الإخوان: عودوا إلى مصرنا

بقلم – هاني ضوَّه :

أبناء وطني من شباب جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية المختلفة،نحن أبناء وطن واحد.. وقفنا سويًا في الميدان نهتف ضد نظام مبارك الظالم.. كانت كلمتنا واحدة لا يفرقنا شيء، يحمي بعضنا ظهر بعض.. وفي لحظة، وفور وصول مرشحكم إلى سدة الحكم انقلبت الأحوال، ونسيتم رفقاء الدم والميدان لمناصرة شخص على حساب مصلحة مصر.

إخواني مؤيدي مرسي.. لقد قامت جماعتكم وقياداتكم بتقسيمنا إلى طرفي صراع، وأججت الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وذلك عندما خرجنا لنطالب بتصحيح المسار.. رمونا بأقبح وأحقر التهم فقط لأننا طالبنا مرسي بتنفيذ ما وعدنا به.

لقد زينوا لكم أننا أعداءكم وأعداء للإسلام رغم أن ربنا واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة، نصلي كما تصلون، ونصوم كما تصومون، ونزكي ونحج إن استطعنا لذلك سبيلًا.. نحب إسلامنا الوسطي لكن لا نتاجر به، ولا نحشد به من أجل غرض سياسي.

إخواني مؤيدي مرسي.. لقد قامت قياداتكم بحشدكم في ميدان رابعة العدوية ضد أبناء وطنكم بدعوى حماية الشرعية والشريعة، وعندما حمي الوطيس لم نر أحدًا منهم، وتركوكم بعد ان أثاروا فيكم النعرات لتواجهوا إخوانكم بالسلاح وتتلوث أيديكم بالدماء، وكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله كما يزخرف الدرهم النحاس بالفضة المموهة.

إخواني شباب جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية، قياداتكم الغير حكيمة أثارت ضدكم الضغائن بتصريحاتهم التي تدعو للعنف، وصورت لشعب مصر أنكم على أتم استعداد لمواجهة التظاهرات السلمية بالدماء، حتى رأينا أن من يقذف ''حجارة'' على مبنىً محصن في المقطم –ولا أقر ذلك ولا أؤيده- يُضرب بالرصاص والخرطوش لتسيل دماءه، ثم تركتكم قياداتكم في المواجهة ليحترق بكم المبنى بفعل الغاضبين -ولا أقر ذلك ولا أؤيده- في حين يتنعم كل واحد منهم في حصن حصين مكيف وهو يشاهد النيران وهي تحيطكم عبر الفضائيات.

وها هم يدعوكم للنفير في ميادين مصر ويدعوكم للجهاد ضد أبناء وطنكم، لتبدأ مواجهات جديدة تسيل فيها الدماء وتخسر فيها مصر الأرواح، باسم الشرعية والشريعة، على الرغم من أن رئيسكم قد قال في بداية توليه الرئاسة: ''إن أخطأت فقوموني''، وقال: ''إن ضللت المسار فثوروا علَّيَ''.

إخواني شباب جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية.. أدعوكم للعودة إلى مصرنا وصفوف أبناء وطنكم الذين خرجوا للمطالبة بتصحيح المسار وتنفيذ الوعود التي وعد بها مرسي قبل توليه الرئاسة وبعدها، أدعوكم للانضمام إلى الوطن وأن تنبذوا فصيلًا أدخل مصر في دوامة من العنف نحن في غنىً عنها لكي لا يوفي بوعوده، وتذكروا الحديث الشريف: ''آية المنافق ثلاث .. إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان''، وفي رواية ''وإذا خاصم فجر''، فراجعوا تصريحات ووعود مرسي وقارنوها بالواقع.

لقد أطلق الجيش للمرة الثانية مبادرة للم الشمل، وتعهد في بيانه أمس بأن القوات المسلحة لن تكون طرفاً في دائرة السياسة أو الحكم، وأنها تطالب مرسي بتنفيذ مطالب الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه في ميادين مصر، وأعلنت أنه إن لم يتم ذلك خلال 48 ساعة فستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها فقط، وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب ودون إقصاء أو استبعاد لأحد، فسارعوا معنا لإنقاذ مصر وتصحيح المسار بإشراف الجيش.

ولا تنسوا أننا عندما خرجنا في 27 من مايو العام الماضي لنقول ''يسقط حكم العسكر'' قلتم لنا كجماعة الإخوان أنتم تريدون الوقيعة بين الشعب والجيش، واستجبنا لكم حتى آل الأمر إليكم وحاد رئيسكم عن المسار وعاد جيش مصر ليساعدنا على الخروج من الأزمة، فلا تستجيبوا لقياداتكم وما يزينون لكم وتثيروا الوقيعة بين الشعب بعضه بعضاً والجيش.

وأخيرًا لا تنسوا أننا أبناء وطن واحد وغايتنا واحدة هي مصر، وأتمنى أن تكون الأيام والأحداث قد اثبتت لكم الخطايا التي ارتكبتها قيادتكم في حق مصر وفي حقكم وحق إخوانكم في الوطن .. نحن نثق في حسن نواياكم.. فعودوا إلى دعوتكم في سبيل الله، واتركوا قياداتكم - الزائفة - لكي تلقى مصيرها التاريخي فهم أضروا بكم قبل أن يضرو بمصرنا وبنا.

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

للتواصل مع الكاتب:

hani_dawah@hotmail.com