عودة إلى الخيّاطة.. التفصيل بديلا للملابس الجاهزة بعد ارتفاع الأسعار

كتبت- دينا خالد:

قصدت ندى محمد، شارع الغورية بمنطقة الأزهر، للمرة الأولى لشراء أقمشة بغرض تفصيلها بعد جولة قصيرة على محلات الملابس الجاهزة التي وجدت أن أسعارها مرتفعة بنسبة كبيرة.

تقول ندى، التي التقاها مصراوي في أحد شوارع الغورية، "لقيت الجيبه بتتباع في المحلات بـ 300 جنيه، فقولت أفصل أحسن بدل ما اشتري جاهز".

لتفصيل "جيبه" كان على ندى أن تشتري متري قماش بسعر 50 جنيها للمتر، فيما سيحصل "الترزي" 50 جنيها أخرى ثمن التفصيل.

"يعني الموضوع كله هيكلفني 150 جنيه بدل لما أدفع 300 جنيه وأوفر الباقي لي".

وتعرف الغورية بأنها واحدة من أشهر المناطق التي تباع بها الأقمشة، وتتميز بوجود كل أنواع الأقمشة.

ومثل ندى جاءت مي إبراهيم، لأول مرة للغورية لشراء قماش من أجل تفصيل عباءة لها بعدما وجدت أن سعر العباءة الجاهزة وصل إلى 500 جنيه.

اشترت مي 4.5 متر من القماش بسعر 45 جنيها للمتر، لتفضيل عباءة لها كما سيحصل الخياط على 70 جنيها، ثمنا للتفصيل.

تقول مي "تكلفة العباءة بعد التفصيل هتبقى حوالي 270 جنيه، يعني نص تمن الجاهز".

تضحك مي وتضيف "الأيام دي رجعتني لأيام أمي وستي بقينا نشتري قماش ونفصل، ما هو الأسعار دي ما تخليش حتى الواحد يفكر يشتري".

للعام الثاني جاءت سارة مصطفى إلى الغورية، لشراء أقمشة وتفصيلها لابنتيها "بيجامات" بعدما ارتفع سعرهم.

تقول سارة التي التقاها مصراوي بعدما اشترت "دي السنة التانية إللي اعتمد فيها على التفصيل بدل الجاهز، وخصوصا في لبس البيت لأنه سهل وهيبقى أرخص من الجاهز".

وتضيف "اشتريت 3 متر قماش، سعر المتر 30 جنيه يعني بإجمالي 90 جنيه، والخياطة هتاخد 40 جنيه في البيجامة يعني 80 جنيه في الاتنين يعني التكلفة كلها 180 جنيه".

بهذه الحسبة البسيطة وفرت سارة ما يقرب من 220 جنيها "لو كنت اشتريت جاهز كانت هدفع ثم البيجامات 400 جنيه للاتنين".

ويقول مصطفى ابراهيم، ترزي بمنطقة إمبابة، منذ بداية موسم الصيف الماضي وهو يلاحظ إقبال كبير من قبل الفتيات لتفصيل الملابس.

عانى إبراهيم قليلا من عدم وجود زبائن خلال 10 سنوات الماضية بسبب اتجاه البعض لشراء الجاهز، إلا أنه الآن أصبح لديه زبائن بعد ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة.

يقول إبراهيم "كنت الأول باشتغل في الرفة والتضيق والتقصير، لدوقتي بقى في ناس كتير تيجي علشان تفصل

ويلاحظ سيد أحمد، تاجر قماش بمنطقة الغورية، أنه رغم ارتفاع الأسعار إلا أن الإقبال مازال مستمرا كالسابق، كما أن الفتيات أصبحن أكثر الزبائن".

ويقول أحمد إن موسم البيع بالنسبة له كان عيد الأم، إلا أنه الآن تشهد الغورية إقبال كبير وتحديدا من الفتيات الصغيرات.

ويرجع سيد إقبال الفتيات إلى ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة واللجوء للتفصيل من أجل التوفير.