"تروسيكل و275 جنيهًا".. كيف أنهى شقيقان وصديقهما حياة بائع الخردة في شارع داوود؟
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب – محمود الشوربجي:
على بعد مئات الأمتار من مركز شرطة ومدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وبالتحديد في شارع إبراهيم داوود، اجتمع شقيقان وآخر ثالث، للتدبير لجريمة قتل طمعا في الحصول على بعض المال، على أن يكون منزل أحدهم هو مسرح الجريمة اعتقادًا منهم أنهم سيتمكنون من إخفاء معالم الجريمة دون أن يعلم أحد.
قبل ثلاثة أسابيع تقريبا حدد الشقيقان وصديقهما، الضحية التي ستكتب نهايتها قريبا، وهو بائع الخردة "محمد. س"،21 سنة، الذي يجوب المنطقة بين الحين والآخر لشراء وبيع الخردة من أهالي المنطقة وفي أحيان أخرى نقلها للأهالي بأجرة لا تتعدى عشرات الجنيهات، حتى بات وجهه معروفا للكثيرين من أهالي شارع إبراهيم داوود خاصة أولئك الذين يتعاملون معه باستمرار وأجمعوا على حسن سلوكه.
وحول الواقعة يقول "محمد.ع" أحد عمال شركة المياه القريبة من منزل المتهمين: أثناء ذهابي إلى مقر عملي في الثامنة صباحا، وحينما اقتربت من منطقة عملي لم تكن الأمور على ما يرام، فهناك زحام شديد وحركة غير مألوفة في هذا التوقيت المبكر، حتى شاهدت عددًا كبيرًا من قوات شرطة مركز بلبيس تحيط بأحد المنازل وتمنع الأهالي من الاقتراب منه وهناك حالة من الغموض تسيطر على ما يدور.
أضاف في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن الأمور بدأت تنكشف تباعًا، حيث علمنا بعد مدة وجيزة أن جريمة قتل قد وقعت ومتورط بها أحد ساكني هذا المنزل، وفي البداية كنا نظن أن قوات الأمن تحاول تنفيذ أمر ضبط لأحد المتهمين الهاربين من تنفيذ حكم قضائي، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك؛ فهناك شخص مجهول كُتبت نهايته هنا ولم ينجح المتهمون في إخفاء كامل معالم الجريمة، والغريب في الأمر أن الجميع لا يعلم من هو الضحية.
ويروي وجيه بدر، أحد أهالي المنطقة تفاصيل الواقعة قائلًا: "بين الحين والآخر يتردد بائع الخردة على شارع داوود، فهو من أبناء قرية كفر الحمام التابعة لمركز الزقازيق، ويأتي قاطعًا عشرات الكيلو مترات على تروسيكل لينقل ويشتري ويبيع الخردة في مدينة بلبيس والقرى المجاورة، لكن علمنا عقب وقوع الجريمة أن المتهمين استدرجوا الضحية في محاولة لإحكام قبضتهم عليه وسرقة ما بحوزته من تروسيكل وبعض الأموال بعد إيهامه برغبتهم في بيع كميات كبيرة من الخردة له".
أضاف لـ"مصراوي": بعد عدة أيام علمنا جميعًا تفاصيل الواقعة من أقارب المتهمين وبعض أصدقائهم، فالمتهمون استغلوا تواجد عامل الخردة بمفرده وانهالوا عليه ضربًا كي يفقدوه قدرته على المقاومة وسرقة ما بحوزته، لكن حينما قاومهم انهالوا عليه ضربًا بآلة حادة "مطواة" ما أدى لمقتله في الحال، وعندما حاولوا التخلص من التروسيكل لإخفاء ارتباطهم بالواقعة وتوزيع ثمنه على بعضهم لم ينجحوا في ذلك حيث كان هذا التروسيكل هو أول التي خيوط أدت إلى الوصول إلى الجريمة.
وواصل: عدد من أصدقاء وأهالي المجني عليه ترددوا أكثر من مرة على المنطقة خاصة وأن أحد أصدقائه كان يأتي معه بشكل متقطع إلى المنطقة لبيع وشراء الخردة، وأثناء بحثهم على المجني عليه تعرف صديقه على التروسيكل الخاص به، وحينما حاولت قوات الأمن معرفة المتهمين الرئيسيين في القضية والتوصل إلى بائع التروسيكل تمكنوا من ذلك، فجميع أهالي المنطقة يعرفون بعضًا جيدًا "لو التروسيكل اتباع 10 مرات هيعرفوا مين أول واحد باعه".
حول عملية إلقاء القبض على المتهمين يقول: بعد الواقعة بعدة أيام فوجئنا بقوات الأمن تحاصر منازل المتهمين في الساعات الأولى من الصباح الباكر، وحتى هذا التوقيت لم نكن نعلم بعملية القتل، فتصرفات المتهمين كانت طبيعية للغاية ولم تظهر عليهم أية علامات للقلق أو التوتر أثناء ذهابهم وإيابهم، وهو ما جعلنا في حالة من الاستغراب الشديد، لكن حينما توصلت قوات الأمن إلى جثة عامل الخردة تيقنا من الجريمة.
وألقى رجال مباحث مركز شرطة بلبيس، التابع لمديرية أمن الشرقية، برئاسة العميد عمرو رؤوف، رئيس مباحث المديرية، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، برئاسة العميد ماجد الأشقر، رئيس القطاع بالشرقية، القبض على المتهمين الثلاثة، على خلفية اتهامهم بقتل عامل بقصد السرقة.
وتم التحفظ على المتهمين تحت تصرف النيابة العامة برئاسة المستشار عبدالسلام عابدين، مدير النيابة، وبإشراف المستشار محمد القاضي المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية.
وكانت جهود فريق من البحث الجنائي، توصلت إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شقيقان وبرفقتهما صديقهما، مقيمين بمدينة بلبيس، واعترف المتهمون بارتكاب الواقعة وسرقة "التروسيكل" ومبلغ 275 جنيهًا.
فيديو قد يعجبك: