حكايات من زمن فات.. مباراة ضاع فيها صوت المعلق "محمد لطيف"
كتب - محمد مهدي:
في عام 1966 حضر فريق نادي توتنهام الانجليزي-بطل الدوري والكأس حينذاك- إلى القاهرة بناء على دعوى من نادي الزمالك لأداء مبارة ودية بينهما، تم تحديد استاد القاهرة لاستضافة الحدث الكبير، ورغم وجود لاعبين كبار في صفوف النادي المضيف أمثال حمادة إمام وسمير قطب وعبده نصحي وألدو وأبورجيلة، إلا أن إدارة النادي فضلت ضم عدد من لاعبي فريق الأهلي من بينهم صالح سليم وطه إسماهيل والفناجيلي وعادل هيكل والشربيني، واللعب أمام الفريق الضيف تحت اسم "منتخب الزمالك والأهلي".
كان اتحاد الكرة أبلغ المعلق الرياضي الشهير "محمد لطيف" قبلها بعدة أيام باختياره للتعليق على المباراة التاريخية، استقبل الرجل القرار بسعادة، وانهمك في الاستعدادا لها، بحث في أوراق فريق توتنهام، قام بتجميع كافة المعلومات عن النادي الانجليزي، أبرز اللاعبين في صفوفه مثل "مكاوي" لاعب خط الوسط و"جريفر" هداف انجلتر، نقاط قوته وضعفه، أشهر بطولاته، ولم ينسَ خلال تحضيره للمباراة منتخب "الزمالك والأهلى" رغم درايته بكل لاعب في الفريق.
في اليوم الموعود جلس "لطيف" داخل مقصورة التعليق، يُجهز أوراقه، ينتظر بدء المباراة، ومن حوله جماهير غفيرة حضرت لمشاهدة نجوم الفريقين الذين انهوا سريعا عمليات الإحماء، الحكم "علي قنديل" يقف في خط المنتصف يُطلق صافرة البدء، الكرة بين أقدام اللاعبين، ينقلها صالح سليم إلى حمادة إمام، فيمررها بشكل بديع إلى طه إسماعيل، يتلقفها بقدميه، يراوغ بها لاعبي توتنهام، يمر من اللاعب الأول ثم الثاني، يقترب من المرمى، يسدد الكرة، تحتضن الشباك، فيصرخ المعُلق بصوت عال"جوه الجول، جووووووول.. يا فرحة العالم بأولاد مصر.. يا فرحة الدنيا كلها" ثم يتحشرج صوته فجأة، من بعدها لحظات صمت، ارتبك "عبداللطيف"، لم يكن يدري ماذا حدث، دقيقة مرت ببطء، ثم عاد صوته من جديد خافتا.
استوعب أخيرًا المعلق الكبير أن أحباله الصوتية تأثرت أثناء انفعاله بالهدف الأول، فاستدعى سريعا مخرج المباراة وطالبه بوضع مزيدا من الميكروفونات أمامه لتعويض صوته الضعيف، تحامل على نفسه أكثر من 80 دقيقة، حتى انتهت المباراة بفوز توتنهام بـ 7 أهداف مقابل 3 لصالح منتخب الزمالك والأهلى، وفي اليوم التالي انطلق "عبداللطيف" إلى طبيبه الخاص، الذي أشار إلى حنجرته لحظة رؤيته وقال له "عارف اللي حصل.. كنت بسمعك إمبارح"، بعد الكشف أعطى له عدد من الأدوية طالبه أن يلتزم بها، وملازمة الفراش لمدة أسبوع لا يتكلم فيها أبدًا.
فيديو قد يعجبك: