لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نور الدين الشهيد.. خير تركة خلفها عماد الدين زنكي

06:19 م الخميس 31 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

- الصانع الحقيقي لنصرٍ لم يره

عُرف بحُسن سيرته وعدله وتدينه.. كان قائدا شجاعا، وضع نصب عينينه منذ تولي الحكم تحرير بلاد المسلمين واستردادها من أيادي الصليبيين وتوحيدها تحت راية الإسلام.. أطلق عليه "نورالدين الشهيد" على الرغم من وفاته على فراش المرض .. كان يطلب من الله دائما النصر من أجل الدين وليس لأسباب شخصية، إنه القائد العظيم: "نورالدين زنكي".

قال عنه ابن الأثير: "قد طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإِسلام وفيه إلى يومنا هذا، فلم أر بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز أحسن سيرة من الملك العادل نورالدين"، كما وصفه أيضا بأنه: " كان يتحرى العدل وينصف المظلوم من الظالم كائناً من كان، القوي والضعيف عنده في الحق سواء، فكان يسمع شكوى المظلوم ويتولى كشف ذلك بنفسه، ولا يكل ذلك إلى حاجب ولا أمير، فلا جرم أن سار ذكره في شرق الأرض وغربها".

كما تحدث عنه ابن كثير في البداية والنهاية قائلا: "كان يقوم في أحكامه بالمعاملة الحسنة واتباع الشرع المطهر، وأظهر ببلاده السنة وأمات البدعة".

هو (الملك العادل أبوالقاسم نورالدين محمود ابن عماد الدين زنكي) المشهور باسم "نورالدين الشهيد"، وهو الابن الثاني لعماد الدين زنكي بن آق سنقر، "فكان خير تركة خلفها عماد الدين زنكي، ولد نورالدين محمود بعد نحو 20 عاما تقريبا من سقوط القدس في أيدي الصليبيين في (51 هـ - 1118 م)، وطوال 28 عاما من حكمه في الفترة من ( 1146 إلى 1174 م)، وضع هدفا نصب عينيه ألا وهو تحرير بلاد المسلمين واستردادها وتوحيدها تحت راية الإسلام، واستكمال ما بدأه والده الشهيد، آخذا بالأسباب من إعداد العدة والعتاد وتوحيد المسلمين، وبعد وفاة والدته انفرد هو بحكم حلب، واستقر أخوه سيف الدين غازي بالموصل، وفقا لما جاء في (معجم الفردوس) لمهند عبدالرزاق الفلوجي.

- توسيع رقعة الدولة الإسلامية

ظل نورالدين يكافح ويعمل جاهدا على تحرير بلاد المسلمين وتوحيدها تحت راية الإسلام، فتمكن من ضم العديد من المدن والمقاطعات وتمكن من توسيع رقعة الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق، فتمكن من ضم الرها ودمشق وشيرز التي تقع على الخطوط التجارية بين حلب ودمشق وحمص‎، كما ضم بعلبك وحران وقلعة جعبر والموصل، وغيرها من المدن مترامية الأطراف، كما استطاع أن يستميل الكثير من القوى الإسلامية المتعددة حتى يتمكن من مواجهة العدو الصليبي، حيث كان يسعى منذ بداية استلامه لإمارة حلب لإنهاء جميع معاقل الصليبيين في بلاد الشام، وكان يهدف إلى تحرير القدس.

وبالفعل توالت هزائم الصليبين على يد نورالدين محمود بعد فرض سيطرته على الكثير من حصونهم، وأدركوا حينها أنهم أمام رجل لايقل كفاءة عن أبيه عماد الدين زنكي، وبعد حروبه مع الصليبيين بدأ يفرض سيطرته ونفوذه على الكثير من الحصون والبلاد المجاورة كطرابلس وتمكن من ضم مصر والموصل ودمشق.

- منبر نورالدين أو منبر صلاح الدين الأيوبي

كان قائدا عادلا معروف عنه حسن السياسة، فهو الصانع الحقيقي لنصر حطين، على الرغم من أنه لم يره بعينيه، لكنه كان مؤمنا بالنصر، لدرجة أنه أمر ببناء منبر عام 1168 م، ليضعه في المسجد الأقصى بعد أن يفتح المدينة وقد صنع هذا المنبر في دمشق بواسطة مهرة الحرفيين من دمشق وحلب، لكنه مات قبل ذلك، ثم تم نقله بالفعل إلى القدس بعد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي ودعي هذا المنبر فيما بعد بمنبر صلاح الدين، وقد ظل هذا المنبر في المسجد الأقصى حتى يوم 21 أغسطس 1969 م عندما أحرقه صهيوني اسمه مايكل روهان، وفقا لما جاء في: (مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ) لجهاد الترباني.

- تدينه وزهده

كان متدينا زاهدا حيث "كان يصلي كثيرا بالليل وحكي عنه أنه يصلي فيطيل الصلاة، وله أوراد في النهار، فإذا جاء الليل وصلى العشاء نام، ثم يستيقظ نصف الليل، ويقوم إلى الوضوء والصلاة والدعاة إلى بكرة، ثم يظهر للركوب ويشتغل بمهام الدولة"، كما "كان حسن الخط كثير المطالعة للكتب الدينية، متبعاً للآثار النبوية، محافظاً على الصلوات في الجماعات، كثير التلاوة، محباً لفعل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصداً في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل: إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلا نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يسمع منه كلمة فحش قط، في غضب ولا رضا، صموتاً وقوراً". وفقا لما ذكره ابن كثير في: (البداية والنهاية).

وكان لا يلبس الحرير، وكان يأكل من كسب يده بسيفه ورحمه، وكان يدعو الله دائما ويقول: " اللهم انصر دينك ولا تنصر محموداً"، وكان يدعو أيضاً قائلا: "إنك يا رب إن نصرت فدينك نصرت، فلا تمنعهم النصر بسبب محمود إن كان غير مستحق للنصر".

- وفاته

توفى نورالدين زنكي على فراش المرض في (569 هـ - 1174م)، وهو في عمر التاسعة والخمسين، ودفن في البيت الذي كان ملازما فيه في قلعة دمشق، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق، وفقا لما جاء في: (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) لابن خلكان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان