لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل ستنجح خطة أردوغان في إعادة مليون لاجئ سوري؟

12:20 م السبت 07 مايو 2022

رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي):

الاجتياح الصامت، فيلم قصير أنتجته هاندا كراجاسو، ولقي اهتماما كبيرا عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل تركيا في الأيام الأخيرة.

لا تزيد مدة الفيلم عن ثماني دقائق، ويتحدث عن ملف اللاجئين السوريين في تركيا، راسما صورة افتراضية قاتمة لمستقبل البلاد التي تستضيف نحو أربعة ملايين لاجئ منذ أكثر من عشر سنين.

يظهر الفيلم صورة مدينة إسطنبول في عام 2034 وقد تحولت إلى مدينة مدمرة، يلاحق فيها الأتراك من قبل السوريين في الشوارع.

ويشكو طبيب تركي شاب لأمه وأبيه من ظروف عمله في المشفى الذي يملكه شخص سوري، وكيف يعامل الأتراك داخل المشفى، بل ويتحدث عن الفيلم عن أن محافظ إسطنبول في ذلك الوقت سيكون أحد اللاجئين السوريين، وأنه ينوي الترشح لرئاسة البلاد، ويحمل الشاب التركي المسؤولية لأهله لانهم لم يقفوا في وجه بقاء السوريين في داخل تركيا، وهو أمر اعتبرته الشرطة التركية تحريضا واضحا على اللاجئين السوريين وعلى الحكومة التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن أجل ذلك، استدعت الشرطة التركية منتجة الفيلم هاندا كاراجاسو، للتحقيق معها قبل أن تفرج عنها بعد ساعات.

وقد وصف وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الفيلم بأنه "قلة أدب، ويتضمن أكاذيب وافتراءات وتحريضا صريحا بحق اللاجئين الذين تستضيفهم البلاد، ويوجه سهاما مباشرة للدولة".

وكان صويلو يتحدث خلال استضافته في أحد القنوات التركية المحلية، إذ تساءل المسؤول التركي عن الجهة التي مولت هذا الفيلم، متهما جهات أجنبية لم يسمها بالوقوف وراء ما سماها بحملة التحريض الصريحة، قائلا اننا نعرف ان من يقف خلف هذا العمل هي سفارات.

وظهرت هاندا كراجاسو، بشكل صريح في نهاية فيلمها، متحدثة للمشاهدين بشكل مباشر، وقائلة: "لقد انتهت الحرب الأهلية في سوريا وبقي في تركيا ثمانية ملايين لاجئ سوري، ومنحت الجنسية التركية لنحو تسعمائة ألف منهم، مشيرة إلى أن مؤسسات دولية تقول إن ثمانين بالمائة منهم (اللاجئين) لا يريدون العودة لبلدهم.

يرد وزير الداخلية التركي على ذلك بالقول إن الجميع يعلم أن أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لا تزيد عن ثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ، وأن من حصلوا منهم على الجنسية التركية لا يزيد عن 47 ألف سوري، وأن ربع هذا العدد هم من أصول تركمانية أيضا.

الفيلم الذي نُشر في الثالث من مايو ، تزامن مع إعلان أردوغان عن خطة يجري التحضير لها من قبل الحكومة التركية، لإعادة نحو مليون لاجئ سوري بشكل طوعي إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية التركية في شمالي سوريا، من خلال إنشاء تجمعات سكنية وتجهيز البنية التحتية في المناطق التي تمتد من بين مدن اعزاز وجرابلس والباب وصولا إلى مناطق تل أبيض وعين عيسى، من خلال إنشاء نحو 250 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة في الشمال السوري.

كلام أردوغان جاء خلال كلمة تسجيلية ألقيت خلال احتفال جماهيري حضره وزير الداخلية التركي، لتسليم نحو 57 ألف وحدة سكنية (مبنية بالطوب)، في محافظة إدلب التي تخضع للمعارضة السورية المدعومة من تركيا، مؤكدا أن هذه المشاريع ستمولها مؤسسات مدنية تركية ودولية.

شددت المعارضة الخناق على أردوغان قبل عام من موعد الانتخابات الرئاسية التركية، مطالبة إياه بترحيل السوريين الى بلادهم، لأن وجودهم يزيد من أزمات البلاد الاقتصادية والسياسية كما يقولون، لكن خطة أردوغان ستحتاج الى أموال كثيرة.

ولذلك قد تساعد دول خليجية في تمويل العملية برأي مراقبين، ولا سيما بعد التقارب الذي حصل أواخر الشهر الماضي، بين تركيا والسعودية، وتوج بالزيارة التي قام بها أردوغان إلى جدة ولقائه بالعاهل السعودي وولي عهده، وقبلها تلك الزيارة التي قام بها أردوغان إلى الإمارات العربية المتحدة في شباط/فبراير الماضي، منهيا بذلك سنوات من القطيعة السياسية بين البلدين.

لكن الوقت قد لا يسعف أردوغان في إنجاز ذلك قبل موعد الإنتخابات المقررة منتصف العام المقبل، كما أن السؤال الأهم يتعلق بقناعة مئات آلاف السوريين الذين أسسوا لهم ولعائلاتهم حياة مستقرة داخل تركيا، بعد أكثر من عقد من تفجر الأوضاع في بلادهم.

ويرى محللون أن انقرة تسعى في الآونة الأخيرة، لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع خصومها في المنطقة، في إطار خطة تهدف إلى تصفير مشاكلها الخارجية والالتفات بعد ذلك لأزماتها الداخلية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي تجلت بتدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع نسب الفقر والبطالة والتضخم الذي بلغ مستويات قياسية لم تشهد له البلاد مثيلا منذ أكثر من عقدين.

كما يرى مراقبون أن أنقرة أرسلت إشارات إيجابية، تعبر عن رغبتها في فتح حوار مع دمشق، يقوم على ركيزتين أساسيتين، أولهما ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وضمان تضييق الخناق على المسلحين الأكراد في الشمال السوري، والذين تعتبرهم أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا.

غير أن كثيرين، يرجحون أن لا توافق دمشق على فكرة التعاون مع أردوغان إذا ما كان ذلك سيصب في النهاية لصالح أردوغان في الانتخابات التركية المقبلة، وأن دمشق التي أعلنت أن أي حلول سياسية مع أنقرة لن تكون قبل انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، قد تفضل التعامل مع قيادة تركية جديدة في حال نجحت المعارضة التركية في الفوز في الانتخابات المقبلة، بعد أن أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار اوغلو رغبته في فتح صفحة جديدة مع الرئيس السوري بشار الأسد، ونيته ترحيل كل اللاجئين السورين إلى بلادهم إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

لا يريدون العودة

أحمد شاب سوري يعمل في أحد محلات بيع الحلويات السورية في حي الفاتح بمدينة إسطنبول، قال إنه لا يريد العودة إلى سوريا، فالأسباب التي من أجلها غادر سوريا لم تتغير على حد تعبيره.

وقال: "هل تغير النظام ؟ هل انتصرت المعارضة؟ هل أصبحت مناطقنا آمنة؟ هل هنالك أي أمل في العودة للعيش دون أن تلاحقني الأجهزة الأمنية؟".

ويقول عبد القادر ( 44 عاما) إنه على استعداد للعودة إذا توفرت ظروف المعيشة المناسبة، متسائلا هل هنالك بيوت وخبز وكهرباء وماء وأمان وغاز والأهم من ذلك، هل هنالك فرص عمل كريمة؟ وحياة كريمة لأطفالي ومستشفيات قادرة على علاج والدتي المريضة؟ إذا توفر كل ذلك فسأكون من أوائل العائدين.

ويبدو أن الشارع التركي وإن انقسمت آراؤه بين مؤيد لأردوغان أو معارض له، إلا أن هنالك إجماعا على ضرورة إيجاد حل سريع لمشكلة اللاجئين السوريين، يضمن إعادتهم الى بلدهم، قضية ستبقى برأي كثيرين ورقة ضغط بيد المعارضة، وتحديا أمام أردوغان إذا ما أراد الظفر بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقبلة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: