إعلان

نشر روسيا صواريخ باليستية ينبئ بسياسة خارجية أكثر حزما

02:41 ص الخميس 19 ديسمبر 2013

نشر روسيا صواريخ باليستية ينبئ بسياسة خارجية أكثر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أكدت روسيا أنها نشرت صواريخ باليستية في المنطقة العسكرية الغربية على حدودها مع دول حلف شمال الأطلسي.

وثمة اعتقاد بأن موسكو نشرت صواريخ من طراز إسكندر-إم أو إس إس-26 ، على الأقل، في مقاطعة كالينينغراد الروسية.

وتشكل هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 400 كيلومتر تهديدا محتملا لأهداف في دول البلطيق وبولندا.

وتعتبر هذه الخطوة بمثابة إشارة أخرى من موسكو على عدم رضاها عن خطة لحلف شمال الأطلسي لنقل عناصر من دفاعاته المضادة للصواريخ بالقرب من الأراضي الروسية.

كما تنذر الخطوة بموقف روسي ينحى إلى الحزم في العام المقبل.

تقع كالينينغراد، وهي جزء صغير من الأراضي الروسية، على ساحل بحر البلطيق بين ليتوانيا شمالا وبولندا جنوبا، وباتت موقعا لما بات يُعرف بـ دبلوماسية الصواريخ .

وجرى تداول تقارير في عام 2001 أفادت بنقل صواريخ من طراز إس إس-23 إلى هذه المنطقة. وأشارت تقارير أخرى مطلع عام 2011 إلى نشر صواريخ إسكندر الأحدث طرازا. لكن ثمة دلائل تشير إلى أنه تم سحبها في وقت لاحق.

والآن، وبعد ثلاثة أعوام، عادت الصواريخ فيما يبدو إلى الساحة مرة أخرى، فما الذي يحدث وما الذي تعنيه حركة نشر الصواريخ الأخيرة؟

كانت روسيا قد حذرت لوقت طويل أنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لتجابه خطط حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة لتطوير دفاعات مضادة للصواريخ الباليستية في أوروبا.

ولم تنجح جهود الحلف والولايات المتحدة في اقناع روسيا بالحد من مدى صواريخها، في حين أعربت روسيا عن غضبها من ما اعتبرته إعادة توجه من جانب الحلف.

وفي الوقت الذي ينهي فيها الحلف مهمته في أفغانستان يعيد التركيز على مهمته الأساسية التي تكفل الدفاع عن حدود الدول الأعضاء.

يذكر أن الحلف أجرى مؤخرا تدريبات عسكرية باسم ستيد فاست جاز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في بولندا وجمهوريات البلطيق، وهي تدريبات حاكت رد فعل قوات الحلف على تعرض إحدى الدول الأعضاء لهجوم، وهو ما اعتبرته موسكو صدى للحرب الباردة.

لكن معارضة روسيا للدفاعات المضادة للصواريخ وإنزعاجها من تدريبات الحلف ما هي إلا جانب من الصورة.

إن روسيا في حد ذاتها تعزز سياسة خارجية أكثر حزمًا، لاسيما بعد أن عادت للمشاركة على الساحة الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط والدور المهم الذي تنهض به في الأزمة السورية والمناقشات المتعلقة بالأزمة النووية الإيرانية.

وعلى الصعيد العسكري عززت روسيا أنشطتها البحرية في البحر المتوسط، كما مارست ضغوطًا قوية على أوكرانيا لتخيرها ما بين الانحياز لها أو للإتحاد الأوروبي.

كما أجرت روسيا إصلاحات لبعض المؤسسات الإخبارية الحكومية بغية ترويج رؤيتها بشكل أفضل في الخارج.

وتمثل أنشطة روسيا في البحر المتوسط جزءا فقط من هذه التحركات الواسعة.

في الوقت الذي تسعى فيه روسيا لتحديث وتطوير قواتها المسلحة، ينصب تركيزها الأساسي على الأسلحة النووية، إذ تمثل أنظمة إطلاق الأسلحة النووية أولوية قصوى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتنطوي غالبية ردود فعل روسيا على ما تعتبره تهديدات من جانب الولايات المتحدة، وقد أكد مسؤول روسي سابق رفيع المستوى هذا الشهر على أن موسكو لن تتردد في استخدام الأسلحة النووية في حالة الهجوم على أراضيها.

وعلى الرغم من وجود أصداء للحرب الباردة إلا أنه من المستبعد حدوث مواجهة. لكن ذلك لم يحل دون دخول العلاقات الروسية الأمريكية في مرحلة وعرة.

وسوف يعقد حلف شمال الأطلسي العام المقبل قمة في جنوب ويلز بمناسبة إنهاء مهمتها القتالية في أفغانستان، ومن ثم فإن العودة إلى نشاطه الأساسي سيتسبب من دون شك في احتكاكات مع موسكو.

وفي جميع الأحوال سيتعين على الحلف والدبلوماسيين الغربيين التعامل مع روسيا أكثر حزما أو بمعنى آخر أكثر ثقة بنفسها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان