كيف أجهض أمن الجيزة مُخطط الإخوان في 11/11؟
كتب-محمد شعبان:
واصل تنظيم الإخوان مُسلسل ترنحه بعد فشله في الحشد للدعوات التي أطلقها للتظاهر، أمس الجمعة، تحت مُسمى "ثورة الغلابة"، ومحاولته الفاشلة لاستغلال الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد لإثارة المواطنين.
وشهدت محافظة الجيزة، مسيرات محدودة في مناطق ناهيا، المنصورية، الهرم، الطالبية، أوسيم، لكن قوات فض الشغب تمكنت من تفريقها والقبض على 65 شخصًا.
السيطرة الأمنية أو كما وصفها بعض المراقبين بـ"القبضة الحديدية" لقوات أمن الجيزة، لم تكن محض صدفة عابرة أو رد فعل، بينما كانت نتاج مجهودات وخطط قيادات الأمن برئاسة اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، الذي عقد اجتماعات مُكثفة طوال الأسبوع الماضي، امتد بعضها لساعات طويلة.
وقبل نحو 24 ساعة من شروق يوم الجمعة "11/11"، وضع اللواء العراقي اللمسات الأخيرة على خطة التأمين التي قادها اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، حيث تركزت - بحسب مصادر مطلعة - على انتشار رجال البحث الجنائي مدعومين بتشكيلات من الأمن المركزي في نقاط ارتكاز محددة تم اختيارها بدقة وفقا لمعلومات وتحريات الأمن الوطني حول مناطق تجمع عناصر الإخوان مثل ناهيا والهرم والطالبية، ومناطق جنوب المحافظة.
كما وجه مدير أمن الجيزة، مساعده للحماية المدنية وخبراء المفرقعات بعمل مسح شامل لمحيط المنشآت الحيوية والشرطية ومقار السفارات الواقعة في نطاق المحافظة، ورفع السيارات المتروكة بجوارها.
مع الساعات الأولى من صباح الجمعة، أمسك "العراقي" بجهاز اللاسلكي موجها كافة القوات بحالة الاستنفار القصوى، وتوسيع دائرة الاشتباه مشددا على اليقظة التامة والحيطة، والتعامل بكل حزم مع مثيري الشغب وفقا للقانون، ليدخل بعدها غرفة العمليات التي يترأسها لمتابعة ما يحدث على الأرض، وتلقي البلاغات حول الأحداث الطارئة، وسرعة توجيه القوات للتعامل معها.
ودفع مدير أمن الجيزة، بقيادات الصف الأول بالمديرية بمختلف القطاعات لزيادة الفاعلية الأمنية، والتواجد جنبا إلى جنب مع الضباط والأفراد، وضمان تنفيذ خطة "القبضة الحديدية".
وعقب انتهاء صلاة الجمعة، تفقد اللواء هشام العراقي الحالة الأمنية بميدان الجلاء، اطمأن خلالها على تنفيذ الخطة الموضوعة بكل دقة، وطالب القوات باليقظة الكاملة، في الوقت الذي تفقد فيه اللواء خالد شلبي ونائبه اللواء محمود خليل القوات المكلفة بتأمين ميدان مصطفى محمود.
بمرور الوقت، انطلقت مسيرات محدودة بمناطق ناهيا والهرم وأوسيم والكُنيسة، بمشاركة نسائية ملحوظة، رفع خلالها المشاركون شارات رابعة، مرددين هتافات مناهضة للنظام والقوات المسلحة والشرطة، ورفعوا صورا للمعزول محمد مرسي، لكن أجهزة الأمن المتمركزة بتلك المناطق، نجحت في تفريقها خلال دقائق معدودة بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وشهدت منطقة المنصورية مناوشات بين قوات فض الشغب ومسيرة تضم العشرات، فيما أكد مصدر أمني مسؤول، أن القوات التزمت أقصى درجات ضبط النفس، ومع إشعال بعض المشاركين النار في إطارات السيارات ورشق القوات بالحجارة، صدرت توجيهات امنية بتفريق المسيرة بواسطة قنابل الغاز، مشيرا إلى أنه ألقي القبض على 30 شخصًا.
ومع غروب الشمس، سادت حالة من الهدو الحذر مختلف مناطق المحافظة، وسط تواجد أمني مكثف من قوات الأمن ودوريات الانتشار السريع التي كانت تجوب الشوارع رفقة عربات الشرطة العسكرية التابعة للمنطقة المركزية العسكرية.
وقال مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، إن الخطة الموضوعة حققت نجاحا ملحوظا، وأحبطت مخطط تنظيم الإخوان في القيام بأعمال شغب وإثارة المواطنين أو استغلال الظروف الحالية.
وأضاف المصدر - في تصريحات لـ "مصراوي" - أن أمس الجمعة، برهن على وعي الشعب المصري، وتأييده للاستقرار وعملية البناء والإصلاح، علاوة على فقد جماعة الإخوان القدرة على الحشد.
وأشار المصدر، إلى أنه ألقى القبض على العشرات خلال تلك المسيرات، تم اقتياد 65 منهم لأقسام الشرطة، لفحصهم والوقوف على مدى تورطهم بتلك المسيرات، مشددا على أنه سيتم إطلاق سراح كل من يثبت عدم مشاركته فيها عقب التأكد من كونه غير مطلوب على ذمة قضايا أخرى "جنائية، سياسية".
فيديو قد يعجبك: