"من ميت سلسيل للمنيا".. خبراء يحللون الحالة النفسية لقاتلي أطفالهم
كتبت- عايدة رضوان:
ما بين خلافات مع الزوجة، والمرور بحالة نفسية سيئة، تعددت الجرائم والنتيجة واحدة، حالات قتل بدم بارد من قبل الآباء تجاه أبنائهم، متخلين عن مشاعر الأبوة والأمومة.
في ميت سلسيل بالدقهلية، ألقى "محمود. ن"، طفليه أحياء في نهر النيل، من أعلى كوبري فارسكور بدمياط، معترفًا أن الدافع وراء ارتكاب جريمته خسارته مبالغ مالية وتخوفه من مستقبلهما.
أما في المنيا، ألقت ربة منزل، طفليها في ترعة البحر اليوسفي بعزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بسبب خلافات مع زوجها، ما أسفر عن مصرع أحدهما وإنقاذ الثاني.
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، يحلل الحالة النفسية للآباء الذين يقتلون أبنائهم، بالقول إن هناك شخصية سيكوباتية مضادة للمجتمع، أي أنه مريض بمرض عقلي يتميز بالسطحية وانعدام الشعور بالخجل، والسلوك المعادي للمجتمع والناس.
"فرويز"، رأى في تصريح لمصراوي، أن قتل الأب لأبنائه يكشف أنه شخصية سلبية، لا مبالية.
هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي، قال إن قتل أب لأولاده لا يكون إلا بسبب مرض عقلي أو وقوعه تحت تأثير المخدرات، مشيرًا إلى أن المخدرات لها تأثير على السلوكيات، وعليه قد يرتكب الشخص حوادث غير منطقية.
"بحري" أوضح في تصريحات تلفزيونية، أن هناك ما يسمى الاكتئاب العقلي في الطب النفسي، وهي أن الشخص ونسله مسؤولين عن كل مشاكل العالم، وأن الشخص يحمي المجتمع ويحافظ عليه بقتل أولاده.
وتابع: "الأمر ينطبق على قتل سيدة لطفليها في بحر يوسف، وقتل أب لطفليه في القليوبية، والاكتئاب العقلي يدفع الشخص للتفكير في أفعال غير منطقية بمبررات وهمية".
فيما يعتبر الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن انعدام الأخلاق والضمير واستباحة كل ما هو خاطئ، وراء تعدد وتكرار حوادث العنف الأسري التي تؤدي إلى قتل الأبناء على يد ذويهم، قائلًا: "بنسمع عن جرائم عمرنا ما كنا نعتقد إننا هنسمع عنها في الواقع".
وأضاف "هاني"، في تصريح لمصراوي، أن انعدام المودة والرحمة والضمير يأتيان في صدارة الدوافع لارتكاب هذه الجرائم، مشيرًا إلى أن طريقة القتل لم تكن وليدة اللحظة من قبل الآباء، بل تم التخطيط لها.
الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، ذكر لمصراوي، أنه من الصعب للغاية تحليل جرائم العنف الأسري في المطلق، لافتًا إلى أن لكل قضية سياقها وظروفها، والتي تتنوع ما بين الظروف النفسية أو المرضية أو الاقتصادية وغيرها.
فيديو قد يعجبك: