خاص| أحمد كريمة: الالتزام بالتطعيم ضد "كورونا" يندرج تحت طاعة ولي الأمر
كتبت – آمال سامي:
بعد إعلان توافر لقاح كورونا عالميًا، انقسمت ردود الأفعال العالمية ما بين مؤيد للتطعيم ضد فيروس كورونا وبين معارض، حتى اعلنت بعض من الشخصيات العامة رفضهم لتناول اللقاح، بينما شكك البعض في جدواه، وعقب إعلان وزارة الصحة الخميس الماضي وصول أولى شحنات لقاح فيروس كورونا المنتج بواسطة شركة صينية بمطار القاهرة الدولي، وتأكيد وزارة الصحة أن أولوية توزيع اللقاح ستكون بداية للعاملين بالقطاع الصحي خاصة العاملين بمستشفيات العزل والصدر والحميات ومرضى الأورام والفشل الكلوي، ساد الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا ما بين مؤيد لتناول هذا التطعيم وما بين معارض حتى بين الأطقم الطبية... فما حكم الشرع إذا رفض البعض تناول هذا التطعيم؟
في تصريح خاص لمصراوي، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه في حالة دعت الجهة المختصة بذلك، وهي وزارة الصحة، المواطنين إلى التطعيم فيجب الاستجابة لهذه الدعوة، لأن المحافظة على النفس البشرية واجب، فقال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، وقال: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وقال: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام".
وأكد كريمة أن الالتزام بالتطعيم يندرج تحت طاعة ولي الأمر، مستشهدًا بقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ }، وأوضح كريمة أن التخلف عن التطعيم يكون غير جائز إذا دعت إليه وزارة الصحة فقط، ففي هذه الحالة يجب طاعتها أما إذا لم تدع وزارة الصحة لذلك فالأمر "مباح" من يريد أن يفعله فله ذلك ومن يمتنع فله ذلك أيضًا.
وأشار كريمة إلى أن الأمر سيختلف أيضًا إذا دعت وزارة الصحة للتطعيم، ما بين كون هذا التطعيم مجانيا أو بمقابل مادي، فقد يكون بمبلغ يفوق قدرات المواطن العادي، وأكد كريمة أن الأمور يجب أن تكون واضحة حول ما إذا كان التطعيم مجاني أو بمقابل مادي حتى يكون الحكم الشرعي دقيقًا، فإذا كان بمقابل مادي فسيرجع ذلك لطاقة الناس وقدراتهم المادية.
هل يتعارض التطعيم ضد الأمراض مع الإيمان بالقدر؟
من ناحية أخرى يرى البعض أن المرض إرادة الله ولا يحتاج لا إلى تطعيم ولا إلى علاج وتداوي حتى، وهو ما رد عليه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في فتوى سابقة له مؤكدًا أنه بالفعل الشفاء بيد الله إلا أن العلاج سنة مندوبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلاَّ الْمَوْتَ وَالْهَرَمَ".
وأكد جمعة في فتواه المنشورة بموقع دار الإفتاء المصرية الرسمي، أنه إذا فرض ولي الأمر العلاج للوقاية على عموم الناس كشأن تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال أو نحوه؛ فإنه يجب وجوبًا عينيًّا على كل الناس أن تمتثل لهذا الأمر، فيقول جمعة أن لِوَلِي الأمر تقييدَ المباح والأمرَ بالمندوب على سبيل الوجوب لتحقيق المصالح التي يراها، "وحينئذٍ فلا يجوز التعلل بالأصل من كون الشفاء بيد الله وأن العلاج مندوب لمخالفة هذا الأمر".
ويعلق الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية، في كتابه "الأربعون الصحيحة من الأحاديث النبوية" على الحديث الذي ذكره في بداية كتابه أن التداوي لا يتعارض مع الإيمان بالقدر، فالحديث يدل بشكل واضح على مشروعية التداوي من الأمراض امتثالًا للأمر النبوي، وقد قال تعالى: {آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.
اقرأ أيضاً..
- مات أبي بفيروس كورونا وعليه دين.. فهل يجب علينا قضاؤه؟.. البحوث الإسلامية يرد
فيديو قد يعجبك: