''وكان مساء وكان صباحا''.. نهاية العالم التي لم تحدث
كتب - رنا الجميعي:
هل يُمكن أن ينتهي العالم؟، هل يُحتمل أن تستيقظ يومًا وتجد أن ليس أمامك سوى أيام قليلة مع المقربين لك؟، أيام محدودة معروضة أمامك على الجدران تقوم بشطب كل يوم يمر، ترى أمام عينيك نهاية حياتك بوقت معلوم، والمُختلف هنا فقط أنك لن تنتهي بمفردك، ولكن الموت هنا جماعيًا، يشملك أنت وأسرتك والعالم بأكمله.
تلك الفكرة التي استند إليها الفيلم الإيطالي ''وكان مساء وكان صباح''، الذي عُرض بمهرجان القاهرة السنيمائي، في عرضين ليومين متتاليين، وهو العرض الأول في العالم العربي وأفريقيا، يجتمع أهل البلدة الصغيرة للاحتفال يوم 25 يناير، بعيد القديسة ''إيروسا'' حامية الأرض، وفي نهاية الاحتفال يجتمعوا بالمقهى لسماع الأخبار، والتي تنبأهم بانتهاء الأرض من خلال انفجار الشمس، وبانتهاء الأرض ينتهوا هم.
حالة من التخبط تسري بينهم، تلك الحالة التي تملي عليهم معرفة كل التفاصيل المحيطة بذلك الخبر الصادم، تدريجيًا مع توالي الأخبار يعلموا أن لديهم خمسين يومًا فقط، يعلمون بالتحديد الساعة التي سينفجر فيها الشمس ومعها نهايتهم.
ماذا بعد الخبر الصادم؟، يرصد الفيلم الحيرة التي تملأ أعينهم، التقرب الذي يريدونه من محبيهم، والصراحة التي كانت تختبأ قبلًا ظهرت، فالصمت ليس له متسع الآن، لذا رغبت ''آنا'' أن ترزق بمولود صغير من حبيبها ''مارسي''، وحاولت ''ليزا'' في التقرب أكثر من ''جياني''، كما أراد الرجل العجوز في الاعتراف بذنوبه الكثيرة للقسيس ''فرانشيسكو''.
موسيقى هادئة تتغلل مع أحداث الفيلم، أشبه بالحالة الصامتة التي يتسم بها أفراد البلد، ونظرات ذاهلة عن كل شئ إلا عن حساب الأيام الباقية، وهناك الرجل المنعزل عن البقية ويقولون أنه مجنون يخط أمام بيته الأيام وفي كل يوم يخرج يشطب على اليوم الفائت، حتى اليوم الأخير، يجتمع أهل البلدة أمام بيته، مع زجاجات النبيذ، يوزعون على بعضهم، يخرج الرجل ويشطب على اليوم المتبقي، فيما يعزف أحدهم بالجيتار، في عزاء أزاح الكلام وأوسع المكان للموسيقى فقط.
بينما كان يجتمع أهل القرية عند الرجل المجنون، كان الأصدقاء الأربعة والقسيس معهم يشهدون انفجار الشمس في مكان آخر، ذلك المكان الذي رغب ''مارسي'' و''آنا'' أن ينتهيا فيه، لأنه كان المكان الذي شهد لقائهما الأول، جلسوا على الأرض الخضراء، فيما أخذ ''فرانشيسكو'' يتلو عظة من الإنجيل تقول بنعمة المساء والصباح، النور والظلام، أغمضوا أعينهم لحظة الانفجار، اعتقدوا أنها اللحظة الأخيرة لكن ذلك لم يحدث، فقد كان باستطاعتهم فتح عيونهم مرة أخرى ومشاهدة الغروب، كأي يوم عادي آخر.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: