كيف تصعد للدوري الممتاز بسهولة؟.. مصراوي يحاور أيمن المزين "عو الدرجة الثانية"

كتب - مصطفي جريتلي:

منذ أن وعى أيمن المزين على الدنيا وهو يهوى كرة القدم لينضم لصفوف نادي الكروم بالإسكندرية ثم لزعيمها الاتحاد قبل أن يعود للكروم مرة أخرى ويشارك بقميصه وبعده الترام بالدوري الممتاز "ب" الذي أصبح ملكه حينما أكمل عقده الرابع.

ولكن شغف المزين بكرة القدم كان يُقابله معارضة من الأسرة ليركز في دراسته ومن ثمّ عمله الخاص حينما كبر ليعتزل كرة القدم التي عشقها وهو في سن الـ29 ويتجه لعمله الخاص والاهتمام بأسرته التي لم يُكمل ولداه بها مجال كرة القدم بعد انضمامهما لكليات عسكرية.

ليخفت حلمه في كرة القدم ويبرز في مجال عمله الخاص حتى قرر أيمن المزين ـ الذي وُلد 1971 ـ العودة مرة أخرى لمجال كرة القدم مع اقتراب إتمامه عقده الرابع.

فعاد في 2011 لصفوف الترام لتولي مهمة تدريب فريق الناشئين؛ حيث حصل على دورة تدريب أساسية بعد نصيحة من أصدقائه العاملين في مجال التدريب.

وما هو إلا موسم حتى قررت إدارة نادي الترام السكندري تصعيده للعمل مع الجهاز الفني للفريق الأول مدربا عاما قبل أن يطلب نادي الرجاء خدماته مديرا فنيا.

وبالفعل تولى أيمن المزين مهمة الرجل الأول بنادي الرجاء؛ حيث تصدر معه جدول ترتيب الدرجة الثانية حتى تم إلغاء البطولة إثر حادث مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد.

ولكن لم يؤثر إلغاء البطولة على أيمن المزين الذي واصل دراسته للتدريب وعاد في الموسم التالي ليصعد بنادي الرجاء للدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه على حساب طنطا بمجموعة بحري.

ولكن الرجاء لم يستعن بأيمن المزين صاحب إنجازه التاريخيه للتواجد معه في الممتاز.

ورغم الضيق الذي أصاب المزين ـ الذي طالما حلم باللعب في الممتاز وهو بقميص الترام والكروم ـ إلا أن هناك عروضا تدريبية وصلته آملة إدارتها في تكرار المزين إنجازه التاريخي مع الرجاء.

ووجد المزين في فريق الشرقية الذي كان يحتل المركز التاسع في دوري يتكون من 11 فريقا المقومات التي ستساعده لتكرار إنجازه التاريخي؛ حيث قاده للدوري الممتاز دون هزيمة بمجموعة القاهرة.

ليواجه المصير ذاته.. الشرقية لن يستعين بأيمن المزين في الممتاز: "أؤمن أن كل شيء قدر ونصيب وأكيد الله يرى لنا الخير مستقبلاً وربما أتواجد في الممتاز فلا نُحقق نتائج إيجابية فأحرق اسمي".

ولكن الاسم الذي كان يخشى حرقه في الدوري الممتاز أصبح له صيتًا في دوري الدرجة الثانية.."أسطى الصعود.. عو الممتاز ب" هكذا يُلقب أيمن المزين.

ليوافق على عرض الأسيوطي في مجموعة الصعيد هذه المرة وينجح في حسم بطاقة التأهل له للمرة الثانية في تاريخه بفارق 12 نقطة عن سوهاج الوصيف وقبل جولات من نهاية البطولة.

ولكن حلم التواجد في الممتاز اختفى للمرة الثالثة: "اعتذرت ولكنني كنت مضطرًا لأنني وجدت تحركات واتجاهات من قبل مجلس إدارة الأسيوطي للاطلاع على السير الذاتية C.V لمدربين آخرين فاعتذرت".

ليجد مسؤولو طنطا الذين هبطوا لدوري الدرجة الثانية في ذات الموسم في أيمن المزين منقذًا لتنفيذ مشروعهم للعودة مرة أخرى للممتاز: "لم أشترط على مسؤوليه التواجد معهم بالممتاز حال صعودهم فإذا وجدت نفسي غير مرغوب في تواجدي أو لا أشعر بالارتياح فأرحل العقد مجرد ورقة ولكن إدارة طنطا وفرت لي كل شيء وظلت الجماهير تدعمنا طوال البطولة".

وبالفعل نجح المزين في الصعود للمرة الرابعة خلال 6 سنوات بفريق للدوري الممتاز.. طنطا سيُشارك في الدوري الممتاز بنسخته في العام المقبل 2019/2020: "البعض كان يقول إن الأمر حظ فهل الحظ سيتواجد معي في 4 مرات خلال 6 سنوات الحظ يذهب للمجتهد ولا بد أن هناك شيئًا مميزًا بهذا المدرب الذي صعد 4 مرات وينافس محمد صلاح وحسن شحاتة في الرقم القياسي للصعود بفريق للممتاز".

وربما أراد مسؤولو نادي طنطا مكافأته فسيحقق أيمن المزين حلمه القديم بالتواجد بالدوري الممتاز ولكن سيكون العام المقبل مديرا فنيًا لفريق طنطا: "مجلس الإدارة برئاسة فايز عريبي غير مندفعين ويعلمون خطواتهم ولا يتأثرون بالإعلام أو وكلاء اللاعبين".

ليظل مرتقبًا خطوته التالية: "كل شيء يأتي في أوانه والحمد لله على التواجد في الممتاز وسأجتمع مع مجلس الإدارة خلال الأسبوع المقبل لعرض رؤيتي واحتياجاتي للموسم المقبل للاستعداد للممتاز مبكرًا فالأمر لن يكون سهلاً ولكنه تحدٍ بالنسبة لي وأحب التحديات وطموحي لا يتوقف".

ومثل طموحه فمستواها التدريبي لم يتوقف فبعد 22 دورة تدريبة حصل خلالها على الرخص C وB يجد تطورًا في طريقة تدريبه وفكره وإدارته للمباريات وهو ما يشهد به له اللاعبون الذين تواجدوا معه بأكثر من فريق.

فلا يرى المزين في التواجد بالممتاز هدفًا: "لو كان تفكيري كذلك سأهبط فورًا ولكن لا بد أن نبذل أقصى ما لدينا للوصول إلى أبعد نقطة.. طموحي لا يتوقف وكذلك دعم الإدارة والجماهير".

فلا يضع المزين المال فقط أمامه في تفكيره بالنجاح بقدر اسمه وفخر أسرته به: "دائما ما كنت أطالب أبنائي بالتميز في مجال عملهم وأعتقد الآن يرون والدهم يُحقق ما كان ينصحهم به ودائما ما يفخران بي".

فيؤمن المزين بأنه لا يصح أن يعطي للهجوم أولوية على الدفاع والعكس: "لكل مباراة سيناريو وتطورات في إحداث التوازن بين ذلك منذ وأن كنت في الرجاء وصولًا لطنطا".

ويجد في تنوع المجموعات التي تواجد بها بالدوري الممتاز (ب) مجالاً لاكتساب الخبرة "دربت في الثلاث مجموعات بالدرجة الثانية ففي مجموعة بحري درب وسط ضغط جماهيري وفي القاهرة وسط فرق صعبة والصعيد كذلك كان له صعوبته".

وكذلك يستمد فكره أيضًا من الإسباني جوزيه مورينيو رغم أنه يرى في بيب جوارديولا أفضل مدير فني فى العالم كما يُحب طريقة يورجن كلوب في التعامل، معه مدربوه وساري "الذي يمتلك أسلوبا وفكرا عاليا في كرة القدم".

ليتمنى صاحب الـ48 عامًا لو كان والده حيًا حتى الآن ليراه في الدوري الممتاز ويشهد إنجازاته كما يشهدها أبناؤه معه من أرض الملعب".