لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صورها طوال 3 سنوات.. العوامات السكنية ذكرى في كاميرا "حفني"

02:10 م الإثنين 04 يوليو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

تصوير-ماهر حفني:

حينما انسحبت تفاصيل الحياة العادية بفعل انتشار فيروس كورونا، لم يجد ماهر حفني وسيلة للتنفيس في أيامه سوى هوايته القديمة؛ أخذ الرجل السبعيني كاميراته وراح يتجول في محيط سكنه بمنطقة الزمالك. دار بين الشوارع والطرقات، التقط العديد من الصور، كانت البيوت القديمة و"العوامات" الراسية على ضفتي النيل أكثر ما جذبه، لكنه أبدًا ما تخيل أن ما أعتاد رؤياه لأعوام سيصبح ذكرى تطل من لقطاته المصورة.

نحو 50 صورة التقطها حفني للعوامات النيلية المصطفة على طول منطقتي العجوزة والكيت كات، اعتاد مُحب التصوير أن يقوم بجولتين أسبوعيًا حتى بعد بعودة الحياة لطبيعتها. يسير طويلاً ويجلس بعض الشيء "لما كنت أقعد في نادي نقابة المهندسين شوفت العوامات ولفت نظري شكلها رغم أني شوفتها زمان كتير".

1-00001

لم يكن مشهد العائمات النيلية غريبًا على حفني رغم التجديدات التي طالتها، يقول "زمان كانت العوامة سكن معروف للطبقات المجتمعية العالية وكانت حاجة عادية بنشوفها حتى في الأفلام". أعاد له تصوير "العوامات" زيارته لمنزل أحد زملاء الدراسة الجامعية "كان هو وأسرته ساكنين في عوامة أيام الستينات"، استعاد دهشته بينما يتأمل تفاصيل السكن العائم وأسئلته حينها "إزاي قادرين يعيشوا والشارع والنيل قريب منهم كده. بيشتروا حاجتهم إزاي؟".

على مدار ثلاثة أعوام ظل حفني يسعد بمشهد العوامات القديمة وذات الطراز الجديد، لم يعد هناك تساؤلات، أصبح يترك لنظره متسع للاستمتاع بما يرى ولكاميرته توثيق الصور، وكان في نفسه شيئًا يدفعه لمواصلة التصوير "حتت كتير بروحها بتتغير معالمها كنت بقول وراد ماتبقاش العوامات موجودة بعد كده لكن ماتخيلتش أن ده يحصل بالسرعة دي".

2-20200202

حزن حفني حينما علم قبل نحو 15 يومًا بقرار إزالة العوامات السكنية في منطقة إمبابة والكيت كات، أخرج ما التقطه من صور يتأملها، ثم عزم على إلتقاط المزيد، بل وزيارة بعضها ليلقي النظرة الأخيرة من الداخل هذه المرة بعد أعوام ظل يصور وقوفها الخارجي، يعلم الرجل السبعيني أن ما التقطه لن يعوض الحقيقة، لكن لعله يحفظ لمشهد النيل أثر ومعلم تركته تلك المباني السكنية المميزة الطلة.

فيديو قد يعجبك: