسة السياسية بمرجعية دينية.

كل هذا أمور يمكن التفاوض حولها، ليس حباً في الاخوان، ولكن حباً في مصر، وأملاً في أن نتجنب مصير أسود، أراه قادماً اذا اخترنا فرض خريطة طريق جامدة، وشرعنا لأنفسنا العنف كمنهج للحل، كما كان منهج المشكلة.. ولكني -اتمني- اعتقد ان السيسي والبرادعي اذكي من ذلك!!

هذا المقال لا يعبر عن رأي مصراوي، وإنما يعبر عن كاتبه فحسب

للتواصل مع الكاتب

KhaledPress@gmail.com

إعلان