حكاية رانيا العلول التي كانت سببًا في السماح بالحجاب في محاكم كندا
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب – هاني ضوه :
في انتصار جديد لموجات الكراهية والإسلاموفوبيا التي تجتاح الغرب تجاه المسلمين والمظاهر الإسلامية، قضت أعلى هيئة قضائية في مقاطعة كيبيك الكندية، أمس الأربعاء، بأنه لا يحق لقاضٍ أن يرفض الاستماع إلى إفادة امرأة بسبب ارتدائها الحجاب.
وأقر الحكم، الذي صدر بإجماع قضاة المحكمة، أنه بإمكان أي مواطن ارتداء أي ملابس تقضي بها ديانته في قاعة محكمة إذا كانت «معتقداته الدينية صادقة»، وطالما أنها لا تولد «تضارباً مع الحقوق الدستورية لشخص آخر»- وفق وكالة أنباء "أ.ش.أ" وموقع سكاي نيوز.
وفي هذا التقرير يرصد مصراوي قصة هذا الحكم، والسبب الذي أثار هذه القضية:
تعود أحداث هذه القصة إلى عام 2015 عندما طردت قاضية في محكمة مواطنة كندية مسلمة من أصل فلسطيني تدعى رانيا العلول، خلال جلسة محاكمة جلسة محكمة عام 2015 بسبب ارتدائها الحجاب.
وسألت القاضية رانيا العلول: "لماذا تضعين هذا المنديل على رأسك؟"، فجاء ردها: "لأنني مسلمة"؛ لتعلن القاضية رفع الجلسة، ولم تعد إلا بعد ثلاثين دقيقة، وفق ما روته وسائل إعلام محلية.
وبعد عودتها وجهت القاضية مارينغو خطابها إلى السيدة رانيا بعد عودتها، وأكدت لها أنه "لا مكان للرموز الدينية داخل المحاكم، فهي لا توجد على الجدران، ولا على الأشخاص".
واسترسلت القاضية قائلة: "القبعات، ونظارات الشمس، مرفوضة داخل قاعة المحكمة، ولا أرى كيف يكون العكس بالنسبة للمنديل"، لتختم قولها بأنها "تريد تطبيق نفس القواعد على الجميع".
كانت العلول قد لجأت للمحكمة لاسترداد سيارتها التي تم احتجازها بسبب قيادة ابنها بدون رخصة قيادة، ولكن القاضية رفضت البت في القضية قبل أن تخلع رانيا العلول حجابها، وعندما رفضت أجّلت القاضية البت في القضية لأجل غير مسمى.
عقب ذلك شهدت مدينة مونتريال الكندية انتقادات واسعة بعدما فعلته القاضية مع العلول والتي عقدت مؤتمرا صحفيا مشتركا في مدينة مونتريال، مع محاميها "يوليوس جري"، وعدد من رؤساء المنظمات الإسلامية الداعمة لها، أعلنت من خلاله بدء حملة قانونية لإثبات حقها في المثول أمام القاضي في المحاكم الكندية وهي ترتدي حجابها.
وانتقد العديد من نشطاء حقوق الإنسان والسياسيين الكنديين، بمن فيهم جاستن ترودو، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للوزراء، موقف القاضية مارينغو التي لم تقدم أي اعتذار ولم يتخذ ضدها أي إجراء حتى الآن.
ووسط كل هذا بدأ عدد من النشطاء والمواطنين الكنديين حملة تبرعات لرانيا العلول أثمرت عن جمع ما يقرب من 52 ألف دولار كندي لشراء سيارة بديلة لها، لكنها رفضت هذه التبرعات بعد عودة سيارتها، واقترحت تخصيص المال لمنح دراسية.
ونشرت هيئة إذاعة الأخبار الكندية "سي بي سي" حينها أن العلول أعربت عن امتنانها للحملة والتي انطلقت لجمع المال لها لشراء سيارة جديدة بعد رفض المحكمة القاضية نظر قضيتها لتستطيع استرداد سيارتها المضبوطة.
وقالت العلول في حوار تليفوني من منزلها في مونتريال "الحجاب اختياري وعقيدتي"، وأضافت "تلقيت هذا الدعم من كل مكان لأنهم يعلمون أني أقول الحقيقة".
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على الواقعة، وجوله من الجلسات في المحكمة لإثبات حقها في ارتداء الحجاب داخل المحكمة، قضت أعلى هيئة قضائية بإجماع قضاتها بالسماح بارتداء الحجاب للمسلمات داخل قاعات المحاكم الكندية لتغلق الباب على أصحاب دعوات الكراهية والتمييز والإسلاموفوبيا.
فيديو قد يعجبك: