إعلان

أردوغان.. الذي لا يعرفه أحد

أردوغان.. الذي لا يعرفه أحد

08:52 م الجمعة 23 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني سمير:

من يتفحص صورة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي والطفلة التي كانت تتقمص دور صحفي ويرى مدى احترام أردوغان لها وتعامله الجدي معها ورده على أسئلتها، يدرك أن أردوغان من المناصرين لحقوق الصحفيين وحرية الرأي والتعبير، ويعتقد أن الصحفيين ينعمون بحصن للحريات في تركيا.

لكن المفارقة أن الصحفي التركي ياوز بايدار، يقول في تقرير له بعنوان "تطور حرية الصحافة في تركيا" والذي نشر ضمن كتاب "التحول الديمقراطي في تركيا"، إن "حرية التعبير في تركيا تصطدم حتى الآن بجدران صلبة قاسية، ولعل ما يكسب هذا الأمر درجة من الوضوح والفهم هو أن رياح الضغوط مازالت تهب على الصحافة بسبب موجات المنع المستند على أسباب ظرفية، وأزمات الهوية المؤسساتية التي تشمل البيروقراطية والقضاء".

ويضيف :"لايزال هذا النضال مستمرا بنفس السرعة، لأنه يوجد على مرأى ومسمع من الناس بعض الأخطاء التي لا يمكن قبولها مثل أن بعض الصحفيين ما زالوا في الحبس حتى الآن بسبب أنهم سعوا لأداء عملهم المهني، المجرد، وأن أداء الصحفيين لعملهم بشكل طبيعي يواجه في الفترة الأخيرة بخطر لامنع والإعاقة بسبب آلاف الدعاوى التي رفعت ضدهم ، وكان الحبس المشروط أو العقوبات المالية التي تعرض لها بعض الصحفيين -خاصة من يتابعون مراحل القضاء والقضايا ذات الصيغة السياسية أو القضاء نفسه- بمثابة رقابة لأصحاب الصحف والإداريين ، ورقابة ذاتية تلقائية بالنسبة للصحفيين انفسهم.

وقد عانت الإدارات القانونية في المؤسسات الإخبارية صعوبة توفير الموارد البشرية لماوجهة آلاف الدعاوى التي رفعت ضدها ولا يزال النهديد والضغط منتشرا إلى الآن – حسب التقرير.

هذا هو رجب طيب أردوغان وهذه هي سياسته في التعامل مع حقوق الصحفيين.

الأمر لم يختلف كثيرا حين تعامل أردوغان مع ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحلفائه الإخوان المسلمين ومحمد مرسي من الحكم في مصر، فقد تناسى أردوغان أن علاقة تركيا بمصر لا ترتبط بجماعة او حزب بل هي علاقة دولته بدولة محورية ورائدة في الشرق الأوسط والعالم، وظل يتدخل في الشؤون المصرية دون أن يدرك خطورة ما يقوم به، راح بنجرف وراء ما يسمعه من قيادات الإخوان، حتى أن وزير خارجيته داود أوغلو كشف النقاب أنه سيلجأ لما أطلق عليه "الدبلوماسية السرية" لرؤية مرسي.

كل ما جرى يدفع أرودغان للحذر حين يتعامل مع دولة بحجم مصر وقوة مصر، لأن الشعب المصري لفظه ولفظ الإخوان المسلمين ولن ينسى ما يقوم به رئيس الوزراء التركي من دعم لجماعة إرهابية رفعت السلاح في وجه الوطن، ولن ينسى كميات الأسلحة التي يتم ضبطها قادمة من تركيا للإخوان المسلمين.

ربما يدافع أردوغان عن الإخوان ومرسي بدافع الحنين للتاريخ فقط ظل حسن البنا - مؤسس جماعة الإخوان، على علاقة وطيدة بالسلطان العثماني، فقد كان ولاؤه للدولة العثمانية وسلطانها حتى على حساب الدولة المصرية، وكان يؤمن أن مصر يجب أن تظل تابعة للدولة العثمانية، وسعى جاهدا لذلك حتى أكمل أتباعه السعي لتحقيق حلمه من بعده.

أردوغان الذي ولد في 26 فبراير 1954 في إسطنبول في مدينة طرابزون، أمضى طفولته المبكرة في محافظة ريزة على البحر الأسود ثم عاد مرة أخرى إلى إسطنبول وعمرهُ 13 عاماً، نشأ في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا"، ودرس في مدارس "إمام خطيب" الدينية ثم في كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة.

انضم أردوغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، تم إلغاء جميع الأحزاب، وبحلول عام 1983 عادت الحياة الحزبية إلى تركيا وعاد نشاط أوردغان من خلال حزب الرفاه، خاصة في محافظة إسطنبول، و بحلول عام 1994 رشح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات خاصة مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد.

عام 1998 واجه أردوغان تهماً بالتحريض على الكراهية الدينية تسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري يقول فيه: مساجدنا ثكناتنا.. قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمصلون جنودنا.. هذا الجيش المقدس يحرس ديننا.

إعلان

إعلان

إعلان