ما حكم ما ينزل من فرج المرأة بعد غسل الجنابة ؟
يجيب على هذه الفتوى أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية:
أولا: على المرأة أن تتطهر جيدًا وتغسل محل الجماع بعد الفراغ منه؛ لإزالة كافة الإفرازات وكل ما نزل منها أو من زوجها، وينبغي ذلك حتى تقطع الشك عن نفسها متى نزل منها شيء بعد ذلك، فبغسل موضع الجماع جيدًا تتيقن أنها قد أزالت المني منها، ويكون النازل بعد ذلك إفرازات عادية وليس منيًّا.
ثانيا: لو نزل منها منيها هي أو نزل من الرجل منيه بعد الاغتسال وجب الغسل مرة ثانية؛ لأن نزول المني يوجب الغسل، وقد نزل، وهو المختار في الفتوى، فقد ذهب الشافعية أنه إذا أمنى واغتسل، ثم خرج منه منيّ على القرب بعد غسله لزمه الغسل ثانيًا، سواء كان ذلك قبل أن يبول بعد المني أو بعد بوله؛ لما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْ الْمَاءِ)) أخرجه مسلم في صحيحه، ولم يفرق، ولأنه نوع حدث فنقض مطلقًا، كالبول والجماع وسائر الأحداث.
ثالثا: إذا كان النازل منها بعد اغتسالها مني الرجل بعد أن قضت شهوتها هي أيضا يجب الغسل مرة ثانية على المختار للفتوى، وهو مذهب الشافعية، وذلك بشرط أن تكون المرأة كبيرة وليست صغيرة، وقد قضت شهوتها أثناء الجماع، فإن قضاء الشهوة مظنة إنزال المني، تنزيلا للمظنة منزلة المَئِنَّة، فإذا قضت شهوتها أنزلت واختلط منيها غالبًا بمني الرجل، فيخرج معه، وأما الصغيرة فإنها لا تنزل أصلًا، أو النائمة مثلًا إذا جومعت فإنها لا تنزل؛ لعدم قضاء الشهوة.
رابعا: إذا شكت المرأة بعد الاغتسال في النازل هل هو مني أو غيره، فهي طاهرة، ولا تجب عليها إعادة الغسل اتفاقًا، ولكن الأولى الإعادة احتياطا؛ لأن اليقين لا يزول بالشك، وهي الآن متيقنة للطهارة باغتسالها وشكت في النازل منها، فهي متطهرة؛ لأن من تيقن الطهارة وشك في الحدث فهو متطهر، والأصل براءة الذمة، واستصحاب اليقين وطرح الشك، قال العلامة ابن عابدين (1 / 10): [فَلَوْ شَكَّتْ فِيهِ فَلا تُعِيدُ الْغُسْلَ اتِّفَاقًا؛ لِلاحْتِمَالِ، والأولى الإعادة. . . ].
فيديو قد يعجبك: