إعلان

بعد حملة "خليها تعنس".. تعرف على تيسير الزواج في الإسلام وكيف كان مهر بنت النبي

06:26 م الثلاثاء 05 فبراير 2019

حملة خليها تعنس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

تحت عنوان "خليها تعنس" انتشرت مؤخرا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي رافضة مغالاه الأهالي في المهور والتجهيزات والطلبات التي يطلبونها من الشاب عند التقدم لزواج ابنتهم، حيث لا يستطيع الشاب تحمل نفقات الزواج التي يصعب عليه في مقتبل حياته أن يوفرها.

ولاقت هذه الحملة رواجا كبيرا وردود فعل مختلفة بين مؤيد للفكرة ورافض إياها، ووسط الجدل المثار حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا.. يلقي مصراوي الضوء على الزواج في الإسلام، وكيف ضرب الرسول – صلوات الله عليه – خير نموذج في عدم المغالاه والتكلف في نفقات الزواج؟

يقول الله تعالى في سورة الروم (أية: 21): {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

فالزواج هذا الرباط المقدس الذي جعله الله تعالى سكنا للزوجين، قائم أساسا على التراحم والمودة والحب، وقد حث نبي الله – عليه الصلاة والسلام – على الزواج ونصح به، وأكد على ذلك في الكثير من أحاديثه الشريفة:

فعن أبي حاتم المزني عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات) – صحيح الترمذي.

وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه -: (إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي) – صحيح الجامع.

وعن أم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (النكاح سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإن الصوم له وجاء) – صحيح الجامع.

- خاتما من حديد.. أو شيئا من القرآن !

وقد ضرب رسول الله – صلوات الله عليه – خير نموذج، يروي سهل بن سعد الساعدي – رضي الله عنه – : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني وهبت منك نفسي، فقامت طويلا، فقال رجل: زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة، قال: هل عندك من شيء تصدقها؟ قال: ما عندي إلا إزاري، فقال: إن أعطيتها إياه جلست لا إزار لك، فالتمس شيئا، فقال ما أجد شيئا، فقال: التمس ولو خاتما من حديد، فلم يجد، فقال: أمعك من القرآن شيء؟ قال: نعم سورة كذا، لسور سماها، فقال: زوجناكها بما معك من القرآن) - صحيح البخاري.

- 480 درهما !

حتى إن رسول الله – عليه الصلاة والسلا م – ضرب أروع نموذج على ذلك عند زواج ابنته السيدة فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – المحببة إلى قلبه لم يطلب الكثير، فقد كان مهر السيدة فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – ابنة أفضل خلق الله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – عندما تزوجت من سيدنا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -، 480 درهما ثمن درع سيدنا علي كان قد أهداه إليه رسول الله – صلوات الله عليه - يوم بدر، فقد باعه ليمهرها، واشتراه منه سيدنا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بهذا الثمن.

فهو مهر بسيط ويسير وقليل، حيث ابتاع بنصف المهر روائح وعطورا للسيدة فاطمة وابتاعت بعض الحاجات بالنصف الآخر، وكان جهازها خميلة ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحاءين، وسقاء، وجرتين، وفقا لما جاء في كتاب (قصة حب) للداعية مصطفى حسني، و(مؤمنات خالدات) لخنساء حسن النعيم.

"وفي يوم زواجهما قدم النبي لأصحابه طبقا مليئا بالتمر لأصحابه وضيوفه الكرام، وفي ليلة البناء كان سيدنا علي – رضي الله عنه – قد وفق إلى استجئار منزل خاص يستقبل فيه عروسه الزهراء – رضي الله عنها – بعد تجهيزها، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف"، وفقا لما جاء في (مؤمنات خالدات) – المصدر السابق ذكره.

- رسالة لكل أب :

فزواج السيدة فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – وسيدنا علي – رضي الله عنه - كان خير مثال على عدم المغالاه والتكلف.

يشار إلى أن الشيخ الشحات عزازي إمام وخطيب مسجد السيدة نفسية في حلقة سابقة من برنامج (والذين معه) الذي يذاع على قناة الناس الفضائية كان قد وجه رسالة للأباء من خلال موقف زواج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء – رضي الله عنه قائلا-: "إذا كان هناك شاب أنت تعلم أخلاقه وتعلم أدبه، وكل يرغب في هذا الشاب ليكون زوجا لابنته لصلاحه، فليس هناك ما يمنع أن تخفف عنه"، مشيرا إلى أن النبي – صلى الله عليه وسلم- يرسي مبدأ لكل والد كيف يتخير الزوج الصالح لابنته حتى ولو تغاضى عن أمور كثيرة يقف عندها الناس، فمهر بنت رسول الله- سيدة نساء العالمين- درع لا تساوي دراهم معدودة.!

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان