لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف أصبح البيت الذي ولد فيه النبيّ الأعظم؟

02:11 م الخميس 15 نوفمبر 2018

البيت الذي ولد فيه النبيّ

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

تحظى الأماكن التي ارتبطت بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم باهتمام كبير واعتناء من قبل العلماء والناس على مر التاريخ، ومن بين تلك الأماكن الدار التي شهدت ميلاد النور سيدنا محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شعب أبي طالب حيث اهتم حكام المسلمين على مر التاريخ بالعناية بها وترميمها.

والدار التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقع في شرق الساحة الشرقية للمسجد الحرام من جهة الصفا بسوق الليل، وأصل هذه الدار كما ذكر الإمام الأزرقي في كتابه "أخبار مكة" كانت ملك لعبدالله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال الأزرقي: "سمعت جدي ويوسف بن محمد يثبتان أمر المولد، وأنه ذلك البيت لا اختلاف فيه عند أهل مكة".

وذكر كذلك أنه: "لما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أخذه عقيل بن أبي طالب ولم يزل بيده وبيد ولده حتى اشتراه محمد بن يوسف من أحدهم، فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء فلم يزل ذلك البيت في داره حتى حجت الخيزران أم الخليفتين موسى وهارون فجعلته مسجدًا يصلى فيه، وأخرجته من الدار، وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدار ويقال عنه "زقاق المولد".

وكان في هذا المسجد موضع مثل التنور الصغير يقولون: إن هذا مسقط رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي المكان الذي ولد فيه حسبما ذكر الخوارزمي في كتابه: "إثارة الترغيب والتشويق إلى تاريخ المساجد الثلاثة والبيت العتيق".

وعن البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الإمام الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك": "ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين عام الفيل لاثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول، وقيل إنه ولد صلى الله عليه وسلم في الدار التي تعرف بدار ابن يوسف، وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد وهبها لعقيل بن أبي طالب، فلم تزل في يد عقيل حتى توفي، فباعها ولده الى محمد بن يوسف، أخي الحجاج بن يوسف، فبنى داره التي يقال لها دار ابن يوسف، وأدخل ذلك البيت في الدار، حتى أخرجته الخيزران فجعلته مسجداً يصلى فيه".

وقد اهتم بهذه الدار وقام بترميمها عدد من حكام المسلمين عبر التاريخ منهم الخليفة العباسي الناصر لدين االله عام 576 هـ الموافق 1180م، والملك المظفر يوسف الرسولي صاحب اليمن عام 666 هـ الموافق 1268م، ثم حفيده السلطان المجاهد عام 740 هـ الموافق 1339م، ثم الأمير شيخون المملوكي، ثم يلبغا الخاسكي عـام 766 هـ الموافق 1365م، ثم الملك الظاهر برقوق عام 802 هـ الموافق 1400م.

أما في الحكم العثماني فقد أعاد السلطان سليمان القانوني بناءها عام 935 هـ الموافق 1529م، ثم جدد عمارتها السلطان محمد خان بن مراد خان عام 1009 هـ الموافق 1600م، كما يتضح في رسم يدوي عمله الرحالة شورشوار سليدي عام 1327 هـ الموافق 1909م الذي اختار لنفسه اسم محمود مبارك.

وقد هدم هذا المسجد الذي بني مكان البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبنيت في مكانه مكتبة عامة في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود سنة 1370هـ - 1951م، وتعلوها لوحة كتب عليها "مكتبة مكة المكرمة".

ونشرت حينها صحيفة البلاد السعودية في عددها رقم 998 للسنة الخامسة عشرة الصادر يوم الأحد 25 جمادى الأول 1370هـ، الموافق 4 مارس 1951، خبراً تحت عنوان: "مدرسة ومكتبة في الأماكن التاريخية". يقول الخبر: "تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الملك عبد العزيز فمنح سعادة الشيخ عباس قطان الأرض البيضاء المعروفة بدار السيدة خديجة زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها، لإقامة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم على أنقاض هذه الدار، كما تفضل فمنحه أيضاً المكان الذي ولد فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لبناء مكتبة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه، ويشرع هذا الأسبوع بالبناء حسب التصميم الذي وضع لذلك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان