لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ضم روسيا لشبه جزيرة القرم خطة مفصلة وسرية وناجحة

06:46 م الخميس 20 مارس 2014

ضم روسيا لشبه جزيرة القرم خطة مفصلة وسرية وناجحة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القرم– (بي بي سي):

كان ضم شبه جزيرة القرم إلى السيادة الروسية أسلس عملية غزو في التاريخ الحديث إذ انتهت قبل أن يدرك العالم الخارجي أنها قد بدأت.

وحتى يوم الثلاثاء الثامن عشر من مارس الجاري عندما هاجم محتلون موالون لروسيا قاعدة عسكرية أوكرانية صغيرة في مدينة سيمفيروبول، الأمر الذي أدى إلى مقتل ضابط وجرح آخر، كانت عملية الغزو تسير بدون إراقة الدماء على الإطلاق.

أرسلت روسيا خلال معظم شهر فبراير وبهدوء آلافا من الجنود الإضافيين ليستقروا في القواعد العسكرية التي يسمح لروسيا بموجب المعاهدة بين موسكو وكييف بامتلاكها في القرم. وكذلك، انتقل إلى القرم "متطوعون" مدنيون.

لقد نفذت الخطة سرا وبنجاح منقطع النظير.

وكانت أول إشارة واضحة على أن روسيا بصدد الاستيلاء على القرم هي يوم الجمعة 28 فبراير عندما أقيمت نقاط تفتيش في أرميانسك وتشونغار وهما المعبران الرئيسيان من البر الأوكراني باتجاه شبه جزيرة القرم.

لقد سيطر على هذين المعبرين رجال يرتدون بدلات مختلفة: بدلات خاصة بأفراد الشرطة الأوكرانية وبدلات خاصة بأفراد الجيش الأوكراني، إضافة إلى بدلات للتمويه لا تحمل أي شارات مميزة. ارتدى العديد منهم ملابس مدنية.

عندما حاولت الوصول إلى معبر أرميانسك السبت 1 مارس رفقة مصور بي بي سي، أبدى هؤلاء الرجال عداء واضحا وألقوا تهديدات مختلفة.

لقد استولوا على الحقائب التي كانت في صندوق سيارة الأجرة والتي كانت تضم السترات الواقية من الرصاص، وصاروا يفحصون محتوياتها بطريقة عدوانية بحيث أخرجوا الأغراض التي كانت بداخلها وألقوا بعضها في الطريق.

صادروا الكاميرا الخاصة بنا ثم انتزعوا منها بطاقات التسجيل الإلكترونية الغالية الثمن، إضافة إلى بطارية الكاميرا.

لقد كانوا على دراية بالضبط بالأغراض التي يبحثون عنها. كانت هناك حقائب أخرى تحتوي على سترات واقية من الرصاص ملقية على جانب الطريق تعود إلى صحفيين آخرين حاولوا الدخول إلى القرم قبلنا.

كان الرجال في نقاط التفتيش يوقفون كل شخص يحاول العبور إلى شبه جزيرة القرم ماعدا السكان المحليين. لقد وجدت صعوبة في معرفة ما حدث.

لقد فهمت ما يحدث عندما صاح أحد الأشخاص الذي كان يرتدي بدلة أفراد الشرطة "مرحبا بك في روسيا".

ورغم أن الرجال ربما كانوا يرتدون بدلات أوكرانية، فإنهم كانوا يتولون إغلاق القرم نيابة عن موسكو.

وعند حلول اليوم الثاني أي 2 مارس، كان كل شيء قد انتهى إذ كان العالم الخارجي يتوقع أن تأتي السفن الروسية وتستولي على القرم، لكن ما حدث هو أن الاستيلاء على القرم تم تحت جنح الظلام وبطريقة سرية.

ويومي الأحد والاثنين استولى جنود متجهمون على القواعد العسكرية الأوكرانية، لقد كانوا مزودين بأحدث الأسلحة الروسية لكن البدلات التي كانوا يرتدونها لم تكن تحمل شارات واضحة تدل عليهم وعلى رتبهم العسكرية.

كان يرافقهم "متطوعون" وهم في العادة رجال كبار السن، والعديد منهم جاءوا من روسيا. كان بعضهم يرتدون بدلات رسمية في حين كان البعض الآخر يرتدون ملابس مدنية. لقد اصطفوا خارج القواعد الأوكرانية ومنعوا المارة من الاقتراب من هذه القواعد.

لقد كانوا من قوات الاحتياط الروسية كما يظن. كانوا أشداء وعدوانيين لكنهم كانوا يطبقون الأوامر الصادرة عن قادتهم.

لقد كان من الواضح أنهم يفرطون في الشرب لكن قلة منهم كانت تبدو عليهم آمارات الشرب.

لكن انضباطهم كان عاليا إذ لم ينهبوا ممتلكات الآخرين. وبالرغم من أن سلوكهم كان ينطوي على تهديدات، فإنهم لم يهاجموا المدنيين.

وفي الأيام التالية، ظهرت مجموعات أخرى. لقد كانوا متطوعين حقيقيين جاءوا من موسكو للانضمام إلى ما أطلقوا عليه تحرير القرم.

تحدثت مع ثلاثة أعضاء في مجموعة تنتمي إلى القوميين المتطرفين، لقد كانوا يرتدون ملابس أقرب إلى ملابس منظمة متطرفة من أنصار عودة النظام القيصري.

كانوا كلهم من موسكو، وكانوا ينوون الانتقال إلى مدينتي خاركيف ودونيتسك اللتين تتحدثان اللغة الروسية. لماذا؟ لإظهار التضامن كما قالوا.

نظمت روسيا في العصر الحديث ثلاث عمليات عزو، غزو هنغاريا في نوفمبر 1955 وغزو تشيكوسلوفاكيا في أغسطس 1968 عندما بدأت الحكومتان الشيوعيتان هناك إظهار بعض الميولات الغربية على نحو خطير، إضافة إلى غزو أفغانستان في ديسمبر عندما كانت الحكومة الموالية لموسكو على وشك الانهيار.

لقد اتسمت هذه العمليات بالقسوة وشارك فيها جنود عديدون ودبابات كثيرة واقترنت أحيانا بإراقة الدماء بغزارة.

لكن الاستيلاء على القرم كان أمرا مختلفا تمام الاختلاف إذ لجأ الروس إلى التسلل بدلا من الغزو.

وعلى خلاف الأمر في هنغاريا وتشيكوسلوفيا وأفغانستان، رحب السكان المحليون وبأعداد كبيرة بهذه الخطوة.

وصف أحد معارضي بوتين الاستفتاء في شبه جزيرة القرم بأنه "استفتاء تحت تهديد الكلاشينكوف." لكن الأمر لم يكن كذلك إذ كانت نسبة كبيرة من السكان الناطقين بالروسية يرغبون حقا في الانضمام إلى روسيا ولذلك لم تكن ثمة حاجة إلى الكلاشينكوف في الشوارع.

أما السكان الذين كانوا يرغبون في إبقاء القرم جزءا من أوكرانيا فقد كانوا تحت تأثير الصدمة والرعب بحيث لم يكن في مقدورهم المقاومة.

لقد خُطِّطَ للعملية برمتها بذكاء كبير ونفذت بعناية ودقة فائقتين. لكن ليس ثمة شك في أنها كانت انقلابا غير دموي في مجملها اتسم بالسرعة في التنفيذ والروعة في الإنجاز.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: