بيليه.. الملك الحافي
كتب- نورهان سراج:
ثمة حدث هام يعيشه المصريون عشاق المستديرة، أسطورة كرة القدم البرازيلي ''بيليه'' الذي يزور مصر لأول مرة منذ 41 عام، ليفتتح بطولة كوبا كوكاكولا الثانية، والتي تستضيفها مصر، وسط حفاوة كبيرة من المصريين.
''بيليه'' .. ملك كرة القدم كما لقبه عشاقه، صانع الإنجازات ومحطم الأرقام القياسية ومحقق نبوءة النقاد الرياضيين الذين توقعوا منذ ظهوره عام 1955 بنادي سانتوس أنه سيصبح من أفضل اللاعبين في العالم.
ملك بيليه عقول وقلوب جماهير كرة القدم بفضل مهاراته الفنية وسرعته وقدرته الدائمة على الإبداع والابتكار والمراوغة، حتى أصبح رمزا للمتعة والتميز في عيون عشاق الكرة، فضلا عن انه اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات، الأمر الذي جعلهم يعتبروه أفضل لاعب في التاريخ.
ولد بيليه في أكتوبر 1940 بالبرازيل، ويقول عن نفسه إنه ''بدأ لعب الكرة حافي القدمين في شوارع البرازيل''، ليؤسس بعدها فريقه الأول ''شوزليس ونس'' بمشاركة أصدقائه، وشارك بفريقه في العديد من البطولات المحلية حتى انتقل الى نادي ''باوكينهو'' للناشئين عام 1954 والذي يدربه اللاعب السابق فالديمير دي بريتو، وفاز الفريق بكأس الناشئين، وقد سجل بيليه 148 هدفا في 33 مباراة، وبدأت الأسطورة.
وفي عام 1955 أخذ المدرب بيليه إلى نادي سانتوس ليبدأ مسيرته الاحترافية، ليبقى في البرازيل ولا يحترف في أوروبا: ''قائلاً: ''كنت سعيدا مع فريقي سانتوس، وليس لدي أسباب لمغادرة بلادي البرازيل، وتلقيت العديد من العروض حتى ألعب خارج البرازيل ولكني رفضتها''. ليبدأ مسيرته ويجد طريقه إلى المرمى في أول ظهور له مع البرازيل عام 1957.
لعب الجوهرة السمراء أول مباراة له في كأس العالم أمام منتخب الاتحاد السوفيتي عام 1958، وقد كان أصغر لاعب في البطولة بعمر 17 سنة بل وفي تاريخ كأس العالم، وسجل بيليه أول هدف له في كأس العالم أمام منتخب ويلز في الدور ربع النهائي، فأصبح أصغر لاعب يسجل هدفا بالبطولة، وفي الدور نصف النهائي أمام منتخب فرنسا بقيادة ''جاست فونتين'' سجل بيليه ثلاثية ليقود منتخب البرازيل إلى التأهل للمباراة النهائية.
وأنهى بيليه البطولة بإحرازه 6 أهداف سجلها بأربع مباريات ليصبح ثاني هدافي البطولة بعد جاست فونتين.
بداية تاريخية جعلت بيليه محط أنظار العالم، أرقاما قياسية وإنجازات جعلت منه أسطورة كروية يتحدث عنها الأجيال، حيث خاض بيليه 91 مباراة دولية سجل فيها 97 هدفا، وتوج بلقب أفضل هداف برازيلي على مر العصور، سجل 1281 هدفا في 1363 مباراة، وهو رقم قياسي عالمي لم يحطم حتى الآن.
وحصل بيليه على بطولة كأس العالم عام 1958، و1962، و 1970، وحصل على لقب هداف الليبرتادورس ''بطولة أمريكا الجنوبية'' 1959 بإحراز 9 أهداف.
الخروج من كأس العالم 66 كانت بمثابة الصدمة له، بعد الخسارة أمام البرتغال، وسط عنف من اللاعبين ضده، مما أدى لإصابته، ليخرج بعدها غاضبا معلنا الاعتزال الدولي، إلا أنه تعافى من إصابته وعاد ليقود بلاده في كأس العالم 1970.
ويقول بيليه إن: ''بطولة كأس العالم 1970 كانت الأصعب في مشواره بالملاعب، لأنها الأخيرة وكنت أكبر اللاعبين والمسئولية كانت كبيرة''.
مقارنات كثيرة عقدها خبراء الكرة عن اللاعب الأبرز في التاريخ بيليه.. مارادونا، أم بلاتيني، زيكو، وحديثا رونالدو، ميسي، ريبري وغيرهم، إلا أن بيليه يؤكد دائما ''لا يوجد بيليه جديد لأن أبى وأمي لم ينجبا إلا بيليه واحد فقط''.
ويرى بيليه أن لكل كل لاعب شخصية ولا يمكن مقارنته مع الآخر، إلا أن هناك لاعبين يجوز عقد المقارنات بينهم فيرى أن رونالدو يشبه كرويف الهولندى وروماريو البرازيلي، أما ميسي فرأي أنه يجوز مقارنته بزيكو''.
اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA ومنحه جائزة لاعب القرن العشرين، وفي عام 1999 اختارته اللجنة الأوليمبية الدولية كأفضل رياضي في القرن الماضي.
ويأتي التكريم متأخرًا، بعدما منح جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي ''الفيفا''، كرة ذهبية شرفية للأسطورة البرازيلية بيليه، لتنغمر عيونه بالدموع، معللا تلك اللقطة بأنه لم يتوقع أن يفوز بمثل تلك الجائزة، معبرًا عما بداخله من أن فرصة الفوز بلقب أفضل لاعب فى العالم لم تكن سانحة له حيث كانت تُعطى للأوربيين فقط، وقتما كان لاعبا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: