زيد بن نفيل.. الحنيفي الذي آمن بالنبيّ ولم يُدرك بعثته وبُشّر بالجنة
كتب – هاني ضوه :
مع قرب مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشريف أو بعده بقليل، تحدثت كتب التراث عن ظهور الكثير ممن يتحدثون عنه (ص) وعن آله، وتوالت بشاراتهم، واليوم يتوقف مصراوي أحد المبشرين بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته الشريفة، فكان من ضمن هؤلاء زيد بن نفيل، الذي كان على الحنيفية دين أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وكان ينتظر ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويؤمن به، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقابله إلا أنه قد مات قبل البعثة النبوية.
وزيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي هو والد سعيد بن زيد رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن زيد بن نفيل عندما ذكره ابنه "لقد رأيته في الجنة يسحب ذيولًا”.
وذكر الإمام السهيلي في كتابه "الروض الأنف" أن زيد بن نفيل قد علم بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين عندما "خرج يطلب دين إبراهيم عليه السلام ويسأل الرهبان والأحبار حتى بلغ الموصل والجزيرة كلها، ثم أقبل فجال الشام كله حتى انتهى إلى راهب بميفعة من أرض البلقاء، كان ينتهي إليه علم أهل النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم فقال إنك لتطلب دينًا ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، ولكن قد أظل زمان نبي يخرج من بلادك التي خرجت منها، يبعث بدين إبراهيم الحنيفية فالحق بها، فإنه مبعوث الآن هذا زمانه وقد كان شام اليهودية والنصرانية، فلم يرض شيئًا منهما، فخرج سريعًا، حين قال له ذلك الراهب ما قال يريد مكة، حتى إذا توسط بلاد لخم، عدوا عليه فقتلوه - فقال ورقة بن نوفل بن أسد يبكيه رشدت، وأنعمت ابن عمرو، وإنما تجنبت تنورًا من النار حاميًا بدينك ربًا ليس رب كمثله، وتركك أوثان الطواغي كما هيا، وإدراكك الدين الذي قد طلبته ولم تك عن توحيد ربك ساهيًا، فأصبحت في دار كريم مقامها تعلل فيها بالكرامة لاهيا تلاقي خليل الله فيها، ولم تكن من الناس جبارا إلى النار هاويًا”.
وممن ذكر إيمان زيد بن نفيل كذلك الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" حيث قال عنه: "لقد اعتزل الأوثان، وفارق الأديان من اليهود والنصارى والملل كلها، إلا دين إبراهيم، يوحد الله ويخلع من دونه. كما أنه حرّم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهل به لغير الله من ذبائح تذبح على النصب”.
وكان زيد بن نفيل يصلي إلى القبلة (الكعبة) التي هي قبلة نبي الله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد قابل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه مات قبل أن يبعث عليه الصلاة والسلام وعلى آله، وهو ما ذكره الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" حيث قال: "روى محمد بن سعد والفاكهي من حديث عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب قال: قال لي زيد بن عمرو: إني خالفت قومي، واتبعت ملة إبراهيم وإسماعيل وما كانا يعبدان، وكانا يصليان إلى هذه القبلة، وأنا أنتظر نبيًا من بني إسماعيل يبعث، ولا أراني أدركه، وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، وإن طالت بك حياة فأقرئه مني السلام. قال عامر: فلما أسلمت أعلمت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بخبره قال: فرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه السلام وترحم عليه، وقال: ولقد رأيته في الجنة يسحب ذيولًا".
فيديو قد يعجبك: