المفتي السابق: هذا هو البرنامج الذي ارتضاه لنا ربنا سبحانه وتعالى
(مصراوي):
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ان ينبغي على القلوب المؤمنة ان تتطهر من كل خلق ذميم وأي فعل قبيح مثل الكذب والحقد والحسد، واستشهد بقول الله تعالى : { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِن الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }، مؤكدا أن هذا هو البرنامج الذي ارتضاه لنا ربنا سبحانه وتعالى: أن نقرأ الكتاب وأن نستهدي به، وأن نقيم الصلاة وأن نتمسك بها، وأن نُكثر من ذكر الله تعالى حتى تطمئن القلوب { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }.
وكتب فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أن تطهير القلب من الأخلاق الذميمة بأن تُخَلِّى قلبَك من القبيح ثم بعد ذلك تُحَلِّى قلبك بالصحيح. القبيح : الكِبْر والحقد والحسد، عدم الرضا، عدم التسليم، التعلق بالدنيا تملأ قلبك فتحجبك عن الله وبينك وبين الله سبعون حجاب. الله ليس بمحجوب فلا يَحْجُبُه شيئا لأنه أوسع من كل شئ، المحجوب هو أنت فيجب ألا تَظَلَّ وراء الحجب ، فأنت المحروم لأنه قَيُّومُ السماوات والأرض، لا يحتاج إليك وأنت تحتاج إليه سبحانه وتعالى لا يَضُرُّه منك شئ آمنت أو كفرت، وأنت يَضُرُّك أن يغضب عليك فى الدنيا والآخرة. فأنت فى حاجة إليه وهو ليس فى حاجة إليك، فلابد أن تسعى إليه وأن تُهَرْوِل إليه. هذا القلب بيتُ الرب سبحانه وتعالى والله أغنى الأغنياء عن الشرك لا يحبُّ الشريك. فإذا دخلت الدنيا القلب فتأكد أن الله لا ينظرُ إليك ؛ فليس فيه الله ، ولا يمكن الجمع بين الإثنين: إما أن تَبِيعَ نَفْسَكَ لله وإما أن يكون لك حول وقوة ونظر. {فاللهم لا تَكِلْنَا إلى أَنْفُسِنا طَرْفَةَ عَيْن} ومعنى دخولُ الربِّ القلب معناه التوكل عليه حق توكله. وليس معنى هذا تركُ العمل. بالعكس، فسوف تعمل ليل نهار. فقد كانوا فُرْسَانًا بالنهار رهبانا بالليل. العمل هنا اشْتَدّ. أما البطالة والعجز والكسل فلا يكون ذلك لله إنما يكون لشهوة جسدك وراحة بالك فيما تَظُنُّ أنه راحة، ولن ترتاح .. لن ترتاح أبدا بهذه الصفة. الراحة فى طاعة الله وإن أَتْعَبْتَ جسدَك، وأَسْهَرْتَ ليلك، وأَطْبَقْتَ نهارك، وسعيت كما أمرك الله سبحانه وتعالى لعبادته ولِعِمَارَةِ الأرض، ولتزكية النفس. فلا تكن بَطَّالا وعاهد الله سبحانه وتعالى وَفِرَّ إليه.
فيديو قد يعجبك: