لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مغتصب فتاة دلهي بلا ندم: الضحية "لا ينبغي لها أن تقاوم"

07:46 ص الأربعاء 04 مارس 2015

يستأنف سينغ ضد حكم بالإعدام صدر بحقه إلى جانب ثلاث

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بي بي سي:

في عام 2012، تعرضت طالبة هندية لحادث اغتصاب اتسم بالعنف داخل حافلة كانت تسير في شوارع دلهي. وتوفيت متأثرة بإصابات داخلية كبيرة. وتحدثت ليسلي أدوين، منتجة أفلام سينمائية، إلى أحد المغتصبين بشأن الحادث الذي كان يتنظر الموت أثناء إعادة البحث في القضية.

وصدمتها طريقة معاملة الهند للنساء، لكن ما شجعها على الاستمرار هو رغبة آخرين في التغيير.

تقول أودوين إن التفاصيل المروعة لحادثة الاغتصاب جعلتني أتوقع وحوشا يعانون من اضطرابات عقلية، لكن الحقيقة كانت أسوء من ذلك. كانوا رجالا عاديين يبدون أسوياء.

في 16 من ديسمبر/كانون الأول 2012، ذهبت فتاة تبلغ من العمر 23 عاما لمشاهدة الفيلم السينمائي "حياة باي"، بصحبة صديق لها. وفي الساعة الثامنة والنصف مساء ركبا الصديقان حافلة خارج الخدمة، على متنها ستة رجال، خمسة بالغين وسادس صغير السن، بعدها ضرب الرجال الصديق وتناوبوا اغتصاب الفتاة، قبل أن يهاجموها بقوة مستخدمين آلة حديدية.

ووصف سائق الحافلة، موكيش سينغ، لي كافة تفاصيل ما حدث خلال الحادثة وبعدها. وبينما قالت النيابة إن الرجال تناوبوا على قيادة الحافلة، وجميعهم شاركوا في اغتصاب الفتاة، قال سينغ إنه ظل يقود الحافلة طوال الوقت.

ويستأنف سينغ، ومعه ثلاثة من المغتصبين، ضد حكم بالإعدام الصادر بحقهم. وخلال مقابلة خاصة استمرت 16 ساعة، لم يبد سينغ أي ندم، وظلت علامات الذهول تبدو عليه جراء الضوضاء الكبيرة التي أثيرت بشأن حادثة الاغتصاب هذه، في الوقت الذي يتكرر فيه وقوع تلك الحوادث.

وقال "الفتاة المحتشمة لا تتجول في الشوارع في التاسعة ليلا. الفتاة مسؤولة عن وقوع حوادث الاغتصاب أكثر من الشاب."

وأضاف سينغ "أعمال المنزل هي مهام الفتيات، وليس التجول في صالات الديسكو والحانات ليلا لممارسة أفعال خاطئة، وارتداء ملابس غير مناسبة. 20 في المئة تقريبا من الفتيات هن الصالحات."

ويعتقد أن الناس "لهم الحق في أن يعلموهن درسا"، وقال إن السيدات عليهن أن يتقبلن ذلك دون شكوى.

وأضاف :"عندما تتعرض الفتاة للاغتصاب لا ينبغي لها أن تقاوم. عليها أن تلتزم الصمت وتسمح باغتصابها. بعدها سيتركونها بعد الانتهاء منها، وسيضربون الشاب فقط."

وقال إن عقوبة الإعدام "ستفاقم من خطورة الوضع بالنسبة للفتيات. فعندما يغتصبون الفتاة الآن، لن يتركوها مثلما فعلنا نحن. بل سيقتلونها. من قبل كانوا يغتصبونها ويقولون (اتركوها) وهي لن تخبر أحد. الآن عندما يغتصبونها، لاسيما بطريقة إجرامية، سيقتلونها."

طمس المشكلة

القصة كاملة تبدأ منذ بداية مولد الفتاة التي لا يرحب المجتمع بها مثلما يفعل مع مقدم الصبي

حصلت على قائمة طويلة وصادمة للإصابات التي تعرضت لها الفتاة، وقرأتها عليه، وحاولت جاهدة أن استشعر منه أي بصيص من الندم دون جدوى.

بالنسبة لي مازالت الحقيقة غير واضحة تماما، وربما شنقهم سيطمس مشكلة حقيقية، وهي أن هؤلاء الرجال ليسوا هم المرض بل هم أعراض مرض في المجتمع.

جعلتني مقابلتي لسينغ وأربعة آخرين من المغتصبين أشعر كما لو أن روحي انغمست في بقعة من القار، ولا يوجد في العالم مادة منظفة بإمكانها إزالة هذه الوصمة التي لا تمحى.

أحد الرجال الذين أجريت معهم مقابلة خاصة هو غاوراف الذي اغتصب فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات. قضيت ثلاث ساعات أصور هذه المقابلة وهو يسرد لي تفاصيل صريحة لما فعله وكيف كتم صراخها بيده الكبيرة.

عندما سألته كيف استطاع أن يفعل ما فعله، نظر إلي كما لو كنت مجنونة لطرحي هذا السؤال وقال "كانت متسولة. حياتها لا قيمة لها."

هذه الانتهاكات التي تمارس ضد النساء والفتيات تعد جزءا من القصة، لكن القصة كاملة تبدأ منذ بداية مولد الفتاة التي لا يرحب المجتمع بها مثلما يفعل مع الصبي، عندما توزع الحلوى عند مولد الصبي وليست الفتاة. عندما يحظى الصبي برعاية أكبر مقارنة بالفتاة، عندما تفرض قيود على حركة الفتاة وتخضع حريتها واختياراتها لقيود، وعندما ترسل إلى بيت زوجيها أشبه بالعبيد.

إن كانت الفتاة لا قيمة لها، ولا تستحق ما يستحقه الصبي، فسيكون هناك ما يبرر للرجال الاعتقاد بأنهم يستطيعون أن يفعلوا بهن أي شئ.

تحدثت إلى محامين يدافعون عن قتلة الطالبة التي تبلغ من العمر 23 عاما، وماقالوه كان كاشفا للغاية.

قال أحدهم ويدعى إم إل شارما :"في مجتمعنا لا نسمح للفتيات على الإطلاق بالخروج من المنزل في المساء مع أي شخص غريب."

وأضاف :"أنت تتحدثين عن الرجل والمرأة كأصدقاء. آسف، لا مكان لذلك في مجتمعنا. لدينا أفضل ثقافة. لا مكان للمرأة في ثقافتنا."

حوار طال انتظاره

عدم المساواة بين الجنسين هي الورم الرئيسي، أما حوادث الاغتصاب والاتجار في البشر، وزواج الأطفال، وقتل الأجنة من الإناث، وارتكاب جرائم الشرف فهي نتاج هذا الورم.

والمشكلة في الهند ليست عدم وجود قوانين، فالهند، على أي حال، بلد ديمقراطي ومتحضر وسريع النمو. المشكلة تكمن في تطبيق هذه القوانين.

المادة 14 من الدستور الهندي تمنح النساء حقوقا مساوية تماما لحقوق الرجال. ويعتبر دفع المهور مخالفة قانونية، لكن جميع الأسر لاتزال تحافظ على هذا التقليد. وما لم يتغير نمط التفكير، فسينمو السرطان ويواصل انتشاره.

لكن الشئ الذي دفعني كي أترك أسرتي وأذهب إلى دلهي لتصوير هذا الفيلم ليس الاغتصاب في حد ذاته، ولا الرعب الناجم عن ذلك. بل ما حدث بعد ذلك.

منذ اليوم الأول بعد حادث الاغتصاب وعلى مدار شهر، خرج رجال ونساء إلى شوارع المدن الهندية، بأعداد لا مثيل لها من قبل، للاحتجاج. وتحدوا البارص القارص إلى حد التجمد في شهر ديسمبر/كانون الأول، والتصدي الشرس الذي مارسته الحكومة مستخدمة مدافع المياه والهراوات والغازات المسيلة للدموع. وكانت شجاعتهم وإصرارهم مصدر إلهام غير عادي.

كان هناك شئ بالغ الأهمية بشأن وجودهم ومثابرتهم، وهو ما ذكرني بالحشود التي تجمعت في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة، إنه تجمع للمجتمع المدني الذي يطالب بحوار طال انتظاره.

وخطر لي أنه برغم كل سجل العنف ضد المرأة وحوادث الاغتصاب بلا رحمة في الهند، فإن تلك الدولة الآن تقود العالم بتقديم مثال يحتذى به. لم أتذكر بلدا آخر، في حياتي، دعم وبمثل هذه المثابرة من أجل المرأة.

وعرفت أنه يجب علي أن استخدم جميع مواهبي ومهاراتي، لأرفع صرخات تدوي في شتى أرجاء العالم تقول "كفى".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: