لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''برادلى'' و''السيسى''!

''برادلى'' و''السيسى''!

11:24 ص الأربعاء 16 أكتوبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد أمين:

هناك فرق بين بوب برادلى، وباراك أوباما.. نظرة المصريين إلى الأول تختلف عن نظرتهم للثانى.. الأول راعى حلم المصريين.. الثانى حاول كسر الحلم.. رغم ما جرى من قطع المعونة، لم نطرد برادلى.. ربما طردنا السفيرة باترسون.. سحبتها إدارة أوباما خوفاً عليها.. لاحقنا السفير المرشح.. بقيت السفارة بلا سفير.. حالة نادرة فى تاريخ العلاقات بين البلدين.. درس لإدارة أوباما الفاشلة!

صحيفة ''وول ستريت جورنال'' انتبهت لهذه النقطة.. قالت: رغم التوتر بين البلدين لم يفرط المصريون فى برادلى.. برادلى نفسه لم يغادر.. المصريون عندهم وفاء نادر.. يستطيعون التمييز بين ما هو سياسى، وما هو رياضى.. أكتب هذه السطور قبل مباراة غانا.. برادلى يقود المنتخب للمونديال.. قد تكون بداية لكسر حالة التشنج السياسى.. قد تفلح الكرة فى جذب الأنظار بعيداً عن السياسة!

لا أتصور أن ينعكس نجاح برادلى، فى تحقيق الحلم، على طبيعة العلاقات بين القاهرة وواشنطن.. برادلى شىء وأوباما شىء آخر.. الرياضة شىء والسياسة شىء.. الرياضة تُسعد الشعوب.. تستخرج الآهات.. السياسة تُشقى الشعوب.. تستدعى الأحزان.. المصريون الذين شنقوا الدمى للسفيرة ورئيسها، قد يحملون برادلى على الأكتاف.. نجاح برادلى لنفسه.. الحسنة تخص والسيئة تعم!

التاريخ يُكتب من جديد على عدة مسارات.. يكتب عالمياً.. يكتب محلياً.. هذه الصفحة من التاريخ لا تنسى، على مستوى العلاقات الثنائية.. هذه الصفحة لا تنسى، على مستوى حكم الإخوان.. نحن أمام صفحة سوداء كحلاء.. أوباما لن ينسى أننا حرقنا دميته.. لن ينسى أننا شنقنا مجسماً له فى ميدان التحرير.. أرسلنا رسالة أنه تآمر علينا مع الإخوان.. برادلى تحمل معنا لتحقيق حلم كأس العالم!

ربما يكون برادلى سفيراً للشعب الأمريكى.. ليس سفيراً للبيت الأبيض.. مشكلتنا ليست مع الشعوب.. مشكلتنا مع الأنظمة.. الأنظمة تتلون طبقاً للمصلحة.. علاقات الشعوب تبقى.. أوباما كان ''ميكيافيللى'' أكثر من الميكيافيلليين.. كان إخوانياً أكثر من الإخوان.. لولا أنه قطع المعونة ما تجدد أمل زائف لدى الإرهابيين.. حتى أمس كانوا يحاولون إفساد فرحة العيد.. يحاولون هدم المعبد!

من المفارقات هذه المرة، أن يتعاون أبوتريكة ''إخوانى الهوى'' مع الأمريكى برادلى، لتحقيق الحلم.. هذه هى الرياضة.. قد ينسى المصريون لأبوتريكة قصة انحرافه الإخوانى إذا عبرت مصر.. مصر تحتاج لعبور جديد.. هناك احتمالان.. الأول أن تنصرف جماهير السياسة إلى الكرة تحديداً، والرياضة بشكل عام.. الاحتمال الثانى أن تجمع الرياضة ما فرقته السياسة.. فوز مصر ثورة جديدة!

مصر ستنجح حتماً، مهما كان.. سياسياً واقتصادياً ورياضياً.. ستنجح مصر بأبنائها المخلصين.. تتجاوز حقول الألغام التى صنعها واحد زى أوباما، وجماعة الإخوان.. ستنسى هؤلاء بالمرة، وسينساهم التاريخ.. لا نتذكر غير من أنصف البلاد.. من دافع عنها.. ''برادلى'' واحد من هؤلاء، مهما كانت نتيجة المباراة.. و''السيسى'' أيضاً!

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

إعلان