تشابه قصة ميسي مع "المعلم رشدان" في رحلة المونديال
"أخيرا ابتسمت الكرة لميسي"، هكذا كانت ردود الفعل على تتويج منتخب الأرجنتين ببطولة كأس العالم التي حلم بها ليونيل في أكثر من فرصة، بعدما لعب 5 نسخ من البطولة الغائبة عن التانجو منذ 36 عاما.
قصة ميسي مع المونديال لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج كفاح وعمل حارب عليه قائد الأرجنتين رغم الانتقادات التي واجهته وطالته من جميع الشعوب حول العالم.
لعب ميسي أول كأس عالم له في نسخة 2006، وتصدر التانجو المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، بعد الفوز على ساحل العاج وصربيا والجبل الأسود ، وتعادل أخيرا مع هولندا.
لتلعب الأرجنتين مع المكسيك في دور الـ 16 وتواجه ألمانيا في ربع النهائي والتي فازت بركلات الترجيح، ولكن في هذه النسخة لم يكن لميسي تأثير كبير في المسابقة ليعود من جديد إلى صفوف برشلونة ناديه وقتها، ويثبت أنه أحد أفضل اللاعبين في العالم رغم صغر سنه بالبطولات والإنجازات التي حصل عليها مع البارسا.
ولكن عندما عادت الأرجنتين لكأس العالم 2010 والذي أقيم في جنوب أفريقيا، قدم ليونيل ميسي مع التانجو أحد أفضل مبارياته حيث قاد الفريق الأرجنتيني لتصدر المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط ليحقق العلامة الكاملة ويؤكد رغبته في الحصول على اللقب، وذلك بعد الفوز على اليونان وكوريا الجنوبية ونيجيريا.
وفي دور الـ 16 حقق منتخب الأرجنتين الفوز أمام المكسيك، ومن ثم اصطدم بمنتخب ألمانيا في ربع النهائي والذي حقق نتيجة كبيرة بالفوز على التانجو برباعية نظيفة، ليودع ليونيل ميسي البطولة للمرة الثانية على التوالي.
الانتقادات في هذه المرة كانت ثقيلة على ميسي ورفاقه حيث كانت بدايته منذ الجولة الأولى تؤكد أن الأرجنتين تسعى للتتويج باللقب وهو ما جاء عكس التوقعات.
وفي نسخة 2014 بدأ منتخب الأرجنتين بنفس قوة نسخة 2010 حيث تصدر المجموعة برصيد 9 نقاط، بعد الفوز على إيران ونيجريا والبوسنة والهرسك.
ولعب منتخب الأرجنتين مع سويسرا في ثمن النهائي وحقق الفوز في الوقت الإضافي بهدف وحيد، في مباراة شهدت أداء متواضع للتانجو، ومن ثم واجه بلجيكا في ربع النهائي ولكن في هذه المرة تخطى المنتخب الأرجنتيني لنصف النهائي بالفوز بهدف دون رد.
ليلعب رفاق ليونيل ميسي مع هولندا ويحقق الفوز بركلات الترجيح، ومن ثم يصل للنهائي ليواجه عقدته التاريخية منتخب ألمانيا والذي فاز في الوقت الإضافي بهدف دون رد، في واحدة من النسخ التي كانت قريبة للأرجنتين.
أما في نسخة 2018 فتواجدت الأرجنتين في المركز الثاني المجموعة الرابعة وذلك بعدما جمع 4 نقاط فقط، في حين تواجدت كرواتيا في المركز الأول برصيد 9 نقاط.
ولكن في مباراة مثيرة بثمن النهائي ألتقى منتخب الأرجنتين مع فرنسا وتلقى هزيمة بنتيجة 4-3، لتتسائل الجماهير حول العالم كيف يمتلك التانجو لاعب مثل ميسي أحد أفضل اللاعبين في التاريخ ولم يستطع التتويج بالبطولة؟.
لكن اللاعبين الأرجنتينيين الصغار في تلك الفترة كانوا يشاهدون ميسي على أنه القدوة ويريدون فقط إلتقاط صورا معه، حيث ظهرت صورة لجوليان ألفاريز، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر للصحفي الإيطالي فابريزو رومانو، تثبت أنه قابل ليونيل ميسي قبل 10 أعوام وطلب منه التصوير لأنه كان أحد لاعبي المنتخب الأرجنتيني وفريق برشلونة الإسباني حينذاك.
أما إيمليانو مارتينيز، حارس الأرجنتين، فأثبت أنه مستعد لخوض الحرب من أجل ميسي أثناء المشاركة في كوبا أمريكا 2021 حيث قال: "قلتها منذ أشهر، أردنا أن نعطي اللقب للأفضل في العالم (ميسي)، قمت بإخبار زوجتي أن هذا كان حلمي، لقد دعمتني وفعلنا ذلك".
أما دي بول، لاعب الأرجنتين، فله تصريح مثير للغاية، قبل خوض منافسات كأس العالم الحالي، حيث قال: "من الواضح أنك تنظر إليه علي أنه هادئ اكثر من اللزوم، ولكن عندما تبدأ في مشاركة الأشياء معه، فإنه يتسم بالشفافية لدرجة أنه بدلاً من إخباره برأيك عنه".
مضيفا: "عندما يصبح قائدك ميسي، ستخوض الحرب من أجله إذا طلب منك ذلك، الشخص الوحيد الذي لا يمكن المساس به هو ميسي".
لتتشابه قصة ميسي مع "المعلم رشدان" بطل فيلم الكارتون "سلاحف النينجا" الذي دافع في بداية حياته عن المحاربين الصغار ليكون السيف والدرع لهما حتى أن أصبحوا كبارا ويستطيعون الدفاع عن أنفسهم وعنه في يوما ما.
هذا ما حدث مع ميسي بالفعل، ليونيل ظل يبحث عن هذا الجيل الذي أعاد للأرجنتين هيبته من جديد، حيث جمعتهم الروح القتالية من أجل التتويج بالكأس رغم الهزيمة المفاجئة في الجولة الأولى التي كانت أمام منتخب السعودية في واحدة من مفاجآت النسخة الحالية.
هل يظل ليونيل ميسي مصدر الإلهام والبهجة للاعبين أصحاب السن الصغير ويعتزل كرة القدم؟، أم سيعتزل كرة القدم بشكل نهائي مثلما صرح قبل انطلاق المسابقة؟.
فيديو قد يعجبك: