مراكش التاريخية تسعى للريادة الفنية
في وقت سابق من الشهر الجاري، جذب مهرجان بينالي مراكش عددا كبيرا من الزوار في افتتاحه بقصر البديع؛ تلك الوجهة السياحية الأكثر شعبية في المغرب والتي تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي.
وكان من بين الحضور وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ، وهو ما خلق شعورا بأن هذا الحدث الدولي في مجال الفن المعاصر وصل إلى نقطة تحول هامة.
ويرى نائب الرئيس التنفيذي للمهرجان أمين القباج أن مفتاح نجاح المهرجان في المستقبل سيعود بصورة جزئية إلى موقع المدينة.
وأضاف: نحن نقع عند ملتقى العالم الغربي والعالم الإسلامي والعالم الأفريقي. إننا مجتمع حديث يقدر ثقافته التقليدية، ولكننا نتطور سريعا أيضا .
خلال عمر مهرجان بينالي مراكش الممتد منذ عشرة أعوام، شهدت هذه المدينة الأنيقة بشمال أفريقيا افتتاح كلية للسينما، ومتحفا كبيرا للتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية والعديد من المعارض، علاوة على أن هناك متحف خاص للفن الأفريقي المعاصر قيد الإنشاء.
وفي غضون سنوات، ستكون البنية التحتية الفنية لهذه المدينة متوسطة الحجم قادرة على الأرجح على منافسة أكبر الأماكن في القارة.
ويشعر سيمون نجامي، منظم معارض في الفن الأفريقي، بأنه ينبغي أن يتم النظر إلى بينالي مراكش على أنه الأول من نوعه.
وأضاف: كانت المرات السابقة مجرد بروفات. وهذه خطوة كبيرة إلى الأمام، وبداية شيء مختلف .
وتجذب مراكش بالفعل ربع جميع الزوار إلى المغرب.
وقال أمين بوغالب، من مكتب السياحة المغربي، إن هذا العدد آخذ في الارتفاع، مضيفا: نتوقع أكثر من ثلاثة ملايين زائر إلى مراكش هذا العام .
وأردف: المدينة لديها إمكانات هائلة لم تتطور بعد، وستزداد شعبيتها من خلال مزيد من العروض الثقافية .
ركزت الساحة الفنية في أفريقيا حتى الآن على نيجيريا وجنوب أفريقيا إذ تتمتعان بعدد كبير من الفنانين والمستثمرين ومنظمي المعارض والمهتمين بالأعمال الخيرية.
وعلى الرغم من أن الساحة الفنية في مراكش تعد أصغر بكثير إلا أنها باتت اليوم تتمتع بإستثمارات جيدة من القطاع الخاص، مما يجعل المدينة أشبه بنموذج مصغر من قطر أو أبو ظبي.
ويعتمد متحف الفن الحديث، الذي ستنشئه منظمة تحالف المؤسسات في المغرب، غالبا على مجموعة رئيس المنظمة العلمي الأزرق، والتي تضم أكثر من ألف قطعة فنية من حول القارة الأفريقية.
ويقول الأزرق إن الهدف هو ترويج التماسك الاجتماعي، وعرض الفن الأفريقي الحديث في أفريقيا.
وسيبنى المتحف بين ثلاثة ملاعب غولف بجانب حي للطبقة العاملة.
وكانت التطورات التجارية في ضواحي مراكش قد عززت سكانها ميسوري الحال بمجموعة أخرى ترتاد المعارض بشكل أساسي، وتعتبر مشاهدة الفن والاستثمار فيه جزءا من التجربة الثقافية.
فيما لم تلق المحاولات لإنشاء متاحف مماثلة في مناطق أخرى في أفريقيا نجاحا ملحوظا، إذ يشكو الفنان النيجيري يينكا شونيبير، والذي يسكن لندن، من انعدام الرغبة لدى الساسة لإقامة متحف وطني للفن الحديث في مدينة لاغوس النيجيرية.
وقال شونيبير إن مجرد طرح الفكرة جعلني أشعر وكأني محتل أجنبي، كنت وكأني أخبر الأفارقة بما يحتاجون في الوقت الذي كان يجب أن يحدث فيه هذا تلقائيا .
وكان سيصمم المتحف المزعوم المهندس المعماري الأفريقي ديفيد أداجيي.
أما في المغرب يختار المهتمين بالفن عرض مجموعاتهم الفنية للعامة للاستمتاع بها، كما يساعد عرض الأعمال علانية على تعزيز العلاقات العامة.
وقال نجامي إن فن أفريقيا القديمة يعرض حول العالم، لكننا لا نستطيع رؤيته على قارته الأم. يمككنا أن نلوم الاحتلال على ذلك، ولكن إن لم يكن هناك فن حقيقي في المتاحف الأفريقية في غضون قرن مثلا لن نستطيع لوم إلا أنفسنا.
وعلق إن التاريخ يكتب الآن ويبدو أن مراكش عازمة على المضي في التحدي.
فيديو قد يعجبك: