"يحب امرأة متزوجة.. وتحب رجلًا متزوجًا".. كيف يرى الشرع هذا الحب؟
كتبت – آمال سامي:
" ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها" حديث نبوي شريف أدخل في الوعيد كل من يحاول إفساد العلاقة الزوجية بين الطرفين، ومن يحاول إفساد الزوجة على زوجها، سواء بدعوى الحب أو بمحاولات التفريق بينهما المختلفة، إذ إن التفرقة بين الزوجين هي من أعظم المحرمات بل من أفعال الشياطين، لدرجة أن أعلاهم مكانة وأقربهم منزلة من أبليس هو من يفرق بين رجل وامرأته، فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه".
على الرغم من ذلك تطالعنا الأخبار والحوادث وكذلك الدراما التلفزيونية بقصص تخبيب عديدة، يحب امرأة متزوجة، تحب رجلًا متزوجًا، وتمضي الأحداث حتى يتم التفريق بين الزوجين، وقد ورد دار الإفتاء المصرية في وقت سابق عدة أسئلة في هذا الأمر ليصف الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، حب الرجل لامراة متزوجة بأنه "وكسة"، إذ تلقى سؤالًا من رجل متزوج يقول إنه يحب امرأة متزوجة وهو متزوج والحب فطرة، ليرد قائلًا أن الحب بهذه الطريقة خطا، مع أن الحب في أصله هو شعور لا يؤاخذ عليه الإنسان، لكن ينصح وسام صاحب السؤال أن يكبح جماح نفسه فلا يترجم هذا الشعور إلى أفعال أو أقوال تغضب الله ورسوله، فإن فعل ذلك وتواصل مع المرأة التي يحمل لها شعورًا بالحب فسوف يكون "فاسقًا وملعونًا" إذ أنه بذلك يخببها على زوجها.
وقد تحدث الداعية الإسلامي مصطفى حسني عن ذات القضية ورد على دعوى "قلب الواحد مش بإيده" قائلًا إن قلب المرء بيده ويمكنه أن يقطع على قلبه خواطر السوء، فالحب كيمياء كما يقول العلم وحين يرى المرء امرأة تعجبه يفرح إن لم يغض بصره، فإن تحدث معها في أمور خاصة فهو قراره، وبعدها تفرز هرمونات الحب، ويقول حسني إن باستطاعة المسلم أن يوقف سيل هذه الهرمونات بـ "قطع العلائق" فلا يتحدث معها مرة أخرى وبذلك يحمي نفسه من خيانة زوجها ويحميها أيضًا من نفسها.
بنفس الشيء ينصح وسام سائله، قائلًا إن عليه أن يكتم شعوره، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدًا"، مؤكدًا أن جهاده في دفع هذا الشعور ومجاهده نفسه في هواها هو الجهاد الأكبر.
أما مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء ومستشار فضيلة المفتي، فيضيف على ذلك أن على الرجل ألا يتدخل إطلاقا في علاقة امرأة بزوجها، حتى إن كانت علاقتها سيئة به قبل أن يعرفها، فيصبر ولا يتدخل إطلاقًا، حتى إن طلقت منه، وأوضح عاشور أن حدوده في ذلك انتظار فترة انتهاء العدة ثم خطبتها بعد ذلك، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " نهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يَبيعَ بَعضُكم على بيْعِ بَعضٍ، ولا يَخطُبَ الرَّجلُ على خِطبَةِ أخيه، حتَّى يَترُكَ الخاطِبُ قَبلَه أو يَأذَنَ له الخاطِبُ".
فماذا لو طلبت الزوجة الطلاق من زوجها لأجل شخص آخر؟ يقول وسام إن المصيبة أكبر في هذه الحالة وما فعله الرجل الآخر من كبائر الذنوب إذ أن فاعله ملعون، لأنه فعل هذا التخبيب ليأخذها من زوجها، ونصح أمين الفتوى من وقع في مثل هذا الفعل أن يبادر بالتوبة...ولا ينتهي الأمر عند ذلك، إذ يؤكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الزوجة إن طلقت من أجل رجل أغراها بالزواج بعد أن تطلق من زوجها، فهذا أمر غير جائز، بل أن بعض العلماء قد ذهبوا إلى عدم جواز زواجها من هذا الشخص تحديدًا.
من ناحية أخرى فإن حب المرأة لرجل متزوج يدور في سياق آخر، إذ إنه يجوز للرجل أن يجمع بين زوجتين أو ثلاث أو أربع شرعًا، وبناء على ذلك يجيب الدكتور أحمد وسام على سؤال حول حكم إخبار المرأة لرجل متزوج بأنها تحبه، مع الاكتفاء بإخباره فقط، فيقول وسام إن هذه مسألة أعراف والمرأة قد جبلت على الحياء، مشيرًا إلى أن المرأة حين ترغب في ذلك "تعرض" فقط بالكلام، حيث جعل الله سبحانه وتعالى لها في مثل ذلك ما يسمى بالعرائض وهي التعريض بالكلام من غير تصريح مراعاة لحيائها، فهي تعرض بالحب ولا تصرح به.
فيديو قد يعجبك: