إعلان

إثيوبيا وسدها وتغير المواقف

إثيوبيا وسدها وتغير المواقف

12:25 ص الخميس 17 أكتوبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - نادر نور الدين محمد :

بعد أن ضاقت بها السبل أمام كل دول العالم الحريصة على إرساء العدل بإعلان الدول الغربية أن إثيوبيا تريد أن تبنى نهضتها على جثث المصريين، وعدم مشاركتها فى تمويل سد يهدف إلى قتل شعب عريق، ثم بلجوء إثيوبيا وبشعور يتضمن اعترافا بأنها بصدد عمل عدوانى ضد مصر، وقيامها بطرح سندات لبناء السد فى إسرائيل تحت شعار «ادعموا إثيوبيا ضد مصر» بما تصوروا أنه دعم ضد عدو مشترك، ولكن إسرائيل خذلتها بأن سلامها مع مصر يتضمن عدم دعم أى عمل عدوانى ضد شعبها، وإمعانا من إثيوبيا فى إظهار عداوتها بدأت تستغل فترة حكم المتشددين لمصر لعام، ومبدأهم التدخل فى شؤون الغير، وتصدير حكمهم المتشدد إلى باقى دول الخليج، ولكن يقظة الشعب المصرى وجيشه العظيم فطنت إلى المؤامرة، التى تستهدف الهدم الذاتى لمصر، فتخلصنا منهم، وعادت مصر إلى اعتدالها المعروف، فعادت إلى أحضاننا دول الخليج بدعم قوى لأمننا وأمنها، فالدماء العربية لا تصير ماء أبدا.

بقيت دولة عربية خليجية واحدة على خلاف مع مصر، لدعمها جماعات التشدد، فإذا بإثيوبيا تلجأ إليها، وتثق فى دعمها لبناء سدها، استغلالا لخلافها المؤقت مع مصر، ناسية أن الأصل فى العرب هو التواصل، وأن الخلافات وقتية، ومصيرها إلى زوال، وأن الدماء العربية المشتركة ستعود بها إلى أحضان مصر عاجلا أم آجلا، وهنا قد لا أبالغ بأن أقول إن الخطوة القادمة إذا ما استمرت إثيوبيا فى عدائها ضد مصر الدولة العربية، وطبقا لاتفاقية الدفاع المشترك، وميثاق الجامعة العربية أن تطلب مصر من أشقائها من الدول العربية سحب استثماراتها من إثيوبيا فى ظل سلوك عدوانى غير مبرر يهدد حياة شعب عريق يعيش فقط على 5% من مساحة أراضيه، ويضرب الجفاف والقحط الـ95% الباقية، بينما إثيوبيا نافورة المياه فى القارة الأفريقية، التى تنعم بأربعة عشر نهرا ورافدا وثلاثة عشر سدا حتى الآن تأبى ألا تبنى سدها الرابع عشر إلا على شريان الحياة لمصر، مستهدفة بناء ثلاثة سدود أخرى إجبارية على النيل الأزرق، الذى يصنف عالميا بأنه النهر الوحيد، الذى لا يصلح لبناء السدود عليه لوعورة انحداره، ولحجم الإطماء الهائل الذى يصل إلى 245 مليون طن سنويا تردم أى سد خلال سنوات قليلة، وحتى التصميم الذى وضعه الأمريكان لإثيوبيا عام 1964 لبناء أربعة سدود اشترط ألا تزيد سعة تخزينها جميعا على 40 مليارا من الأمتار المكعبة من المياه، إلا أن إثيوبيا جعلتها 200 مليار، وجعلت من سد النهضة وحده 74 مليارا بدلا من 14 مليارا فى عرضها الأول على مصر.

وقبل أن نقبل العرض الإثيوبى لمصر بالمشاركة فى تمويل سد تتم إقامته بقرار منفرد من إثيوبيا، وبعد أن رفضت جميع الدول تمويله نريد لرئيس الوزراء الإثيوبى أولا أن يجيب عن هذه الأسئلة:

1- لماذا رفعت إثيوبيا مواصفات السد بعد ثورة يناير 2011 من ارتفاع 90 مترا إلى 145 مترا مخالفة كل المواصفات العالمية للسدود، ولماذا زادت سعة بحيرة السد من 14 مليار م3 إلى 74 مليار م3 دون أن يضيف هذا للسد أى قدرات إضافية لتوليد الكهرباء، ودون وجود أراضٍ صالحة للزراعة فى هذه المنطقة إلا أن يكون السبب هو منع المياه عن المصريين؟

2- لماذا تطلب إثيوبيا من مصر والسودان أن تشاركاها فى بناء سد لم تشاركا فى وضع مواصفاته، ولم يؤخذ رأيهما فى تأثيره على شعبيهما، ويتم فرضه كسياسة أمر واقع على دولتين دون إرادتهما، ودون أن تبدى إثيوبيا موافقتها على العودة إلى المواصفات السابقة، التى عرضتها على مصر عام 2010 بارتفاع 90 مترا، وبحيرة 14 مليارا تعطيها ما خططت له من الكهرباء، ولا تحرمنا من حقوقنا فى المياه الدولية التى لا تستمطرها إثيوبيا؟

3- لماذا لا تقدم إثيوبيا اعتذارا للمصريين بلجوئها إلى كل من تتصور أنهم فى عداء أو خصومة مع مصر، ولماذا لا تراجع الموقف الدولى الرافض تماما لتمويل هذا السد بما فيه البنك الدولى لشديد خطورته على المصريين بهذه المواصفات؟

عزيزنا وشريكنا رئيس الوزراء الإثيوبى لن نقول لكم انسوا ما أنفقتموه على ما تم من السد ولا استبداله بسدود صغيرة، ولكن سنقول لكم موافقون على بنائه بالمواصفات، التى عرضتموها علينا فى عام 2010 وببحيرة لا تزيد على 14 مليار متر مكعب، وأن يكون آخر السدود على النيل الأزرق شريان الحياة لمصر والسودان، فلديكم أمطار غزيرة تبلغ 960 مليار م3 سنويا إلى جانب 100 مليون رأس من المواشى، وأغذية عضوية تصدرونها لجميع دول العالم، بينما نعانى نحن من تلوث خطير فى مواردنا القليلة من المياه تميتنا وتمرضنا، كما يكفيكم أربعة عشر نهرا ورافدا وتسعة أحواض أنهار، وثلاثة عشر سدا و52 مليارا من الأمتار المكعبة من المياه الجارية خالصة لكم بخلاف ما يخرج من عندكم إلى نهر النيل، ومقداره 71 مليارا كل عام. أرجو أن تستوعبوا الدرس العالمى، وأن تعودوا أيضا إلى مصر الأم الرؤوف لدول القارة الأفريقية والدول العربية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان