الحسناء"شارابوفا".. رحلة صعود آيلة للسقوط بالمنشطات

كتب- علي البهجي:

الخطايا لا تُغتفر في عالم الرياضة، وخاصة لو كنت نجمًا، ولا بد أن تعلم أن هناك من يتصيد لك الأخطاء، فبقدر ما تكون بطلا في أعين الناس يكون الأمر أكثر صعوبة حين تسقط في أعينهم، هذا ما تعيشه الروسية ماريا شارابوفا، المصنفة الأولى عالميا للتنس بعد اعترفاها بتناولها المنشطات مؤخرا.

فالبالغة من العمر 29 عامًا صدمت عدد كبير من جماهيرها حول العالم بهذا الاعتراف، والجميع سيطرح تساؤلات حول مستقبل شارابوفا فهل سسترك ميدان الرياضة وساحات المنافسة، ام ستستمر بعد هذه الكارثة التي ألمت بتاريخها الرياضي.

هروب مُبكر

شهد عام 1987 مولد شارابوفا 1987 لأبوين من الروس هما يوري وإيلينا، في بلدة نياغان في سيبيريا في روسيا، لكنها انتقل بعد ذلك هربا من المنطقة التي كانت تسكنها بحبة والديها بسبب حادثة تشرنوبيل النووية في عام 1986 التي أثرت على المنطقة، لتنتقل بعد ذلك في وعمرها لم يتخطى العامين إلى سوتشي إلى صديق والدها ألكسندر كافلنيكوف، والذي كان ابنه ينتظر أن يكون بطل للجراند سلام، لتحل على أول مضرب تنس في حياتها في سن الرابعة من ألكسندر شارابوفا، وعندها بدأت تمارس بانتظام مع والدها رياضة التنس في متنزه محلي.

الدخول لعالم التنس

في عام 2001 قررت شاربوفا احتراف التنس، لتشارك وقتها في بطولة واحدة، لتسجل رقمًا في سن الرابعة عشر، لتكون أصغر فتاة تصل إلى المباراة النهائية في بطولة أستراليا المفتوحة صغار،وذلك قبل الوصول إلى المباراة النهائية لبطولة المبتدئين ويمبلدون في وقت لاحق من هذا العام.

وخلالها بدايتها تمكنت شارابوفا من الفوز بثلاثة ألقاب في الاتحاد الدولي للتنس ولعبت أول مباراة لها في رابطة النساء المحترفات WTA، وفازت بمباراة في باسيفيك لايف المفتوحة في انديان ويلز (كاليفورنيا)، وهو حدث من المستوى الأول، قبل أن تخسر أمام بطلة العالم السابقة مونيكا سيليش في الدور الثاني.

موسم ذهبي

مع بلوغ شارابوفا لعامها السابع عشر قدمت اللاعبة الروسية واحد من أفضل مواسمها على الاطلاق بعد الحصول على خمس ألقاب في هذه السنة عادل وتفوق على أرقام دافنبورت (7)، والبلجيكية جوستين هينان (5). واحتلت شارابوفا المركز الأول في قائمة الجوائز المالية لعام 2004 وانتهت في التصنيف العالمي إلى رقم (4).

الإصابة

كحال أي رياضي لا يمكن ان تمر مسيرته دون ان يتلقى ضربة ربما تؤثر عليه، فعانت شاربوفا من الإصابة في موسم 2007/2008، في الوقت التي كانت هي المصنفة رقم 1 عالميًا، فخسرت من سيرينا وليامز المصنفة رقم 81 على العالم ببطلوة استراليا المفتوحة، وعندما وصلت شارابوفا إلى النهائي، كانت قد استعادت الترتيب العالمي رقم 1.

واضطرت الاصابة في الكتف شارابوفا على الابتعاد عن موسم اللعب على ملاعب رملية للسنة الثانية على التوالي. وفى بطولة كأس إسطنبول، خسرت في الدور قبل النهائي على يد لارافان رضائي، وعلى الرغم من عدم التحضير لها، وصلت إلى الدور نصف النهائي من دورة فرنسا المفتوحة للمرة الأولى في تاريخها (بعد أن حققت العديد من النقاط ضد باتي شنايدر في الدور الرابع) لكنها بعد ذلك خسرت على يد لآنا ايفانوفيت.

سفيرة للنوايا الحسنة

تعيش ماريا شارابوفا في الولايات المتحدة منذ انتقالها هناك في سن التاسعة، لكنها تحتفظ بجنسيتها الروسية ولديها منزل في مانهاتن بيتش، كاليفورنيا ومن هوايات شارابوفا متابعة الأزياء والأفلام والموسيقى وقراءة روايات شرلوك هولمز، وكانت تأخذ دروسا في الرقص الهيب هوب.

وفى فبراير 2007، تم تعيين شارابوفا سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، وتبرعت ب100.000 دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لضحايا تشرنوبيل. وذكرت أنها كانت تخطط للسفر إلى المنطقة بعد ويمبلدون عام 2008.

شارابوفا تصدم جماهيرها

ربما يكون السابع من مارس 2016 هو الأسؤا في تاريح ماريا شاربوفا، بعد اعترفها بتناولها المنشطات خلال مؤتمر صحفي، عقدته للرد على كافة التساؤولات حول تناولها بعض الأدوية المنشطة ببطولة استراليا المفتوحة الأخيرة.

وقالت شارابوفا في تصريحات صحفية:" "أنا فشلت في الاختبار واتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك".

وأضافت:" لقد تم تناول هذا الدواء على مدى السنوات الـ 10 الماضية، ولكن في 1 يناير عندما أصبح مادة محظورة لم أكن أعرف."

وتابعت المصنفة الأولى عالميًا:" اعترف اننى ارتكبت خطأ كبيرًا".