تحليل- الأهلي يتحكم في تحديد "خليفة" صلاح بالمنتخب
كتب - محمد يسري مرشد:
خليفة وليس بديلًا، ربما الفارق فى العمر عامان أو أقل، ربما الصورة الذهنية للخليفة شاب صغير فى السن يخلف آخر على مشارف الاعتزال، ولكن تريزيجيه هو خليفة صلاح هو ترجمة حرفية للخليفة "قامَ مقامه".
نجم قاسم باشا المتألق هو الأجدر بأن يقوم مقام صلاح فى المنتخب لما قدمه هذا الموسم من أداء رائع مثل خطوة واسعة فى مشواره الاحترافي، ناهيك عن مواصفاته الفنية على الصعيد الفردي والظروف التكتيكية التى حوله وتمنحه الأفضلية.
فردياً
تريزيجيه يبلغ من العمر 23 عاماً، يملك عنصر السرعة بكل أنواعها سواء كانت حركية أو انتقالية أو استجابة وهو ما يجعله خلف صلاح مباشرة فى المقارنة فى هذا العنصر، نجم قاسم باشا رائع وقدم دليلاً عملياً هذا الموسم فى هذا الجانب.
بحكم أنه كان يشغل مركز المهاجم، وأطلق عليه تريزيجيه لتشابهه مع الأسطورة الفرنسي ديفي تريزيجيه فإن ناشئ الأهلي الأسبق يملك قدرات على تسجيل الأهداف، مع فريقه التركي توجه وسجل 16 هدفًا وصنع 8 أهداف فى 33 مباراة وهو رقم رائع شاء حظه العثر أن يأتي فى عام صلاح الاستثنائي.
بخلاف السرعة فتريزيجيه يملك ذكاءً شديداً، ويؤدي الواجبات المكلف بها على أكمل وجه حتي لو كانت دفاعية، لعب بخلاف بدايته كمهاجم، فى وسط الملعب وكل مراكز ما خلف المهاجم، ميزته التى قد تفوق صلاح الصلابة الدفاعية قدرته على أداء ضربات الرأس والتسجيل منها علاوة على التسديد عن بعد بكل أساليبه ومنه الـR2 وصناعة اللعب أيضاً.
فردياً أنت أمام لاعب تكتيكي رائع، رئة ثانية يعيش فترة تطور وتوهج وهو خير من يقوم مقام صلاح وفى وجوده يمكن أن يمثل معه نجم ليفربول ثنائياً ذهبياً.
جماعيًا
كوبر استغل صلاح أمثل استغلال، حظي بطاقة وقدرات وإمكانات لاعب سوبر بحق وبنى عليه وله، وغيابه بالتأكيد كارثة فنية، حرفياً صلاح هو ميسي مع برشلونة، هو النجم الأوحد القادر على قيادة الهجوم بمفرده وسط مساعدات والبديل لم يصنعه كوبر، خططياً لم يجرب الأرجنتيني 4-4-2 أو 3-5-2 أو 4-3-3، يملك نهجاً واحداً فقط دفاعياً يعتمد على السرعات ودقة عبدالله السعيد فقط وهنا تبرز قيمة تريزيجيه.
غياب صلاح سيلغي قوة عبدالله السعيد الذى يعاني هو الآخر، ثنائية صلاح والسعيد سيُنال منها فى غياب السرعة هنا أيضاً يظهر تريزيجيه مرة أخري.
وفقاً لخطة كوبر وليس خياراته فإن (السعيد- تريزيجيه) الثنائية الأمثل سرعة الثاني وقدراته وتمريرات الأول الدقيقة تصنع خطة (ب) وتحيي- إلى حد ما- فكرة كوبر.
ليس فقط قدرات تريزييجيه تمنحه الأفضلية بل كرة القدم بالمفهوم الحقيقى للانسجام والجماعية والمحصلة النهائية بمعني أن رونالدو وميسي أفضل لاعبين فى العالم يقل إنتاجهما سوياً وقد يقل عن محصلة ميسي- سواريز، تستطيع أن تقول إن الأندية قد تصنع فى بعض الأحيان البدائل وهو ما قد يمنحه الأهلي للمنتخب.
تريزييجيه لعب مع رمضان صبحي وعبدالله السعيد فى وسط الأهلي ولعب مع فتحي الذى قد يلعب أمامه أيضاً، وجود هذا الرباعي ومعه مروان محسن الذى لعب مع ثلاثة منه يعزز من فرصة صناعة خليفة لصلاح، التفاهم أعلى، القدرات متنوعة، والمحصلة النهائية أعلي وسيخفف الضغط عن تريزيجيه.
لو فضل كوبر كهربا على سبيل المثال فإن تنقل تريزيجيه بين الأجنحة سيجعل منتخب مصر برئة واحد مع بطء كهربا وعبدالله ومروان، ووضع نجم قاسم باشا التركي تحت الرقابة ومجهوده الدفاعي والهجومي سيلغي تمامًاً أى خطورة للمنتخب، وستلقي بظلالها على أداء عبدالله السعيد وتمريراته، علاوة على أن وجود كهربا وعبدالله معاً، يمثل عبئاً على الهجوم .
الحل الأمثل هنا لو قرر كوبر الدفع بتريزيجيه مكان صلاح هو الدفع برمضان صبحي مع عبدالله ومروان، للتفاهم بين عبدالله ورمضان الناجم عن وجودهما سوياً مع الأهلي ويبقى هو الحل الأمثل ولن يعوض بالطبع قيمة صلاح الفنية والمعنوية ولكنه يضفي الجزء الأكبر من الانسجام والذى يفوقه لو تمت الاستعانة بوردة أو شيكابالا أيضاً.
النهاية، بديل أو خليفة صلاح يحتاح إلي نظرة أشمل من الدفع بلاعب بدلاً من آخر، يحتاج إلى بناء ومجموعة وإعلاء للجماعية.
فيديو قد يعجبك: