اللاعبون المسلمون في فرنسا يصرون على الصيام رغم فترة الإعداد
باريس - (أ ش أ):
تواجه معظم الأندية الفرنسية مشاكل مع لاعبيها المسلمين بسبب إصرار معظمهم على صيام شهر رمضان المعظم الذي حل هذا العام مع انطلاق فترة الإعداد الأولى التي ترتكز في جانب كبير منها على بناء اللياقة البدنية التي تعد بالنسبة للاعب كرة القدم المحترف بمثابة الاحتياطي البدني الأساسي الذي يستند عليه لاستكمال مسيرة موسم كامل من المنافسات المحلية و كذلك الأوروبية لو كان النادي من أندية القمة الفرنسية.
فبعد أن أصبح الإسلام ثاني ديانة في فرنسا ( 6 ملايين مسلم من بين 64 مليون فرنسي) تزايدت أعداد اللاعبين المسلمين في صفوف الفرق الفرنسية لدرجة أن بعض الفرق الفرنسية أصبحت تضم الآن في صفوفها أكثر من 5 لاعبين.
ومع انطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد في فرنسا منذ حوالي 10 أيام أصبح صيام اللاعبين المسلمين من الموضوعات المهمة التي تشغل بال المدربين و أطباء الفرق و مسئولي اللياقة البدنية خاصة بعد أن كشفت آخر دراسة أعدها طبيب مسلم و هو الدكتور حكيم شلبي الطبيب السابق لباريس سان جيرمان و المدير الحالي لمستشفى "أسبيتار" القطرية و هي أول مستشفى في قطر متخصص في الطب الرياضي عن أن الصيام الإسلامي ( الامتناع التام عن الأكل و الشرب لفترات تصل إلى 19 ساعة في دول أوروبا التي تغرب فيها الشمس متأخرة ) يحمل في طياته مخاطر حقيقية على صحة اللاعب الصائم.
وتؤكد هذه الدراسة أن ممارسة الصيام بالنسبة للاعب كرة القدم المحترف في أوروبا و الذي تصنف لعبته على أنها من اللعبات الرياضية ذات المستويات العليا تعرض اللاعب لمخاطر تراجع قدراته البدنية و النفسية وزيادة مخاطر الإصابة بسبب نقص التركيز وأخيرا تزايد احتمالات التعرض لمشاكل في القلب والأوعية الدموية بسبب الجفاف لا سيما خلال فصل الصيف.
وعلى ضوء هذه الدراسة تحاول بعض الأندية الفرنسية إقناع لاعبيها المسلمين بعدم الصيام على أساس أن لعبة كرة القدم تعد من الأعمال الشاقة التي يرى بعض فقهاء الإسلام أنها يمكن أن تكون حجة للإفطار في حين تحاول أندية أخرى التأقلم مع إصرار لاعبيها على الصوم مهما كان قدر المجازفة.
يقول فلوريون سيمون مدرب أحمال نادي لوريون الفرنسي إنه يواجه بالفعل مشكلة في إعداد اللاعبين المسلمين للموسم الجديد بسبب إصرار معظمهم على الصيام رغم أنه أبلغهم بأنه سمع أنه من حق المسلم الإفطار في رمضان لو كان يمارس عملا شاقا على أن يتم تعويض هذه الأيام في أشهر أخرى من العام.
ويضيف سيمون أن لسوء حظ اللاعبين المسلمين أن فترة الإعداد للموسم الجديد تزامنت مع حلول شهر رمضان ، مؤكدا أن فترة الإعداد الجيدة تعد بمثابة احتياطي مهم للاعب حتى يستكمل الموسم بنفس القوة وتفادي الوقوع فريسة للإصابات.
وأوضح سيمون أن المدير الفني لفريق لوريون كريستيان جوركوف يعد على سبيل المثال من المدربين الذين يهتمون باللياقة البدنية العالية و لذلك فهو يحاول التوصل إلى الوسيلة الأقل ضررا على صحة اللاعب المسلم الذي يصر على الصيام خلال فترة الإعداد.
وكشف سيمون عن أنه في الأيام شديدة الحرارة فإنه يتم استثناء اللاعبين المسلمين من التدريب المسائي ، كما يتم إعطاء تعليمات للاعبين المسلمين بالنوم لساعات أطول أثناء النهار في حال اختيارهم الانضمام للتدريب المسائي بدلا من التدريب الصباحي.
ويقول اللاعب رياض بودبوز الفرنسي المولد و الجزائري الجنسية إنه يصوم رمضان منذ نعومة أظافره ولذلك فهو يحاول أن يتكيف مع حياته كلاعب في نادي سوشو الفرنسي طوال الشهر الكريم.
وتابع بودبوز أنه يفضل المشاركة في التدريب الصباحي على أن يستغل الفترة التي تسبق آذان المغرب في تمرينات أقل قسوة مثل تقوية العضلات و جلسات التدليك و السباحة.
ويعترف بودبوز أنه يعاني بالفعل من الصيام في صيف فرنسا الذي يمتنع فيه الإنسان عن الطعام و الشراب لمدة تقترب من 20 ساعة كاملة لكنه يؤكد أنه يصر مع ذلك على تحمل هذه المعاناة بصدر رحب من أجل الشهر الكريم.
فيديو قد يعجبك: