لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد حكم إعدام قاتل نيرة.. هل يعاد حساب مرتكب الجريمة يوم القيامة؟.. عالم بالأزهر يجيب (خاص)

06:23 م الثلاثاء 26 يوليو 2022

حكم الإعدام - صورة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

كانت قضية مقتل "نيرة أشرف" إحدى القضايا التي أثارت الرأي العام في الفترة السابقة، وكانت آخر حلقاتها قرار المحكمة بالإعدام للقاتل والمطالبة بتعديل القانون لإذاعة تنفيذ الحكم، وهو ما يثير تساؤلًا حول إذا ما كانت عواقب الجريمة تنتهي بهذا الحكم شرعًا أم لها تبعات إلى يوم القيامة؟ فهل تجزئ إقامة الحد على مرتكب الكبيرة عن معاقبته يوم القيامة؟

توجه مصراوي بالسؤال للدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء، الذي أجاب قائلًا أن مسألة الحدود ومنها القصاص اختلف فيها العلماء هل هي زواجر أم جوابر – أي تزجر القاتل وتردع غيره عن ممارسة نفس الجريمة مرة أخرى وسوف يعاقب عنه في الآخرة أيضًا، أم انها جوابر فتمحي عنه الذنب الذي ارتكبه؟

وقال الفقي إننا نرجو من الله أن تكون هذه الحدود جوابر، لأن الله سبحانه وتعالى قال في حديث قدسي: "لا أجمع على عبدي أمنين ولا خوفين، فمن أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة، ومن خافني في الدنيا أمنته في الآخرة"، وكذلك لا يجمع على العبد عقوبتين على جريمة واحدة، فيقول الفقي: "فإذا أقيم الحد والقصاص في الدنيا نرجو من الله سبحانه وتعالى ألا يعاقب في الآخرة" ولكن يؤكد الفقي أن الأمر متوقف على التوبة.

وذكر الفقي موقفًا لعبد الله بن عباس يسأله: هل للقاتل توبة؟ فقال: لا، فجاءه آخر بعد ذلك وأصحابه حوله يسأله نفس السؤال، فقال: نعم، فتعجب أصحابه بين إجابته المختلفة في الحالتين، فقال لهم أنه وجد في الأول الإصرار على القتل فتوبته لن تشفع له ولن تقبل منه ولن يرفع عنه الذنب لإصراره عليه، أما الآخر فجاء باكيًا نادمًا على ما فعل فلم يرد أن يقنطه من رحمة الله سبحانه وتعالى، "لكننا نرجو من الله سبحانه وتعالى أن تكون عقوبات الدنيا جوابر فلا يعاقب عليها العبد يوم القيامة بعفوه ورحمته التي وسعت كل شيء".

وأكد الفقي أن هذا الأمر يتوقف على التوبة كلية، ولذا يقال في المنتحر إنه لا يستطيع أي إنسان أن يحكم عليه بالكفر أو نحوه فلا يستطيع أحد أن يقف على توبته فهو في المشيئة، وقال الفقي أن الإشكال يكون في الناس، فعليهم ألا يصادروا على إرادة الله سبحانه وتعالى، فإن أذنب الإنسان ذنبًا وتعلق ذلك بحق من حقوق العباد، فترتبط التوبة برد هذه الحقوق إلى أهلها حتى يقبل منه الله سبحانه وتعالى التوبة، أما إذا كان الذنب كبيرة من الكبائر كالقتل والزنا ونحوه فهذه الذنوب لا تكفرها العبادات التي يقوم بها الإنسان.

"هناك من الجرائم ما يكفرها الصلاة إلى الصلاة ورمضان إلى رمضان.. وهي صغائر الذنوب" يقول الفقي مؤكدًا أن كبائر الذنوب خاصة المتعلقة بظلم العباد لبعضهم البعض لا يمكن أن يغفرها الله سبحانه وتعالى، فهذا الأمر متوقف على التوبة والتوبة النصوح، والتي هي مطلوبة من الجميع، إذ قال تعالى: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون"، مؤكدًا أن قبول هذه التوبة يتوقف على توفر أركانها ومنها الإخلاص، فالبعض يتوب وتحتاج توبته إلى توبة أخرى كما قالت رابعة العدوية عن استغفار المصر على المعصية أنه يحتاج لاستغفار آخر لأنه ليس خالصًا لله تبارك وتعالى.

وقال الفقي إن الرأي الراجح عند العلماء أن الحدود تكون زواجر وجوابر في نفس الوقت، ولكن يتوقف ذلك على إخلاص العبد لله في توبته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان