أرشيف الأهلي.. كيف تعاملت الإدارة مع حالات الهروب؟

كتب- عمر قورة:

فجَّر المهاجم الإيفواري سليماني كوليبالي مهاجم الأهلي أزمة كبيرة هزت أسوار القلعة الحمراء يوم الخميس، بعدما سافر سرًا إلى العاصمة البريطانية لندن دون إبلاغ النادي، في انقلاب صريح على قوانين كرة القدم.

ووصف النادي هذه الواقعة بالسفر بدون إذن، بعدما اعتبرت الجماهير أن صاحب الـ22 عامًا هرب من مصر لإتمام التعاقد مع أحد الأندية الأوروبية خلال تواجده في لندن، لتتوعده الإدارة بعقوبات قاسية.

كلمة "هروب" أعادت إلى أذهان جماهير المارد الأحمر وقائع أخرى سابقة للاعبين، يرصد مصراوي أبرزها في التقرير التالي:

عصام الحضري

استفاقت مصر صباح يوم 21 فبراير 2008 على نبأ هروب الحارس الدولي عصام الحضري من النادي الأهلي إلى سويسرا، من أجل الانضمام لصفوف نادي سيون، رغم رفض ناديه لهذه الصفقة في وسط الموسم.

حارس وادي دجلة حصل وقتها على لقب أفضل حارس مرمى في كأس الأمم الإفريقية بغانا، مما دفع النادي السويسري لتقديم عرض مقابل 400 ألف دولار لضمه، وزعم الحضري موافقة الأهلي، لكن النادي رفض.

وأرسلت إدارة الأهلي خطابًا رسميًا لاتحاد الكرة تطالب فيه بإيقاف اللاعب لأجل غير مسمى، مؤكدة أن سيون لم يحصل على موافقة شراء اللاعب الذي يرتبط بعقد مع النادي حتى نهاية موسم (2009-2010).

ليصدر عصام الحضري بعدها بيانًا يؤكد فيه أن إدارة الأهلي حاولت تضليله بوعود زائفة بشأن اهتمام آرسنال الإنجليزي بضمه، مطالبًا بفسخ تعاقده مع النادي: "لا أستطيع العمل في جو لا يتسم بالأمانة والشفافية".

وبعدما ظهر اللاعب في مؤتمر صحفي بسويسرا مرتديًا قميص سيون، قرر الأهلي اتخاذ جميع الإجراءات التي تحفظ حقوقه لدي كل الجهات المعنية بهذه القضية‏، وتقدم بشكوى للفيفا ضد اللاعب والنادي السويسري‏.‏

عاد الحضري إلى مصر خلال شهر مارس، وخضع في النادي الأهلي للتحقيقات وسط حراسة أمنية، كما شارك في تدريبات الفريق، لكن المسؤولين في الأهلي تجاهلوه، قبل أن يعود إلى سويسرا بعدما تم قيده هناك.

موقف الأهلي ظهر متمثلا في رئيس النادي حسن حمدي، الذي رفض بشكل قاطع عودة الحضري حتى الآن: "عصام رفع دعوة ضد النادي في الفيفا، ولم يكتف بذلك، بل أساء للنادي الذي صنعه وصنع اسمه وجماهريته".

إبراهيم سعيد

مدافع الزمالك والإسماعيلي السابق هرب هو الآخر من النادي الأهلي مع نهاية شهر فبراير عام 2001، قبل 48 ساعة فقط من لقاء القمة الذي انتهى بخسارة الأحمر (3-1)، وقَّع فيها حسام حسن على هدفين للزمالك.

لم يكن إبراهيم سعيد مرتبطا بعقد مع الأهلي، وطلب زيادة راتبه لكن المفاوضات لم تجد صدى جيدًا، ليستقل طائرة متجهة إلى بلجيكا وبجواره أحمد حسام ميدو، الذي أتى للشاب الصغير بعرض الاحتراف إلى نادي جنت.

تقدم الأهلي بشكوى ضد اللاعب وحصل على قرار من الفيفا بإيقافه لمدة ستة أشهر، وصرح رئيس النادي صالح سليم: "لا أريد أن أقطع رقبته، لكن كل ما يمكنني قوله إنني سأرسي المبادئ التي تمتع بها الأهلي طوال تاريخه".

كان يرغب "الأب الروحي" في الاستغناء عن إبراهيم سعيد بعد هروبه إلى بلجيكا، ولكن النائب حسن حمدي أقنعه ببقاء اللاعب، الذي عاد بعد شهرين إلى النادي مقدما الاعتذار، ليحسابه الأهلي على أساس عمره وخبرته.

محمد شوقي

وفي يناير 2005، جاء الدور على اللاعب الدولي السابق محمد شوقي، الذي هرب سرًا إلى إنجلترا قبل 48 ساعة من مواجهة المصري التي أنهت بالتعادل السلبي سلسلة انتصارات حمراء دامت 21 مباراة في الدوري.

ادعى اللاعب إصابته بـ"الأنفلونزا" وحاجته لراحة لمدة يومين، في الوقت الذي كان يستعد فيه للسفر دون الحصول على إذن من إدارة النادي، لإجراء اختبارات مع نادي كريستال بالاس، على أمل انضمامه إلى الفريق.

وكان مجلس إدارة الأهلي رفض طلب كريستال بالاس الذي ينشط في الدوري الإنجليزي الممتاز، بسفر شوقي إلى إنجلترا لإجراء اختبارات، لكن الجهاز الفني تمسك به لأنه كان أحد العناصر المهمة في خط وسط الفريق.

وعاد محمد شوقي بعدها بأيام قليلة إلى القاهرة، وأجرى المدرب العام حسام البدري، القائم بأعمال مدير الكرة وقتها بسبب غياب ثابت البطل الذي يؤدي مناسك الحج، تحقيقا شاملا مع اللاعب الذي اعترف بالخطأ.

وقرر حسام البدري المدير الفني الحالي للأهلي إيقاف محمد شوقي لمدة مباراتين، مع توقيع غرامة مالية عليه قدرها 50 ألف جنيه، بسبب سفر اللاعب إلى انجلترا دون علم مسؤولي النادي، بعد مباراة الاتحاد السكندري.

وكان البدري أدلى بتصريحات صحفية وقتها قال فيها: "اعتراف اللاعب بخطأه قلص عقوبة النادي، وراعينا نقص خبرته وأخلاقه الطيبة، خاصة أنه المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذا الأمر منذ انضمامه للأهلي الموسم الماضي".ش