بإسطوانة الأكسجين.. كوثر تخرج من "سنة العُزلة" لتلقي لقاح كورونا (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- أحمد جمعة:
تصوير– محمد حسام الدين:
منذ عام كامل، تفرض كوثر عبدالفتاح على نفسها وأسرتها إجراءات احترازية مشددة، خوفًا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، والتي قد تدخلها في "دوامة" جديدة من الأزمات الصحية التي عايشتها منذ سنوات، وأنهكت حالتها الصحية بشكل فادح.
لكن بصيصًا من الأمل نفذ إلى منزل "كوثر" المغلق أغلب الوقت، بإطلاق وزارة الصحة موقعها الإلكتروني لتسجيل المواطنين الراغبين في الحصول على لقاح كورونا، ليبادر نجلها بتسجيل البيانات على الفور مطلع الأسبوع الجاري، قبل أن يتلقى رسالة عبر هاتفه بتحديد موعد ومكان تلقي الجرعة الأولى، في أول أيام تدشين حملة تطعيم المواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن بلقاحات كورونا.
مع إبلاغ "أحمد رفقي" والدته "كوثر" بتلك الرسالة ساورها الشك، وهيّ التي تخشى أن يصيبها الضرر، فتناقشوا واستقر الأمر على اللجوء إلى أطبائها المعالجين، والذين أوصوا جميعاً بضرورة حصولها على اللقاح "في أسرع وقت ممكن".
كوثر إحدى 153 ألف حالة من الفئات المستحقة الذين سجلوا بياناتهم للحصول على اللقاح كورونا عبر الموقع الإلكتروني منذ إطلاقه حتى الآن.
وتستهدف وزارة الصحة المضي قدمًا في تطعيم أصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرضى الأورام والفشل الكلوي، والمواطنين الذين خضعوا لعمليات (قلب مفتوح أو قساطر مخية أو طرفية)، إضافة إلى عمليات ذرع الكُلى والكبد، إلى جانب كبار السن، في البداية ثم تباعًا باقي الفئات.
عزمت كوثر أمرها واتخذت قرار الذهاب إلى المركز الطبي بالقطامية في القاهرة، للحصول على التطعيم، في حين لم يكن الأمر سهلًا عليها أو على أسرتها. فهي لا تقدر على السير لثوان معدودات، في حين تسكن بأحد الطوابق العلوية بمنطقة حدائق حلوان، ليستعين نجلها ببعض "الجيران" في إنزالها مع أسطوانة الأكسجين الموصلة إليها على الدوام.
تعاني السيدة الخمسينية من أمراض عدّة كما تحدثت بصوت وهن "حاجات كتير؛ عندي كسور في الكلى، وعاملة قلب مفتوح، ومشاكل في الجهاز الهضمي والتنفسي، وسكر وضغط".
تقول كوثر لمصراوي: "كنت خايفة، ولحد إمبارح مقلقة، لكن الدكاترة قالولي لازم علشان صحتك، واستخرت ربنا وتوكلت على الله وجيت".
لا يفارق ذهن كوثر الأنباء المتواترة عن أفراد أسرتها ومعارفها الذين أصيبوا بكورونا على مدار الشهور الماضية، كان قلقًا على قلق، بالنظر إلى معايشة تجارب لحالات خطرة أو توفوا جراء العدوى "كتير كتير، ولو جاتلي هتكون مشكلة كبيرة".
كان حضور كوثر وشقيقتها إلى مركز المقطم، لافتًا للمتواجدين، إذ تسير رفقتها بـ"كرسي متحرك"، وإلى جانبها أسطوانة الأكسجين التي ينقلها نجلها من غرفة إلى غرفة خلال متابعة عملية التسجيل، بخلاف جهاز قياس نسبة الأكسجين بالدم.
أقرت بالموافقة على الحصول على لقاح "أسترازينيكا"، ثم ناظرها الطبيب للاطمئنان على حالتها، ومعرفة نوعية العلاجات التي تتلقاها، قبل أن يعتمد حصولها على اللقاح لتنتقل إلى "غرفة التطعيم".
ارتجفت "كوثر" وبدا تأثرها بمتابعة عمل الممرضة خلال تفريغ الجرعة داخل الحقنة، وما هيّ إلا ثوانٍ حتى عادت لحالتها الأولى: "خلاص كده!.. ربنا يحفظنا".
فيديو قد يعجبك: