النابلسي يروي قصة موقف بين الإمام الشافعي والإمام أحمد وابنته
كتبت- سماح محمد:
نشر الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي - عضو رابطة علماء الشام - قصة لما كان عليه السلف الصالح من الأحوال في قضاء الليل ما بين العمل والعبادة لخدمة أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، اللافت في القصة أن أبطالها من كبار علماء الأمة بين الإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعى رحمة الله عليهما وعلى التابعين.
قال النابلسي، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: في ذات يوم زار الإمام الشافعي الإمام أحمد بن حنبل في داره، وكانت للإمام أحمد ابنة صالحة تقوم الليل وتصوم النهار، وتحب أخبار الصالحين والأخيار، وكانت تتمنى أن ترى الإمام الشافعي لتعظيم أبيها له.
فلما زارهم الإمام الشافعي فرحت البنت بذلك، طمعاً أن ترى أفعاله وتسمع مقاله، وبعدما تناول طعام العشاء قام الإمام أحمد إلى صلاته و ذكره، والإمام الشافعي مستلقٍ على ظهره، و البنت ترقبه إلى الفجر وهو على هذه الحال!!
وفي الصباح قالت بنت الإمام أحمد لأبيها: يا أبتاه، أهذا هو الشافعي الذي كنت تحدثني عنه ؟
قال: نعم يا ابنتي
فقالت : سمعتك تعظِّم الإمام الشافعي، وما رأيت له هذه الليلة لا صلاةً ولا ذكراً ولا ورداً ؟!
وقد لا حظت عليه ثلاثة أمور عجيبة !!!
فقال : وما هي يا بنية ؟
قالت :
- إنه عندما قدمنا له الطعام أكل كثيراً على خلاف ما سمعته عنه.
- وعندما دخل الغرفة لم يقم ليصلي قيام الليل.
- وعندما صلى بنا الفجر صلّى من غير أن يتوضأ !!
فلما طلع النهار وجلسا للحديث ذكر الإمام أحمد لضيفه الإمام الشافعي ما لاحظته ابنته .
فقال الإمام الشافعي رحمه الله:
- يا أبا محمد، لقد أكلت كثيراً لأنني أعلم أن طعامك من حلال، وأنك كريم وطعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء، وما أكلت لأشبع وإنما لأتداوى بطعامك .
- وأما أنني لم أقم الليل، فلأنني عندما وضعت رأسي لأنام، نظرت فكأن أمامي الكتاب و السُنَّة، ففتح الله عليّ َباثنتين وسبعين مسألة من علوم الفقه، رتبتها في منافع المسلمين، فحال التفكير بها بيني وبين قيام الليل .
- وأما أنني صليت بكم الفجر بغير وضوء، فوالله ما نامت عيني حتى أجدد الوضوء، لقد بقيت طوال الليل يقظاناً، فصليت بكم الفجر بوضوء العشاء .
ثم ودّعه ومضى؛ فقال الإمام أحمد لابنته: هذا الذي عمله الشافعي الليلة وهو نائم (أي مستلقٍ) أفضل مما عملته وأنا قائم.
فيديو قد يعجبك: