مرشد الإخوان يطالب القوى السياسية بتقديم خطة عملية لنهضة مصر
كتب – ابراهيم عياد:
قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن الواقع في دول الربيع العربي يحتاج من جميع أبناء الوطن أن يأخذوا خطوة جادَّة من أجل إصلاح الوطن والقضاء على الفساد المتراكم من عقود، وليس ذلك بالأمر الهيِّن، خاصة أن إصلاح النفوس التي تربَّت على قيم ومبادئ لا تُقرُّها الأديان ولا تسمح بها الديمقراطية الصحيحة والتي تضمَّنها الإعلان العالمي حول الديمقراطية، وأقرَّها مجلس الاتحاد البرلماني الدولي في القاهرة: سبتمبر 1997.
وتابع بديع اليوم الخميس - في رسالته الأسبوعية - ''ومع أن مرجعيتنا إسلامية، ومنها نوقن بأن فيها من القيم والأخلاق ما يحفظ للبشرية الأمن والسلام والعدل والمساواة والكرامة، ومع إيماننا الراسخ بأن الله عز وجل أنزل هذه الشريعة لنشر الخير وتعميمه وقمع الشرِّ وتحجيمه مع كل ذلك الذي ندين به إلا أننا أردنا أن نبين للناس جميعًا أن ما يتغنى به البعض من نظم من وضع البشر ويقدمونها للناس على أنها طريق الخلاص والإصلاح، إلا أنهم لا يقبلون بها إلا إذا حققت لهم مصالحهم وأتت بهم، وإن لم تُحقِّق لهم مصالحهم أثاروا حولها الغبار، وأطلقوا في وجهها الدخان ظنًّا منهم - وخاب ظنهم - أن ذلك يحجب الحق أو يُشوِّه صورته، لكنهم في كل مرة يرجعون بخُفَّيْ حُنَين، حيث يزداد الحق نصاعة وظهورًا، وتصير أعمالهم هباء منثورًا.
وأكد أن منطلق الإصلاح لا يمكن أن يؤتي ثماره، ولا أن يحقق هدفه، إلا إذا كان مستمدًّا من وحي السماء؛ لأن الله خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه وما يفسده.
وأوضح أن ما تعيشه كثير من الدول الإسلامية تقتضي من أبناء هذه الدول أن يضعوا لأنفسهم ثوابت خُلُقيَّة يلتزمون بها، وهم يعملون لرفعة أمتهم وارتقاء دولتهم، والعجيب أن ذلك جاء واضحًا جليًّا في إعلان الأمم المتحدة، حين يقول: ينبغي أن تتحلَّى الحياة العامة في مجموعها بالطابع الأخلاقي، وأن تتَّسم بالشفافية، مما يقتضي وضع المعايير والقواعد التي من شأنها أن تكفل ذلك.
وأشار مرشد الإخوان إلى أنه على الراغبين في إعلاء شأن الوطن أن يتقدموا بالأعمال لا بالأقوال، وأن تكون لهم خطة عملية للأعمال التي تعود على الوطن والمواطنين بالخير والسعادة، وليعلموا أن سعادة الفرد، هي على المدى الطويل، في سعادة شعبه؛ لأنه ما استحق أن يُولد من عاش لنفسه فقط.
وأكد أن الحرية المسؤولة هي المطلوبة لا الفوضى، وأن الحرية لا تسمو بالإنسان إلا إذا حفظت للآخرين حريتهم، ولم تَطْغَ على أحد ولم تسبب ضررًا لإنسان، ولا تكبل يد إنسان في تصرف إلا إذا كان من ورائه أذى أو فساد في الأرض، وقد وضع الإسلام ضابطًا عامًّا ألا وهو التوافق مع الحق والخير والذي يتضمن بألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى انتقاص حرية الآخرين، وألا يترتب عليها إخلال بأمن المجتمع وسلامته، وألا تفوت حقوقًا أعظم منها.
ووجه بديع نداء للقوى السياسية في مصر، تعالوا نتَّحد على الأهداف العليا لوطننا، وهيا بنا إلى العمل في إطار من الأخلاق والقيم التي تحفظ حقوق الآخرين، وتحترم حرياتهم، وأن يعمل كل أبناء الأمة لإصلاح أنفسهم، وإصلاح غيرهم.
فيديو قد يعجبك: