مستشار مفتي الجمهورية: الأزمة في مصر سياسية.. وليست حرب ضد الإسلام
كتب- أحمد حجي:
أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن الأزمة الحالية في مصر أزمة سياسية وليست معركة ضد الإسلام، وتحتاج إلى جهود شاملة للمصالحة والتفاهم، يقوم فيها كل طرف بالواجب المنوط به للعبور بمصر إلى بر الأمان.
جاء ذلك في لقاء للدكتور نجم في إطار برنامج للحوار بين الأديان استضافه المركز الاسلامي في لونج أيلاند في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور مجموعة كبيرة من القيادات الدينية والأمريكيين تناول فيه الأحداث الأخيرة بمصر.
وقال مستشار مفتي الجمهورية إن الأمريكيين يتابعون الأحداث في مصر عن كثب لحظة بلحظة، وشددوا خلال اللقاء أن مصر دولة محورية للعالم أجمع، كما أعربوا عن حرصهم على استقرارها.
ورفض ''نجم'' خلال اللقاء وصف ما يحدث في مصر بأنه حرب ضد الاسلام، مشيرا إلى أن ذلك يسئ إلى الإسلام.
وأوضح أن ما يحدث بين المسلمين في مصر الآن هو ''احتراب واقتتال سياسي'' ولا يمت بأي صلة إلى الجهاد المعروف في الإسلام ولابد من بذل كل الجهود لوقف اراقة الدماء بشكل فوري لأنه يمس بسمعة مصر التي أصبحت على المحك.
وشدد على ضرورة أن يعي المتظاهرون جميعًا في مصر أن الدماء حرام على المصريين، منوهًا بأن الحل في مصر اليوم يتطلب الكثير من المبادرات السلمية الجديدة من الشارع التي تركز على لم الشمل والتوحد دون الاعتماد فقط على الحل الأمني.
وأكد ''نجم'' ضرورة استقاء المعلومات فيما يتعلق بالدين الإسلامي من أهل العلم الراسخين وهم علماء الأزهر الشريف، وقال إن الأزهر يقوم بدور وطني واجتمعت حوله جميع الطوائف وقد نهض في الفترة الأخيرة برسالته، والعالم ينتظر منه المزيد في المرحلة القادمة لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام المعتدل.
وأوضح أن التحدث مع العالم وبيان ما حدث من تشويه للدين الاسلامي يمثل أحد الاستراتيجيات القادمة للأزهر والمؤسسة الدينية بالكامل في مصر حتى لا تقع شعوب العالم ومن بينها الشعب الأمريكي فريسة لوسائل الاعلام، مشيرًا إلى أن هذه المهمة تقع على عاتق جميع المصريين سواء في الخارجية أو السياسيين أو علماء الدين وغيرهم كل حسب تخصصه بخطاب يناسب العقول والأفكار حول العالم، بعيدًا عن الاهتمام بالحديث مع النفس، حتى تصل الصورة الصحيحة للإسلام إلى العالم، خاصة بعد صور العنف وإراقة الدماء التي عرضتها وسائل الإعلام الأجنبية.
وشدد مستشار المفتي على ضرورة إرسال وفود إلى جميع أنحاء العالم توضح للعالم الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر والصورة الحقيقية للإسلام المعتدل.
وأوضح أنه كان هناك تقصير في الحديث مع العالم وخاصة حول ما يحدث الآن في مصر، مشيرًا إلى أن العالم لا يرى الآن سوى الضرب والقتل في مصر، ولابد من تفادي هذا التقصير بالعمل الجاد.
وأكد مستشار فضيلة مفتي الجمهورية أن الإسلام يحرم اراقة دماء أي انسان تحريمًا قاطعا كما يحرم العنف بكافة صوره وأشكاله، وحرمة هذا الدم تعظم عندما يراق دم المسلمين بأنفسهم، والقرآن والسنة النبوية أكدا على ذلك بشدة في أكثر من موضع.
وأوضح أن دور القوات المسلحة يبقى في الأساس في حماية التراب الوطني والانحياز لجميع طوائف الشعب وحمايتهم.
وتصدى مستشار مفتي الجمهورية لكل من هاجم الأزهر، وقال إن كل من يفعل ذلك إنما يعبر عن رأي شخصي ولا يستطيع أحد أن ينال من الأزهر كمؤسسة عريقة ضاربة في جذور التاريخ، وأكد على أهمية الرسالة الوسطية التي يحملها الأزهر.
فيديو قد يعجبك: