قصة طبيب زار ملاعب مصر في 24 ساعة
كتب- مصطفى الجريتلي:
شاهد اليوتيوبر المصري الشاب سيف تامر مقطع فيديو لمشجع بريطاني يحاول زيارة كل ملاعب كرة القدم بإنجلترا في 24 ساعة فقرر تنفيذ هذه التجربة ببلاده بأندية الدوري الممتاز.
استعان اليوتيور المصري الذي درس الطب في جامعة تشارلز بالعاصمة التشيكية، براغ، بشقيقه وبعض الأصدقاء للقيام بالرحلة فدرسوا الطرق- عبر خرائط غوغل- لتحديد الأقرب والأسهل والملاعب التي سيزورنها في رحلتهم، فيقول صاحب الـ24 سنة لمصراوي: "لم نذهب لملعبي فريقي أسوان ومصر للمقاصة لكونهم في صعيد مصر مما سيستغرق وقتاً طويلاً".
الأصدقاء الذين انطلقوا فجراً من عاصمة بلادهم، القاهرة، واجهوا عدة صعوبات فكانوا يقسمون ساعات القيادة بينهم البعض ليستطيعوا الحصول على أقساط من الراحة خلال رحلتهم بخلاف التقاط زوايا تصوير معينة لا تتسبب لهم في مشاكل مع مسؤولي الأمن المكلفين بحراسة كل ملعب؛ إذا كانوا يزرون كل ملعب ويتبادلوا الكرة بين أقدامهم ثم يلتقطون صوراً لتوثيق الأمر:
"تعرفنا على الكثير في كل مدينة واستمتعنا بالأجواء وربما هو الأمر الذي عطلنا قليلاً ولكننا في النهاية أنجزنا التحدي لتوصيل رسالة مفاداها لا للتعصب فكنا جميعاً ننتمي لأندية مختلفة".
الشاب المصري الذي يعيش في العاصمة التشيكية، براغ، وصل هو وأصدقائه إلى مدينة الجونة كأخر محطاتهم؛ حيث ملعب النادي الذي يحمل الاسم ذاته ولكنهم لم يستطيعوا الدخول والتقاط الصورة المعتادة أمام كل ملعب لعدم وجود أي حجوزات لهم داخل المدينة فاكتفوا بتوثيق وصولهم ومحاولتهم دخول المدينة عبر بوابتين قبل أن يُسمح لهم في الصباح الدخول للمدينة وزيارة ملعب فريق الجونة.
سيف الذي استلم نيابته بقسم النساء و التوليد، استعان ببعض مقاطع الفيديو من أصدقائه الخاصة بالمناطق التي يتواجد بها الملاعب ليدمجها خلال مقاطع الفيديو التي صورها وقام بعملية "المونتاج"لها بنفسه.
مقطع الفيديو الذي نشره على قناته بمنصة يوتيوب حصد قرابة 146 ألف مشاهدة ولكنه لم يكن المقطع الوحيد الذي حملت فكرته الملاعب فسبق وتواجد سيف بمدرجات منتخب الجزائر في مباراته بنهائي كأس أمم أفريقيا 2019 باستاد القاهرة في بلاده وانتهت بتتويجهم باللقب :"لم أكن مخططاً لأصور هذه الرحلة والتسلل لمدرجات الجزائر فكان ممنوعاً أن يجلس بينهم دون الجزائرين ولكنني وجدت الكاميرا معي فقررت تصوير التجربة فلم أكن لأذهب للاستاد وأجلس في مكان هاديء كما أن الحدث في بلدي ولم أتخلف عن أي مناسبة رياضية كبرى منذ كأس العالم 2014".
وهو مقطع الفيديو الذي تجاوزت مشاهداته 500 ألف ولكن صاحب الـ 24 عاماً لايريد التخصص في مجال بعينه رغم شغفه بالرياضة التي ظل يمارسها بنادي وادي دجلة في بلاده حتى رحيله لدبي في مرحلة الثانوية، فيقول لمصراوي :"ستجدني أصور مقاطع لتعليم اللغات التي أُجيد منها 8 ولكن بالطبع ليس بالإجادة ذاتها وستجد مقاطع أخرى عن يومياتي في التشيك وغيرها فهي مقاطع تعكس شخصيتي".
ويزور سيف بلاده خلال فترات إجازته بعدما غادرها لدبي في عمر 17، كما يمتلك حساب على منصة انستغرام يحمل اسم myegypt يقترب من 400 ألف متابع يرغب في أن يتحول لشركة تسوق للسياحة في بلاده وتتحول لعمل خاص له.
حلم سيف بتأسيس شركة لم يخطر في باله حين بدأ التقاط الصور خلال السفريات التي كان توفرها له أسرته وهو صغيراً ونشرها عبر حسابه بموقع انستغرام مع انتشاره في الوطن العربي قبل أن يقرر مواكبة التطور ونشر مقاطع فيديو عبر منصة يوتيوب.
ولكن يرى سيف أنه في وقت يتطلب منه أن يركز أكثر على العودة للسفر مرة أخرى وتوثيق رحلاته بمقاطع الفيديو ونشرها عبر منصة يوتيوب، معللًا في حديثه لمصراوي :"لقد منحت الطب ست سنوات من عمري وحان الوقت للحصول على راحة وإذا تمكنت من تحويل رحلاتي لـ (بيزنيس) فقد أنظر للطب ك(بيزنيس) وافتتح عيادات بالمشاركة مع أطباء آخرين وأحاول عمل اتزان بينهم مستقبلاً".
ويلقى مايقدمه سيف دعم أصدقائه وأسرته ولكنه في الوقت ذاته يتطلع للحصول على درجة الماجستير من بريطانيا:"القسم الذي أرغب في الالتحاق به سيُتيح لي فرصة أكثر للمشاركة في مؤتمرات بدول مختلفة وهو ما قد يساعدني أكثر حال حصولي على فرصة بتوثيق رحلات جديدة لي".
ورغم صغر سن سيف إلا إنه زار العديد من الدول؛ إذ عاش 7 سنوات في إسبانيا ؛ حيث كان يستكمل والداه دراستهما قبل أن يقضي قرابة 9 سنوات أو أكثر بمصر ومنها إلى دبي؛ حيث عمل والده، حتى وصل عدد البلاد التي زارها وتواجد بها 67.
وهو يتمنى حالياً أن يزور كل بلدان العالم:"أريد أن أكون أصغر عربي يقوم بذلك، سمعت من قبل أن هناك تونسي قام قبل ذلك بهذه التجربة ولكنني أريد السفر بكل دولة وعيش التجربة بداخلها ولا يقتصر الأمر على سفري لها فقط".
فيديو قد يعجبك: