مقارنة بين القوة العسكرية الضاربة لـ''حماس ''و''الإحتلال''
القاهرة - (بي بي سي):
يسلط احتدام القتال بين إسرائيل وحماس ، مرة اخرى، الضوء على الفرق في مستوى القوة الضاربة للطرفين.
تستطيع الطائرات والزوارق الحربية الإسرائيلة الوصول الى اهداف في قطاع غزة في أي وقت تشاء، واذا حدث توغل بري إسرائيلي في القطاع، وهو شيء يود الطرفان تجنبه على الأغلب، ستكون الكفة مائلة بقوة إلى الجانب الإسرائيلي.
حماس
وسلط النزاع الضوء على حقيقة أخرى، وهي المخاطر التي تشكلها الصواريخ الفلسطينية على المواطنين الإسرائيلين الذين يسكنون في الجنوب.
قد لا تكون الصواريخ الفلسطينية دقيقة أو معقدة، لكنها مصدر خطر حقيقي، كما هو واضح من إصابتها مبنى في كريات ملاخي الخميس أدى إلى مقتل ثلاثة من سكانه.
تقع مجموعة من المدن والبلدات الإسرائيلية في الجنوب في مجال الصواريخ الفلسطينية، وهو ما حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التعامل معه.
الترسانة الصاروخية الفلسطينية كبيرة، وهي تتحسن مع الوقت، وتصنع صواريخ "القسام" القصيرة المدى في مصانع وورش صناعية في قطاع غزة، ويبلغ مدى هذه الصواريخ أكثر من 10 كيلومترات.
أما صورايخ "غراد" التي يعتقد الكثيرون أن مصدرها إيران فمداها ابعد قليلا، ويصل الى 20 كيلومترا.
وقد أطلق أيضا صاروخ من تصميم صيني ضد أهداف إسرائيلية، يصل مداه إلى 40 كيلومترا.
أما أخطر الصواريخ في الترسانة الفلسطينية فهو صاروخ فجر-5، الذي يستطيع الوصول الى تل أبيب.
كانت مخازن تلك الصواريخ ضمن الأهداف التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية، وأفادت التقارير العسكرية الإسرائيلية أن الغارات نجحت في تدميرها، وإن كانت تقارير أخرى وردت لاحقا عن إطلاق صاروخ فجر-5 واحد على الأقل.
إسرائيل
رد فعل إسرائيل على القصف الصاروخي كان دفاعيا وهجوميا في آن، يشارك فيه النظام المضاد للصواريخ المسمى "القبة الفولاذية"، والذي يعمل منذ عام 2011.
تقوم أجهزة رادار قوية بتعقب الصواريخ المطلقة، وتقدر مكان سقوطها التقريبي، ثم تطلق صواريخ لاعتراضها.
يبدو أن "القبة الفولاذية" تعمل جيدا خلال هذه الأزمة، لكن ليس هناك نظام دفاعي يعمل بكفاءة تبلغ 100 في المئة.
حاولت إسرائيل أيضا اعتراض شحن صواريخ إلى غزة، أو التعامل معها بطرق أخرى.
ولعل القصف الغامض لمصنع اسلحة سوداني في نهاية شهر أكتوبر، ويعتقد الكثيرون ان وراءه إسرائيل، يصب في هذا الاتجاه.
كذلك استهدفت غارات إسرائيلية منتظمة قادة تنظيمات صغيرة وأفرادا يستعدون لإطلاق صواريخ، لكن هذا هو الهجوم الإسرائيلي الأكبر منذ العملية البرية عام 2008-2009.
وبالرغم من حديث الناطق الإسرائيلي عن عمليات "هادفة" ، الا أن ضحايا مدنيين سقطوا بالضرورة.
وسيرتفع عدد الضحايا من المدنيين بشكل درامي لو قررت إسرائيل القيام بعملية برية، والمؤشرات تصب في اتجاه التصعيد.
وقد يمكن التوصل إلى "هدنة مضطربة" تستمر لبعض الوقت ، وهذا ما يصبو إليه الإسرائيليون حاليا، ولكن الأزمة في غزة لن تنتهي.
ليست هناك مؤشرات لأي عملية سلمية موثوقة في الافق، وفور انتهاء الأزمة الحالية يبدأ العد التنازلي للانفجار القادم للعنف.
فيديو قد يعجبك: