لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"داعش" يلجأ إلى السلاح البديل

"داعش" يلجأ إلى السلاح البديل

"داعش" يلجأ إلى السلاح البديل

02:02 م الجمعة 04 مايو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: مرصد الأزهر

منذ أن أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، عن إقامة دولته المزعومة في عام 2014 على أرض سوريا والعراق، عبر الانتشار والتوسع على الأرض، استخدم ذلك التنظيم أسلحته كلها معًا لنقل فكره المختل إلى البلاد المجاورة وغيرها ممن تصل إليها يده الغادرة.

وفي سبيل ذلك اعتمد ضمن آلياته "الأداة الإعلامية" كمؤثر سريع وقوي، فانتشرت الكتب والمجلات، ومقاطع الفيديو والصوتيات، كلها تؤسس لأفكار التنظيم، وتهاجم كل من يخالف منهجه، وتضرب بالوقيعة بين أبناء الأمة الواحدة؛ سعيًا وراء تحقيق هدف منشود لا يعدو كونه أحلام يقظة.

ولعل المتابع لنشاط "داعش" يرى أنه أولى جميع أدواته وآلياته نفس القدر من الاهتمام، فساحة الإنترنت كساحة المعركة سواءٌ بسواء، هنا تُخاض المعارك والحروب، وهناك تنتشر الأفكار والسموم.

لم يتوان التنظيم لحظة عن بث ونشر لقطات انتصارات زائفة له في فضاء الشبكة العنكبوتية؛ إيمانًا منه بأن هذا النشر يضمن أتباعًا جددًا ويثير الرعب في نفوس المتلقين، ويضخم إمكانات وحجم هذا التنظيم.

ولا يخفى على من يتابع نشاطات التنظيم، أن الخسائر الجسدية على أرض المعركة قد أوجعته، وجعلت أدواته البشرية أقل مما يزعم ويدعي، وخسائر التنظيم في الأنفس باتت واضحة جلية، بما لا يمكن معه استمرار الاشتباكات العسكرية على الأرض.

ومن هنا، تغيرت إستراتيجيات التنظيم، وبدأت عملية البحث عن بديل يغطي الفشل العسكري والخسائر الفادحة، التي مُني بها على أرض المعركة.

وكان مرصد الأزهر قد تنبأ سابقًا في أكثر من مقال له، انحسار "داعش" عسكريًّا وانتشاره إعلاميًّا على فضاء الإنترنت؛ لتجميع وتجديد الدماء في عروق هذا التنظيم الذي شعر بخطورة موقفه الحالي.

ولأن الخسائر التي أصابت التنظيم لم تكن في الأرواح فقط، وإنما أيضًا في التمويل والتسليح؛ فكان لا بد من سلاح بديل يضمن بقاء هذا الجسد المترنح على أرض المعركة، حتى وإن كانت معارك وهمية أوشكت أن تنتهي في بؤر معينة، أو أن ينتقل نشاطها إلى أماكن أخرى يستطيع التنظيم أن يحقق فيها أهدافًا جديدة.

جاء هذا السلاح البديل في صورة "الأداة الإعلامية"، التي أولاها التنظيم في الآونة الأخيرة عناية خاصة، علاوة على غيرها من الأدوات على عكس عادته في العمل على كل الملفات بالتوازي، فقد نشر التنظيم مؤخرًا مقطعًا مرئيًا بعنوان "إليك أيها المناصر"، يحمل رسالةً واضحةً قويةً إلى كل المؤمنين بفكره في أنحاء العالم، بشحذ الهمم وتوجيه النظر نحو الحروب الإلكترونية.

وكانت هذه الرسالة واضحة في المشهد الذي تكرر كثيرًا في ذلك المقطع، الذي يعرض شابًّا لا تظهر ملامحه، بجواره جهاز "لاب توب" ينتشر منه الضوء في الصورة كلها، في إشارة إلى أن هذا السلاح (الإلكتروني) هو الذي يحل بديلًا مؤقتًا عن السلاح العسكري والبشري.

وفي الخطاب الذي وجهه التنظيم للمناصرين لفكره، صورة أخرى من توظيف الدين كعنصر رئيسي في دعم أدوارهم المتغايرة التي يؤدونها، كما أكد الخطاب أن أي نصر يحرزه المناصرون له على الأرض، هو نصر أحرزه الإعلاميون الدواعش بالمشاركة كذلك.

كما ضم هذا المقطع المرئي التأكيد على أن يقوم المناصرون والمؤمنون بفكره، بالعكوف على وسائل التواصل الاجتماعي كمواقع فيس بوك، وتويتر، لنشر وترويج أفكار التنظيم لكسب أعضاء جدد.

وفي خطوة جديدة، حث التنظيم أتباعه أيضًا في هذا المقطع على عدم تصديق الأخبار التي تنشر عن التنظيم، إلا التي تُنشر عبر منصاته الإعلامية الرسمية التي ذكرها تحديدًا وتفصيلًا بالاسم، وغير خافٍ أن هذه الخطوة ما هي إلا محاولة بائسة من التنظيم ليحفظ لأتباعه تماسكهم النفسي، بعدما حاقت بهم الهزائم الحسية والمعنوية على حد سواء.

كل هذا يؤكد رؤية المرصد الاستباقية التي أشار فيها إلى أن "داعش" سينحسر على الأرض قليلًا، ليدشن نفسه إعلاميًّا ويعود للظهور في بؤر أخرى غير التي هزم فيها.

ومن الجدير بالملاحظة أن هذا المقطع هو الأول من نوعه الذي يخاطب فيه التنظيم "المناصر"، بعد أن كانت إستراتيجيته في توجيه خطاباته، تستهدف بالدرجة الأولى أتباعه وأفراده، وفي هذا إشارة واضحة إلى ضعف التنظيم وفقره وقلة أفراده وأتباعه، وأنه بدأ بالفعل إستراتيجية تجنيد واستقطاب أعضاء جدد يؤمنون بالفكر التكفيري.

* نقلا عن مرصد الأزهر - وحدة اللغة العربية

إعلان

إعلان

إعلان