من هو رجل الجزائر القوي الفريق أحمد قايد صالح؟
لندن- بي بي سي:
في الوقت الذي تتواصل فيه المظاهرات في الجزائر ضد عهدة خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حذر رئيس الأركان، نائب وزير الدفاع الجزائري، أحمد قايد صالح، من إن هناك من يريد العودة بالبلاد إلى سنوات الألم والجمر، في إشارة إلى تمرد الإسلاميين في التسعينيات حين قتل أكثر من مائتي ألف شخص في حرب أهلية.
وأكد قايد صالح أن الجيش سيعمل على ضمان أمن البلاد، ولن يسمح بالعودة إلى عصر إراقة الدماء.
ويذكر أنه لم يتول أحد في الجزائر عسكريا أو مدنيا منصب وزير الدفاع، منذ اللواء خالد نزار، فبموجب دستور عام 1996 يعتبر الدفاع الوطني من بين مهام رئيس الجمهورية.
فمن هو أحمد قايد صالح؟
ولد في 13 يناير عام 1940 في بلدة عين ياقوت بولاية باتنة في الجزائر، وهو متزوج وله سبعة أبناء.
وانضم لجيش التحرير الوطني وعمره 17 عاما عام 1957.
وبعد الاستقلال تلقى دورات تدريبية في الاتحاد السوفيتي السابق، وحصل على شهادة عسكرية من أكاديمية فيستريل، وشارك في حرب الاستنزاف في مصر عام 1968، وتدرج في السلك العسكري حتى وصل لرتبة لواء عام 1993 حيث تولى قيادة منطقة عسكرية.
وهو حاصل على العديد من الأوسمة العسكرية.
وفي عام 2004، تولى قيادة القوات البرية، ثم رقّي عام 2006 لرتبة فريق، وتولى رئاسة أركان الجيش الجزائري.
كان أحمد قايد صالح من أبرز قيادات الجيش الجزائري، خلال فترة العشرية السوداء، التي شهدت تمرد الإسلاميين في التسعينيات حين قتل أكثر من مائتي ألف شخص في حرب أهلية.
ويذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حظي باحترام على نطاق واسع لدوره في إنهاء هذه الحرب الأهلية، فمنذ قدومه إلى سدة الحكم عام 1999، وإصداره قانون الوئام المدني، ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، أخذ الوضع الأمني يستقر بشكل تدريجي في البلاد.
مرض بوتفليقة
غير أنه في في 26 نوفمبر 2005، تعرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لوعكة صحية نُقل على إثرها إلى المستشفى العسكري الفرنسي "فال دوغراس"، حيث مكث شهرا وخمسة أيام، أجرى خلالها عملية جراحية تتعلق بقرحة في المعدة حسب السلطات الرسمية الجزائرية.
وفي 27 من إبريل 2013، أصيب الرئيس الجزائري بجلطة دماغية، نُقل على إثرها إلى المستشفى الفرنسي نفسه.
وبقي بوتفليقة في المستشفيات الفرنسية إلى يوم عودته إلى الجزائر في 16 يوليو 2013 على كرسي متحرك.
وفي سبتمبر عام 2013، رُقّي أحمد قايد صالح نائبا لوزير الدفاع خلفا لعبد الملك قنايزية، مع احتفاظه برئاسة أركان الجيش الجزائري.
ويعتبر الكثيرون الفريق أحمد قايد صالح، منذ ذلك الحين الذراع اليمنى لبوتفليقة، حيث تردد أن قيادة الاستخبارات السابقة وعلى رأسها محمد مدين "الجنرال توفيق" كانت تسعى للإطاحة بالرئيس، خلال وجوده في فرنسا للعلاج، لكن بعد ترقيته لمنصب نائب وزير الدفاع تمكن قايد صالح من الإطاحة بعدد كبير من كبار ضباط الاستخبارات.
ويذكر أنه خلال غياب الرئيس الجزائري، اعتبرت أحزاب وشخصيات جزائرية منصب رئيس الجمهورية شاغرا، ما يستدعي تطبيق المادة 80 من الدستور الجزائري.
وبعد عودته شكك كثيرون في قدرته على ممارسة صلاحياته كرئيس للدولة وقائد أعلى للقوات المسلحة.
رغم ذلك، ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة عام 2014، وفاز بها بنسبة 81.53 في المائة من الأصوات، بعد حملة انتخابية أدارها بالنيابة عنه أعضاء الحكومة ومسؤولون حزبيون.
وفي فبراير 2016، صادق البرلمان الجزائري على تعديل دستوري آخر، وتعالت أصوات الأحزاب الداعمة له، خصوصا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، للترشح لولاية خامسة في انتخابات 2019.
وفي ذلك الوقت نفى الفريق أحمد قايد صالح أي طموحات سياسية.
فيديو قد يعجبك: