تامر عبدالحميد يكتب: عزبة الجبلاية
بقلم- تامر عبدالحميد:
إنها حقا لعزبة يرثها من يورثها وهم فيها حقا المورث والوريث والملكية فيها بحق الانتفاع دون صك ودون حق. عزبة شواطئها مراسيها ومراكبها كراسيها، والجالسون فوق تلك الكراسي مربوطون عليها بـ(استك) مهما استقال أو اقيل فالاستك سرعان ما بجذبه من مقعدته إلى مقعده القديم.
إنهم يولدون مرشحون ويشبون منتخبون ويشيبون علي كراسيهم جالسون.
ولعل أكبر دليل على كلامي هذا المرشح الحسن في كلامه والفريد من نوعه فلقد كان فيما مضي رئيسا لأحد اعرق الأندية ثم رحل عن كرسيه ونزل درجة ليوافق أن يكون نائباً لرئيس إتحاد الكرة ثم نزل درجة أخرى ليوافق أن يكون مجرد عضواً عادياً في مجلس إدارة إتحاد الكرة، إذن فالكرسي مبتغاه والسلطة منتهاه.
وأما تلك العائلة والتي ورث فيها الأب المنصب والكرسي لأبنائه وبناته وتسلحوا بالمال الحرام والموجود في لندن فحدث ولا حرج فجذورها موجودة منذ أكثر من ثلاثين عاما. حكموا وتحكموا فسدوا وأفسدوا ولم لا فهم القابضون بأيديهم علي أصوات الجمعية العمومية.
انتخابات صورية وجولات انتخابية وهمية فالانتخابات محسومة بنسبة تزيد عن التسعين بالمائة لمن هم قابضون بيد من حديد علي أصوات الجمعية العمومية، والانتخابات الحقيقية لن تخرج عن اثنين من المرشحين واحد منهم لطيف وغلبان، والثاني بيقولوا عليه إخوان.
لم أر في حياتي مرشحين بقائمة بلا برنامج انتخابي وبلا تخطيط معلن لما يريدونه لإصلاح حال الكرة المصرية في ولايتهم القادمة فهم مشغولون بتوزيع المناصب داخل القائمة فالانتخابات بالنسبة لهم أمر محسوم.
وأنني في ظل كل هذا لا ألقي باللوم عليهم بل ألقيه علي هذا النظام الانتخابي الفاسد والذي أعطى الحق في الانتخاب لحفنة من الضعفاء والذي اعتاد البعض منهم علي الانبطاح على وجهه ولم يستح البعض الآخر من مد يده لتلك الحسنة أو أخذ هذا الشيك، بل وصل الحال بأحدهم لقبول الثلاجة كهدية (كرشوة انتخابية) لابنه المتزوج حديثا، ولم لا فالحال عسير والأجهزة الكهربائية علي العريس.
هذا النظام أعطى الحق للضعيف أن يختار القوي ففرض عليه القوي بماله وسلطانه رأيه وقراره. ففرض علينا هذا النظام مجموعه فاسدة سلمتهم الظروف علم مصر ومستقبل شبابها فغاب عن الارتفاع في المحافل الدولية، كما غابت ريادتنا من قبل عن قيادة القارة الإفريقية والتي أسسنا اتحادها مع إثيوبيا والسودان.
أشياء سافلة وقميئة مستمرة في جرأة وفجور في غمرة حملة المباخر ودخان البخور الذي أعمى القانون، وكتم أنفاسه، واعتقله داخل زنزاناته، فأضحت عزبة بلا قانون، وإن عُثر فيها على قانون فتحت فيه مائة ثغرة وثغرة بل فتحت فيه شبابيك وبلكونات يطل علينا منها سكان العزبة وحكامها وهم جالسون أمام الشيشة يخرجون ألسنتهم للوطنيين المتعلمين الدوليين أصحاب اليد النظيفة والفكر الحديث، والذين حرّموا عليهم اجتياز السور الخارجي للعزبة ولسان حالهم يقول أعلي ما في خيلكم اركبوه.. سامحكم الله.
فيديو قد يعجبك: