حوار.. محمود فوزي لـ"مصراوي" تفاصيل معاناته مع اتحاد المصارعة.. وقرار اللعب لأمريكا

كتب - علي البهجي:

محمود فوزي سبيع، قبل شهور لم يكن يعرف هذا الاسم سوى عددٍ لا بأس به من المحيطين به أو المهتمين برياضة المصارعة.

بطل أفريقيا في وزنه لأكثر من 4 مرات، كتب منشورًا عبر صفحته الشخصية فيسبوك مرتديًا قميصًا يحمل العلم الأمريكي.

جعل الجميع يلتفت له، خاصة بعد تعليقه بعبارة "الأمر كله يتعلق بالرحلة.. معادنا أوليمبياد طوكيو إن شاء الله.. الأشياء الجيدة تأتي لمن ينتظر".

وبالرجوع قليلا سنجد أن ما قام به فوزي ليس وليد اللحظة، فقد سبقه إيقافه من قبل الاتحاد المصري للمصارعة في مايو الماضي، وتحويله للتحقيق بسبب واقعة فيديو نشره اللاعب أيضا، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" تحدث خلاله عن تعرضه للظلم، واستبعاده من قبل اتحاد المصارعة وإدراج اسم لاعب آخر بنفس وزنه للمشاركة في بطولة دورة البحر المتوسط.

"مصراوي" تواصل مع اللاعب المقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، ليسرد تفاصيل إيقافه من قبل الاتحاد المصري للمصارعة، ومصيره في أمريكا وإمكانية تمثيل الولايات المتحدة في أوليمبياد طوكيو 2020 من خلال الحوار التالي:

• في البداية الجمهور يريد معرفة تاريخك مع البطولات؟

- ميدالية ذهبية في البطولة العربية بالمغرب، وذهبية في بطوله الأندية العربية، وذهبية في بطوله إبراهيم مصطفي الدولية، ومثلها في بطولة الأمم الأفريقية ٢٠١٦ وفضية في بطولة نيكولابتروف ببلغاريا.

وفضية في بطولة الجائزة الكبرى بإسبانيا، وبرونزية في بطولة الجائزة الكبرى بألمانيا، والمركز الخامس في بطولة المجر الدولية، وفضية في الدورة التأهيلية لأوليمبياد، والمركز العاشر في أوليمبياد ريودي جانيرو، وفضية في بطوله تشارلز بأمريكا وكأس أحسن لاعب، وميدالية فضية في بطوله الأمم الأفريقية بالمغرب ٢٠١٧.

• عن تقاصيل الأزمة.. ما الذي جعلك تنشر فيديو مهاجمة اتحاد المصارعة؟

- بفضل الله كنت مصنفًا من ضمن أفضل 10 لاعبين في العالم، ورغم ذلك تم استبعادي لعامين على التوالي لإشراك لاعب آخر، بسبب تتدخل أحد المسؤولين الكبار في الدولة.

هذا للاعب يتدرب منذ فترة داخل معسكرات المنتخب بعد استبعادي، رغم أنه غير معروف تمامًا ودائم الخسارة في بطولة الجمهورية، ومع ذلك يتم استدعاؤه للمنتخب، كما أنه سافر مؤخرًا لدوري ألعاب البحر المتوسط الأخيرة وخسر، رغم أن باقي اللاعبين المسافرين معه في البعثة حققوا ميداليات.

• متى اشتعلت الأزمة مع اتحاد المصارعة؟

- خضت مباريات أخرى أنا واللاعب الآخر أثناء التمرين، وكان مقررًا مباريات أخرى بعد هذه المباريات التدريبية، يتم من خلالها الاختيار النهائي للاعبين المشاركين في البطولة. شارك جميع اللاعبين في الأوزان الأخرى في هذه المباريات، أما اللاعب الآخر معي في نفس الوزن، فقد رفض المشاركة قائلاً إنه أساسي في المنتخب.

وللعام الثاني على التوالي، ونتيجة لاعتراضي على ما حدث تمت إحالتي للتحقيق وإيقاف راتبي من النادي الذي ألعب لصالحه، وهو المؤسسة العسكرية للألعاب الرياضية والتي يرأسها العقيد هاني عبدالفتاح.

• لماذا ترى قرار استبعادك واختيار لاعب آخر ظالمًا؟

- مع احترامي لأي لاعب، ولا يوجد عداء شخصي مع اللاعب الذي تم اختياره بدلا مني، ولكن هذا اللاعب شارك العام الماضي بديلاً لي، وخسر 0- 10 في دقيقة واحدة من لاعب غير معروف "عدم تكافؤ"، وخسر هذا العام في بطولة الجمهورية، ومع ذلك اختير بديلاً لي واللاعب الذي فاز ببطولة الجمهورية لم يتواجد من الأساس.

• دعنا نتحدث بالتفصيل أكثر عن معاناتك مع الاتحاد.. أخبرنا كم كانت أكبر مكافأة حصلت عليها؟

- لن تصدق.. حصلت على 10 آلاف جنيه فقط لا غير، وذلك خلال المشاركة في الدورة التأهيلية للأوليمبياد.

وكان مرتبي الفين جنيه، وكان مفترض أن أعيش بهذا الراتب وأوفر نفقات من أجل تدريباتي الخاصة، بالإضافة إلى أننى متزوج.

• بعد أزمتك، اتهمك البعض بواقعة تحرش.. ما ردك على ذلك؟

- كيف يحدث هذا، وأنا لم أكن بمصر وقتها، والشخص الذي كتب هذا الكلام عبر صفحته الشخصية "فيسبوك" قال ذلك قبل شهرين ووقتها كنت خارج البلاد.

• هل يمكن أن تعود لمصر لو تدخل البعض لحل الأزمة مع الاتحاد؟

- لن يتدخل أحد؛ فلو كان هناك نية لحل الأزمة لتدخل أحد المسؤولين من البداية، ولكن قاموا بإحالتي للتحقيق وإيقافي عن ممارسة اللعب.

• لماذا اخترت أمريكا لتمارس هناك اللعبة بعد ترك مصر؟

- القرار لم يأتِ مرة واحدة، فزوجتي أمريكية مصرية وكانت تعيش معي في مصر، وسافرت من أجل رؤية زوجتي.

وبعد انتهاء حياتي في مصر وحرماني من ممارسة اللعبة قررت المغادرة لاستكمال حلمي هناك في أمريكا، فالمصارعة هيّ كل حياتي، فقد قمت ببيع سيارتي من أجل توفير النفقات لإقامة معسكرات خارج مصر.

في مصر اتحاد المصارعة يدعي دائما عدم وجود أموال للانفاق على اللاعبين وتجهيزهم جيدًا قبل البطولات، على الرغم أنهم يسافرون بأعداد خلال البطولات على نفقة الدولة ويتسوقون من أموال الاتحاد.

• من يدعمك في أمريكا لتحقيق حلمك؟

- ألعب حاليا لنادٍ في الولايات المتحدة، كما أن لدي راعيًا يتكفل بكل نفقات الإعداد للبطولات، وهو من سيقوم بدعمي للتواجد في الأوليمبياد المقبلة بطوكيو.

• هل تعاني من العنصرية هناك في الولايات المتحدة الأمريكية؟

- في أمريكا الجنسية ليس لها علاقة بالتعامل معك، ورغم أن هناك البعض يتعرض للعنصرية، لكن في مجال الرياضة ومعي لم أتعرض لأي تمييز عنصري حتى الآن، فالأهم هنا الموهبة التي تفرض نفسها.

• في حالة مواجهة لاعب مصري في بطولة دولية، ماذا سيكون موقفك؟

- سأفكر وقتها، لكن حتى الآن لا أعلم كيف سيكون تصرفي في هذا الموقف، فأنا لم أمر بهذا الموقف من قبل أو أشعر به.

• متى تلعب باسم الولايات المتحدة الأمريكية؟

الاتحاد أرسل خطابا لاتحاد الدولي للمصارعة لإيقافي، وبعد ذلك وضعن الاتحاد الدولي على "سيستم" الموقوفين، وذلك بناء على الخطاب المرسل له من الاتحاد المصري للعبة.

متعجب من حجم الجري ورائي، فلماذا كل هذا لو حقًا أنا لاعب فاشل كما يدعون؟، وردي سيكون في أولمبياد طوكيو 2020.

وفي حالة عدم لحقائي بأولمبياد طوكيو بسبب عدم خوض البطولات المؤهلة لها، على إثر الإيقاف، فلا يزال أمامي العديد من البطولات والانجازات لتحقيقها هنا في أمريكا.

ما أكثر شيء لفت انتباهك بعد تفجر الأزمة؟

رأيت العديد من الشباب المصري في الداخل والخارج تعاطف مع قضيتي، وبعضهم رأى نفسه في شخصي، فالكثير من الموهوبين يتعرضون لبعض الظلم كما حدث معي، وباذن الله لن أخذل الجميع وسأحقق ما سافرت.

• هل تعرضت للنقد من قبل أهلك بسبب قرار اللعب باسم أمريكا؟

- لا، فهم يرونني مظلومًا، ولم أحصل على حقي، بالإضافة إلى أن أهلي يعيشون معي أيضا في أمريكا.

- ما رأيك ف ردود أعضاء اتحاد المصارعة؟

الذي يركز جيدًا سيكتشف أن جميع ردود أعضاء الاتحاد المصري للمصارعة جاءت متناقضة لبعضها البعض، وهذا إن دل فإنما يدل على كذبهم وإدعائهم قول الحقيقة أمام الرأي العام.

وأريد أن ألفت إنتباههم بأنني ومعي المصارع هيثم فهمي، الباقين من أولمبياد ريو دي جانيرو ولم نترك اللعبة كما فعل البقية، نتيجة الظلم وعد التقدير، وكان مفترض اعدادنا لأولمبياد طوكيو وما حدث عكس ذلك كما يعلم الجميع.